مقالات

الموت…

عَنْ عَلِيِّ1 بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى صلوات الله عليه: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمِينَ‏ يَكْرَهُونَ‏ الْمَوْتَ‏؟
قَالَ: “لِأَنَّهُمْ جَهِلُوهُ فَكَرِهُوهُ، وَ لَوْ عَرَفُوهُ وَ كَانُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَأَحَبُّوهُ، وَ لَعَلِمُوا أَنَّ الْآخِرَةَ خَيْرٌ لَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا”.
ثُمَّ قَالَ: عليه السلام: “يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا بَالُ الصَّبِيِّ وَ الْمَجْنُونِ يَمْتَنِعُ مِنَ الدَّوَاءِ الْمُنَقِّي لِبَدَنِهِ وَ النَّافِي لِلْأَلَمِ عَنْهُ”؟
قَالَ: لِجَهْلِهِمْ بِنَفْعِ الدَّوَاءِ.
قَالَ: “وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً، إِنَّ مَنِ اسْتَعَدَّ لِلْمَوْتِ حَقَّ الِاسْتِعْدَادِ فَهُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْ هَذَا الدَّوَاءِ لِهَذَا الْمُتَعَالِجِ، أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ عَرَفُوا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ الْمَوْتُ مِنَ النَّعِيمِ لَاسْتَدْعَوْهُ وَ أَحَبُّوهُ أَشَدَّ مَا يَسْتَدْعِي الْعَاقِلُ الْحَازِمُ الدَّوَاءَ لِدَفْعِ الْآفَاتِ وَ اجْتِلَابِ السَّلَامَاتِ”2.

  • 1. أي الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام) عاشر أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
  • 2. معاني الأخبار: 290 ، طبعة جماعة المدرسين، قم المقدسة/ إيران، سنة: 1403 هجرية. و هو ما ألَّفه الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المعروف بـ ” الشيخ الصدوق ” المولود في سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى