مقالات

العصمة والإمامة…

الإمامة والعصمة في الإسلام ـ وهي الفكرة التي أردت أن أتحدث لكم عنها في هذه الليلة المباركة ، فكرة عريقة في القدم ، عريقة في الاصالة ، ارتبطت بالعقيدة ، وبالنظام وبالنهج ، ارتباطاً قوياً مكيناً ، حتى لا يمكن التفكيك ولا يمكن الفصل ، وكيف يمكن فصل جزء من كله ؟ .
وأقول : كيف يمكن أن ينفك أو يفصل جزء من كله ، ولا أعني الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها في بناء المركّبات ، فقد قلت : إنها مرتبطة بالعقيدة وبالنظام وبالمنهج ، وأجزاء العقيدة والنظام والمنهج أجزاء مقوّمة لا يمكن الاستغناء عنها أبداً ، وسأوضح أبعاد قولي هذا في غضون الحديث ـ إن شاء الله ( تعالى ) ـ .

ارتبطت بعقيدة الإسلام ، وبنظامه ومنهجه في الحياة ، وفي علاج المشكلات منذ أول نزوله من السماء في صوره الأولى على الأنبياء السالفين ( ع ) .
والإسلام هو الدين الذي أرسل به جميع الأنبياء سالفهم وخالفهم ، فهو الّدين الذي أرسل به أوّل رسول ، وأنزل به أول كتاب ، ووضعت له أولى شريعة .
وهو الدين الذي تتابع عليه الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) ، واتفقت عليه دعواتهم ، وبذل في بلاغة جهدهم .
فكانت الإمامة والعصمة جزءاً لا ينفصل من دعوة الإسلام في تأريخها المديد الناصع ، فلابد من الإمامة ، ولابد من العصمة في دور كل نبيّ وكلّ دعوة ، ولابد من إمام معصوم يتلقّى العهد من الله والنصّ من الرسول ، والأدلة اليقينية التي تثبت لنا وجوب الإمامة ووجوب العصمة بعد الرسول الأعظم ( ص ) تثبت لنا ـ بذاتها ـ وجوب الإمامة ، ووجوب العصمة في كلّ دور ، وبعد كلّ رسول .
فهي فكرة الإسلام في كل نشأته وفي كل دعواته ، وان اختص بها مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) في ظاهر الحال .
وليست هذه أول شيء اختص به مذهب الطاهرين ( ع ) ، من فِكَر الإسلام ، وهذا أحد بواعث فخاره .

الإمامة في مجالها اللغوي

وكلمة الإمامة في مجالها اللغوي تعني صفة الإمام ، وهو المتقدم في القوم ، وموضع قدوتهم ، يقال : أمَّ القوم بمعنى تقدمهم ، وصار لهم قدوة في عملهم ، ويقال : إئتممت بفلان ، أي جعلته إمامي وترسّمت خطاه في سبيلي ، واقتديت بفعله أو رأيه في عملي ، والإمام هو مَن يقتدى به ، ويتّبع عمله أو رأيه ، والإمامة صفته ، وبهذا الاعتبار أطلقت على إمام الجماعة ، وموجّه القوم ومرشدهم .
والإمام : الطريق الجلي الواضح الذي يتبع ، وبهذا المعنى قد يطلق على القرآن ، وأخواته من كتب السماء ، وفي القرآن الكريم ، ﴿ … وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً … ﴾ 1 .
وقوله ( تعالى ) : ﴿ … وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ 2 ، بناء على تفسير الإمام في الآية الكريمة بالكتاب .
و الإمامة : الرئاسة العامة ، فالإمام رئيسهم العام وبهذا الاعتبار أطلقت على بعض الرؤساء والملوك .

الإمامة في المصطلح الإسلامي

والإمامة في المصطلح الإسلامي الخاص ـ وفي مذهب أهل البيت ( ع ) على الخصوص ـ هي الرئاسة العامة في أمور الدنيا والدين ، وهذا المعنى هو الذي استقر عليه اصطلاح علماء الكلام من جميع فرق المسلمين .
والخليفة من يخلُف مَن قَبْلَه في موضعه ، ويقوم عند مقامه والخلافة صفته ، وفي القرآن الكريم : ﴿ … إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً … ﴾ 3 .
والخليفة : الإمام الذي ليس فوقه إمام ، وفي القرآن : ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ … ﴾ 4 .
والخلافة في المصطلح الخاص هي النيابة عن الرسول ( ص ) في زعامته العامة للأمة في دينهم ودنياهم .
وهي ـ بهذا المعنى ـ تصادق الإمامة في أكثر الموارد ، والإمامة أعم منها بحسب المفهوم ، فالرسول ( ص ) بذاته إمام وليس خليفة .
وفي القرآن الكريم عن نبيّ الله إبراهيم ( ع ) : ﴿ … إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا … ﴾ 5 .

دور الإمامة في الإسلام

وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن الإسلام دين يحكم الحياة وبنظّمها ، كما يوجّه الحياة الأخرى ويضمن سعادتها . . فلابد في الإسلام من الرئيس الأعلى للحكم الذي يقوم باسم الإسلام ، ولابدّ من نصبه والخضوع لأمره .
ثم اختلفوا في من يجب عليه نصب هذا الرئيس الأعلى ، وفي مدى مهمته التي يقوم بها .
فقالت الجمهرة من المسلمين : إنها رئاسة دنيوية تنظّم شؤون الدنيا باسم الإسلام ، ووفق تعاليمه ، ولا دخالة لها في الدّين بأزيد من ذلك .
وعلى قولهم هذا فنصب الإمام شأن من شؤون الأمّة ، يقوم به أهل الحل والعقد منها على مبدأ الشورى ، أو على مبدأ الانتخاب ، فهو فرع من فروع الدين ، ووجوبه وجوب تكليفي على المسلمين .
وقالت الإمامية : إنها الرئاسة العامة على الناس في جميع شؤونهم ، ومرجعيتهم الكبرى في أمور دنياهم ودينهم ، وزعامتهم المطلقة بعد فقد زعيمهم الأعلى ، ومرجعهم الأكبر الرسول العظيم ( ص ) .
و الإمام ينوب عن الرسول في كلّ ما له من وظيفة ، وفي كل ما يقوم به من مهمّة ، وفي كل ما حمّل من أعباء ، باستثناء مهمة الرسالة والنبوة ، فتلك خاصة لا يشاركه فيها أحد .
فإذا استثنينا مهمّة الرسالة والقوامة على الدين وعلى أحكامه في دور التأسيس ، فجميع مهمّات الرسول وواجباته الأخرى موكولة من بعده للإمام ينوب عنه فيها ، ويتحمّل أعباءها .
فالرسول هو الأمين الأول على الشريعة والحارس الأول للأحكام ، والقائم الأول على بلاغها وصيانتها ، و الإمام هو الأمين الثاني على الشريعة ، والحارس الثاني للأحكام ، والقائم الثاني على بلاغها وصيانتها وتطبيقها . .هو الأمين الحارس الدؤوب الذي يستلم أمانة السماء لأهل الأرض ، ويقوم على حفظها ، ويرعاها حق الرعاية في ادوار بقائها .
والرسول هو المزكّي الأول لنفوس الأمة ، والطبيب الأعلى لأمراضها ، يمدّها من زكاته و يميرها من طبّه ويشعّ عليها من روحه ومن رشده .
﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ … ﴾ 6 .
والرسول هو القدوة الأولى للأمة ، والمثال الأعلى الذي برأه الله ( تعالى ) لهم . . يصوغون عليه نفوسهم ، ويقتفون على أثره في خطاهم ، ويقتدون به في سلوكهم ، والإمام هو المزكي الثاني والطبيب الأعلى والقدوة العظمى للأمة بعد فقد رسولها ، تتبيّن فيه صفاته ، ويتمثّل فيه خُلقه وسلوكه ، ويشعّ منه رشده ونوره .
والرسول هو الزعيم الأول لحكومة الإسلام ، والرئيس الأعلى للأمة وللمجتمع المسلم ، وللمجتمع البشري كله ، ـ على أصدق التعابير وأوفاها بالمعنى وبالمهمة ـ والقائد الأعظم لصفوفه ، والمنظّم الأوّل لحركته وحركة الحكم فيه ، والعادل الأول الذي يتجلّى فيه عدل الله ( سبحانه ) في الأرض ، ويتجسّد فيه عدل الإسلام في الحكم ، وعدل الرسالة في الصفات والخلال ، والإمام هو الزعيم الثاني والممثّل الصادق الكامل ، الذي تتحقّق فيه كلّ هذه السمات ، وهذه المؤهّلات سواء بسواء ، دون نقص ، ودون تفاوت .
ونتيجة لذلك ، فالرسالة والإمامة كلاهما عهدٌ من الله ( سبحانه ) ، ولن يكونا الاّ بتعيين منه وجعل لمن يتحمل هذه الأعباء .
انها أمانة الله ووديعته ، فلا توضع إلا بيدٍ يأتمنها الله ، ويعلم صدقها في القول والعمل . والأمر في الرسالة ثابت لا خلاف فيه و ﴿ … اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ … ﴾ 7 . فالرسالة لا تكون إلا بجعل ، والرسول لا يكون إلا بتعيين .
فاذا علمنا أن سبيل الإمامة هو سبيل الرسالة ، و إذا علمنا أن الوظيفة مشتركة ، أيقنّا ـ دون شكّ ـ أن الإمامة كذلك لا تكون إلا بجعل ، وان الإمام لا يكون إلا بتعيين .

ضرورة العلم و العصمة في الإمام

وليس من المسلمين من يشكّ أن الشريعة أمانة الله لخلقه ، فلابد وأن تودع بيد رسول أمين معصوم ، يتلقّى الرسالة من الله كاملة لا نقص فيها ولا تحريف ، ويسلّمها إلى خلقه كاملة لا نقص فيها ولا تحريف ، والله ( سبحانه ) هو العليم بالسرائر المطّلع على الحقائق ، فلابّد وأن يختار لأمانته من هو أهل للأمانة ، ومن تقوم على الخلق به الحجة .
والعباد ـ بدَورهم ـ جاهلون ، ومِن أين لهم أن يعرفوا صحة الأمانة وصدق الأمين إذا لم يعرفوا عصمته ، ولم يستيقنوا بها .
ومن طباعهم وخلائقهم أنهم يقيسون الشيء بالشيء ويحملون العمل على العمل ، ولذلك فهم يرتابون في المبلّغ ، وفي صدق قوله له إذا وجدوا في بعض أقواله أو أفعاله ما يريب ، أو ما يباين الدعوة والمناهج التي يدعوهم إليها .
ومن هذه الجهة ، قال جمهور المسلمين بوجوب عصمة الرسول في التبليغ ، والنظرة الصحيحة في الأسباب الآنفة الذكر ، وفي غيرها ، تحتّم أن يكون الرسول معصوماً كامل العصمة في كل الحالات .
وليس من المسلمين من يشكّ أنّ نظام الحكم في الإسلام قائم على العدل الكامل الشامل الذي لا يحيف قيد شعرة ولا مثقال ذرّة ، ومن الواضح ـ أشد الوضوح ـ أن الضمان الأول و الأكبر لتحقيق هذا العدل الشامل أن يكون الرئيس الأعلى للحكم الإسلامي مثالاً شاخصاً للعدل الأعلى في نفسه ، وفي خاصته وعامّته .
وليس ادعى لانتقاص القانون ، وامتهان حرمته من أن يكون القائم الأول عليه مخالفاً لنصوصه ، ومن هذه الجهة وجب أن يكون الرسول ( ص ) هو رأس الحكم الإسلامي ما دامت حياته ، لتوفّر هذا الضمان فيه .
فإذا أيقنّا أن الإمام هو الذي يستلم أمانة الله لخلق بعد فقد الأمين الأول بعد فقد الرسول .
. . وإذا أيقنّا أن أهمية هذه الأمانة لا تزال هي أهميتها الأولى ، وأن قدسيتها لا تزال هي قدسيّتها ـ وإن انقضى دور التأسيس ـ ، فيجب أداؤها للحاضرين والمستقبلين من الناس والأجيال ، كما وجب اداؤها لمن سلف ، وأن طباع الخلق وصفاتهم وخلائقهم لا تزال هي الصفات .
. . وإذا علمنا أن زمام الحكم في الإسلام يستلمه الإمام بعد فقد الرسول ، وأنه الرئيس الثاني للحكومة ، والقائد الثاني للصفوف ، والزعيم الثاني للحركة .
. . إذا علمنا ذلك ، ثبت لدينا ـ دون شك ـ أن الإمام لابد فيه من العصمة التي تدعم حجته ، وتُثبت قوله ، وتُثبّت حكمه ، ولابد فيه من العلم الذي يسدّ حاجة العباد ، ويكفي لسدادهم ورشادهم وتنظيم شؤونهم وتدبير أمرهم ، والالكان المنهج مختلاً ، وكان التدبير ناقصاً ، وتعالى الله وتقدست شريعته ، وعظم تدبيره عن سمات النقص واختلال المناهج .
لابد فيه من العلم والعصمة ، وهذان هما الشرطان الأساس في فكرة الإمامة ، أمّا بقية الشرائط التي يذكرها علماء العقائد فهي متمّمات ومكمّلات .
مصدر العلم والعصمة في الإمام :
لابد في الإمام من العلم ، و إلا لم تقم به حجة ولم تتحقق به غاية ، ولابد وأن يكون غير محتاج إلى غيره في ذلك ، وإلا كان ذلك الغير الذي احتاج إليه أحق منه بالإمامة ، وفي القرآن الكريم :
﴿ … أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 8 .
ولابد وأن يكون علمه غير مأخوذ عن تقليد ولا عن اجتهاد لأنه إذا كان مقلّداً كان مرجعه أعلم منه ، فهو أحقّ منه بالإمامة . و إذا كان مجتهداً لم تجب طاعته على المجتهدين الآخرين الذين يخالفونه في الحكم ، ولا على مُقلّديهم ، وهذا واضح أتم الوضوح ، فلابد وان يكون علمه عن مصدر هو أرقى من الاجتهاد والتقليد .
إن الله الذي ارتضاه للحكم وعيّنه للإمامة والزعامة واختاره للأمانة هو الذي يفيض عليه العلم ويمدّه بالعصمة ، وفي القرآن يصف بعض العباد الذين شملتهم هذه العناية ، يقول : ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴾ 9 .
نتائج منطقية متسلسلة ، يسلسلها العقل ، ويقود إليها البرهان ، ولا يشكّ فيها أحد يحترم فكره بعد أن يتبيّن معناها ويتحقق مبناها .
ولا يشك فيها أحد عرف الإسلام وعرف غايته وخبر استبطانه للأمور .
وفي القرآن الكريم :
﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ 10 .
والآية الكريمة صريحة الدلالة على أن إمامة الناس جعلٌ من الله ( عز وجل ) ، وعهد يختص به من يشاء من عباده ، ولعلّ في الآية إيماءة خفيّة إلى أن الناس عبادٌ مربوبون لله , وهو ـ سبحانه ـ ربُّهم ، ومدبّر أمرهم ، فيكون نصبُ الإمام لهم حقاً خالصاً لله ، لأنه ( تعالى ) وليّ أمرهم .
والآية صريحة الدلالة ـ كذلك ـ على أن هذا العهد المجعول من الله ـ سبحانه ـ لا ينال من كان ظالما ، أيّ ظلم كان ، سواء أكان الظلم لغيره أم لنفسه ، ومن يتعدّ حداً من حدود الله ، أو واجباً من واجباته فقد ظلم نفسه ، فلا يناله عهد الله .
والمعنى الصريح لذلك أن هذا العهد المجعول من الله لا ينال إلا المعصوم الذي تصونه عصمته أن يرتكب ظلماً لغيره أو ظلماً لنفسه .
ومن المحال على حكمة الله ( عز وجل ) ومن الممتنع على شريعته أن يُسلّم قياد البشرية كلّها بيد من لا يؤمن أن يرتكب ، أو يخون ، أو يخالف بعض أحكام الله عامداً أو مخطئاً .
ومن المحال على حكمة الله ( تعالى ) ومن الممتنع على شريعته ، أن يجعل قياد الأمة بيد من لا يؤمن عليه أن يرتكب أو يخون أو يخالف ، ثم تفرض شريعة الله على الأمة طاعته وتحرّم الخروج عن أمره قيد شعرة ، فان ذلك تناقض صريح .
و إذا كان في الأمة من يسدّده إذا أخطأ كان أولى منه بالإمامة ووجوب الطاعة بنص الآية الكريمة المتقدمة :
﴿ … أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 8 .
إنها نتائج منطقية يسلسلها لنا العقل ، ويقودنا إليها البرهان ، واحدة واحدة ، وتُثبتها لنا الحجج الناصعة القاطعة من الكتاب وأقوال الرسول ( ص ) حتى لا نشك ، ولا يحوم حولها ريب ، وهذه النتائج المنطقية هي حصيلة مذهب أهل البيت ( ع ) في عقيدة الإمامة والعصمة .
لابد من نصب الإمام ومن وجوده بعد الرسول ( ص ) لحفظ الشريعة التي أسستها النبوة ، وما دامت شريعة الله ( تعالى ) شريعة للعصور ، ولا يختص بها عصر الرسالة وحده ، وحفظها وضمان غايتها ، وبلاغها للناس واجب على الله ( جلت حكمته ) في أدوار بقائها كما هو واجب عليه في دور تأسيسها .
ولابد من نصب الإمام ومن وجوده بعد الرسول ( ص ) لتربية الأمة وتزكية نفوسها في جيلها المقبل ، فان غاية الرسالة من تزكية الناس وتطهير قلوبهم وأرواحهم لا تتأدى بتربية الناس في عصر الرسول ( ص ) وحده .
ولابد من نصب الإمام ومن وجوده بعد الرسول ( ص ) ليتسلم أزمّة الحكم في الإسلام ، ويحقق العدل الأعلى بين الناس .
ان هذه الغايات وهذه الضروريات لا تتأدّى إلا بنصب الإمام ووجوده بعد الرسول ( ص ) ، فيكون نصبه وتعيينه ضرورة إسلامية لابدّ منها .
ثم لابد في الإمام المنصوب المعيّن من العلم ، ولابد فيه من العصمة ، لأن تلك الغايات الإسلامية ، وتلك الضرورات لا تتأدى إلاّ بهما ، فهي ضمان إلهي لغايات الإسلام وضروراته ، وهي عقيدة لا يسع الناس جهلها ، ولا الانحراف عنها ، ولا مكان فيها لاجتهاد ولا خيرة .
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾ 11 .

معنى العصمة

والعصمة هي الدرجة العظمى من العدل الإسلامي في الفرد ، هذه الدرجة الكبرى التي توقظ مشاعر المعصوم وركائزه ، وتعتلي بدوافعه وبواعثه ، وتسمو بها نفسه وعقله وملكاته وأشواقه وإرادته ، فلا يهبط ، ولا ينحرف ، ولا يشذّ .
والعصمة ـ كما قلت في بعض أحاديثي ـ ( رصيد نفساني كبير يتكون من تعادل جميع قوى الإنسان النفسانية وبلوغ كل واحدة منها أقصى درجة يمكن أن يبلغها الإنسان ، ثم سيطرة القوة العقلية على جميع هذه القوى والغرائز والركائز سيطرة كاملة حتى لا تشذ عنها في أمر ولا تستقل دونها في عمل .
( هذه الحصانة الذاتية التي يرتفع بها الإنسان الأعلى عن الإتضاع في طبيعته ، ويمتنع بها عن الانزلاق في إرادته ، ثم عن الانحرافات والالتواءات التي تترسّب في منطقة اللاشعور وتتحول ـ كما يقول العلماء النفسانيون ـ عُقَداً نفسية تتحكم في دوافع المرء وفي سلوكه ، وفي اتجاهاته وملكاته ، وتسوقه من حيث لا يريد إلى النشوز عن الحق والشرود عن العدل .
( هذه الحصانة الذاتية التي توقظ مشاعر الإنسان الكامل فلا يغفل ، وتعتلي بملكاته وأشواقه فلا ينزلق ولا يكبو ، والتي تكفل له صحته النفسية من كلّ وجه ، هذه هي العصمة التي يشترطها مذهب أهل البيت في الرئيس الأعلى لحكومة الإسلام ) 12 .
العصمة هي الدرجة العظمى من العدل الإسلامي في الفرد . . هي الأثر الكامل الذي يتركه الإلتزام الكامل بمناهج الإسلام وعقائده في نفس الفرد وقواه ومشاعره .
إن الفرد قد يؤمن بالدين ويلتزم به التزاماً متوسّطاً ، فتتأثر به نفسه وقواه ومشاعره تأثيراً متوسطاً كذلك ، وتأثره بإيمانه لا يمنع عليه أن يواقع الخطيئة ، أو يخلّ بالواجب عامداّ ، فهو مؤمن مرتكب ، وهذه هي حال الكثرة من الناس .
وان الفرد قد يؤمن بالدين ، ويلتزم به التزاماً قوياً بالغاً ، فتتأثر به نفسه وقواه ومشاعره تأثراً قوياً بالغاً كذلك ، وهذا التأثّر القوي البالغ يمنع عليه أن يواقع الخطيئة أو يخل بالواجب عامداً ، وإذا طرأت عليه في بعض الأحيان طوارئ من الضعف الإنساني ، فواقع الخطيئة أو أخل بالواجب فإنه سرعان ما ترجع إليه قوته الإيمانية فيسترد الموقف ، ويبادر الى التوبة ، ويمحو بها الأثر الطارئ :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ 13 .
وهذه هي درجة التقوى ، ومنزلة العدالة على تفاوت بين الناس في درجاتها .
اما الإنسان الأعلى . . أما الإنسان الكامل الإنسانية ، فانه يؤمن بالدين ، ويلتزم به التزاماً كاملاً ، وينصهر به انصهاراً شاملاً ، حتى يصبح حقاً مجسّداً ، وعدلاً شاخصاً ، وصدقاً ماثلاً ، فلا ميل ، ولا ضعَة ، ولا نشوز ، بل توازن شامل كامل ، ويقظة شاعرة حية ، وسموّ في كل معنى ، وفي كل اتّجاه ، وهذه هي درجة العصمة ، فالعصمة فيض الهي يفيضه ـ سبحانه ـ على النفوس السامية التي تستوعب كلمة الله وتستوعب رشده ، وفيضُ الله ومواهبه لاتعطى محاباة ، ولا تؤتى جزافاً دون مؤهّلات ، واستعدادات ، والله أعلم حيث يضع هبته ويؤتي فيضه .

لا جَبر في العصمة

والعصمة حصانة نفسانية ذاتية ـ كما قدمت ـ تعدّ لها مؤهلات في نفس المعصوم ، وتمهّد لها كمالات في ذاته ، ثم يتمّها فيض الله ( تعالى ) وهبته لتلك النفس السامية الطيّعة ، وهي لا توجب للمعصوم جبراً على طاعة ، ولا اقتساراً عن معصية ، كما يظنّ بعض الناس ، فيُشكِلون ويَستشكلون .
ولكنها نفس قدسيّة تسمو عن الضعة ، وعقل منير يجلّ عن الهبوط ، وإرادة مهدّية تعظم عن الانزلاق ، وروح عظيمة تكبر عن الإتجاهات المنحرفة والغايات الصغيرة ، وقلب متقد الشعور والإحساس لا تجد الغفلة ولا النكسة ولا الخطْأة إليه سبيلاً .
وكأن الأمر قد التبس على هؤلاء الناس في ذلك من جهة القول بعصمة الملائكة ، والعصمة فيهم قد تفيد معنى الجبر والقسر . وهذا المعنى في الملائكة آت من قِبَل خلوّ الملك في تكوينه من عوامل الشهوة والغضب والانفعالات والدوافع التي تدفع بالإنسان إلى الشر ، فهي قوى مجبولة على الخير ، ولا نزوع فيها الى الشرّ ، أقول : وهذا المعنى في الملائكة آت من هذه الناحية ، لا من جهة معنى العصمة .
إن معنى العصمة واحد ، هو الحصانة عن الوقوع في الذنوب ، والاختلاف انما هو في الأسباب والمعطيات ، ومرجعها الأول هو فيض الله الذي يمدّ كّلاً بما يستحق .

الاعتقاد بالإمامة و الأئمة

هذه هي فكرة الإمامة والعصمة في الإسلام ، نيّرة بنور الإسلام ، جليّة بجلاء حكمته ، واضحة بوضوح مقاصده وغاياته ، وعلى نور هذه الفكرة وجلاء أهدافها يجب أن نسير في بحث الإمامة ، وفي عقيدتنا بالإمام وفي سلسلة الإمامة ، فالإمام من عينه الله ( تعالى ) ، وعهد إليه بنصٍّ صريحٍ واضحٍ ، ومن استجمع شرائط التعيين ، فهو المعصوم الذي ليس في الأمة أعلم منه ، ولا أهدى للحق ولا أبرّ ولا أتقى .
وأول السلسلة الطاهرة هو علي ( ع ) الذي جعلته آية المباهلة نفس الرسول ( ص ) ، 14 . اخرج مسلم في صحيحه في كتاب ( فضائل الصحابة ) باب ( من فضائل علي بن أبي طالب ( ع ) ) عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه ـ من حديث ـ ، و لما نزلت هذه الآية ﴿ … فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ … ﴾ 15 دعا رسول الله ( ص ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي . و رواه الترمذي في صحيحه ( ج 2 ص 300 ) و احمد بن حنبل في مسنده ( ج 1 ص 185 ) و السيوطي في الدر المنثور في تفسير آية المباهلة من سورة آل عمران و قال أخرجه ابن المنذر و الحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص كما روى القصة كثير من المفسرين وأئمة الحديث راجع كتاب فضائل الخمسة من الصحاح و السنة ج 1 ص 244 ـ 250 . ونفس المعصوم معصوم . و جعلته آية التصدق بالخاتم 16 . قال السيوطي في ( الدر المنثور ) : أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال ( تصدّق علي ( ع ) بخاتمة و هو راكع فقال النبي ( ص ) للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع فأنزل الله ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ … ﴾ 17 ) . و روى القصة بطرق عديدة أخرى كما رواه غيره من الرواة والمفسرين . راجع كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 ص 13 و ما بعدها . شريكاً للرسول ( ص ) في ولايته على الأمة . و جعله حديث الغدير 18 مولى كل مؤمن ومؤمنة .
وجعلته أحاديث الرسول قرين الحق يدور معه حيثما دار 19 ، و باب مدينة العلم أنّى توجّه 20 ، و بمنزلة هارون من موسى من الرسول ( ص ) 21 .
و بقية السلسلة هم المعصومون ( ع ) الذين أجملتهم آية التطهير 22 . روى الترمذي عن عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي ( ص ) قال : لما نزلت هذه الآية على النبي ( ص ) : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) في بين ام سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً مجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً . قالت أم سلمة و أنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك و أنت إلى خير ) صحيح الترمذي ج 2 ص 209 كما رواه غيره مثل مسلم في صحيحه و الحاكم في المستدرك و صحيحه والسيوطي في الدر المنثور وابن حجر في تهذيب التهذيب وغيرهم راجع فضائل الخمسة ج 1 ص 224 و ما بعدها . ، وقرناء الكتاب لن يفترقا حتى يردا على النبي ( ص ) الحوض في حديث الثقلين 23 ، والذين فصلتهم السنة المطهرة ، وعرّفتهم وعّرفت سماتهم وأسماءهم وأعيانهم النصوص المتواترة التي لم تدع شكاً لذي شك ، ولا جدالاً لذي جدال .
وآخرهم هو النور الذي تعاقدت الأديان على التبشير به ، والحقّ الذي تواترت الأدلة على التعريف به ، والعدل الذي تسالمت الأمم على انتظاره .
هذه هي فكرة الإمامة والعصمة ، وهذه هي السلسلة المطهرة نور من نور ، وهدىً من هدىً ، ودليل من دليل ، وقبس من قبس ، عرّفنا الله حقَّهم ، وثبّتنا على ولائهم وغذّانا حبهم .
﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ 24 .
﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ 25 26 .

  • 1. القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 17 ، الصفحة : 223 .
  • 2. القران الكريم : سورة يس ( 36 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 440 .
  • 3. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 6 .
  • 4. القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 454 .
  • 5. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 124 ، الصفحة : 19 .
  • 6. القران الكريم : سورة الجمعة ( 62 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 553 .
  • 7. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 124 ، الصفحة : 143 .
  • 8. a. b. القران الكريم : سورة يونس ( 10 ) ، الآية : 35 ، الصفحة : 213 .
  • 9. القران الكريم : سورة الكهف ( 18 ) ، الآية : 65 ، الصفحة : 301 .
  • 10. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 124 ، الصفحة : 19 .
  • 11. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 36 ، الصفحة : 423 .
  • 12. الإسلام : ينابيعه . مناهجه . غاياته . ص 332 ـ 333 ط 2 .
  • 13. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 201 ، الصفحة : 176 .
  • 14. وهي قوله ( تعالى ) : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
  • 15. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
  • 16. و هي قوله ( تعالى ) : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
  • 17. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
  • 18. حديث الغدير و قول الرسول ( ص ) فيه ( من كنت مولاه فعلى مولاه ) مما تواتر بين المسلمين و رواه من الصحابة مائة و عشرون ـ حسبما أحصاه صاحب كتاب الغدير ـ و من التابعين أربعة و ثمانون و من طبقات العلماء في مختلف القرون 353 إذ رواه احمد بن حنبل من أربعين طريقاً والطبري من نيف و سبعين و ابن عقده من مائة و عشرين . يراجع كتاب الغدير ج 1 كله لمراجعة التفصيل .
  • 19. روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 124 عن النبي ( ص ) قال : رحم الله علياً اللهم ادر الحق معه حيث دار و رواه الترمذي في صحيحه كما روى الخطيب البغدادي في تاريخه ج 14 ص 321 بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً ( ع ) وقالت : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( علي مع الحق و الحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ) .
  • 20. روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 126 بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أنا مدينة العلم و علي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب ) . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، و رواه بطرق أخرى كما رواه غيره من أئمة الحديث . يراجع كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 ص 250 و ما بعدها .
  • 21. حديث المنزلة الذي يقول فيه الرسول ( ص ) لعلي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ، حديث متواتر بين المسلمين وممن رواه البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب ( مناقب علي بن أبي طالب ) ، و مسلم في صحيحه . كتاب فضائل الصحابة باب من فصائل علي بن أبي طالب ، وابن ماجة في سننه ص 12 ، و أحمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 174 و غيرهم و قال الحسكاني شواهد التنزيل .
  • 22. هي قوله ( تعالى ) في سورة الأحزاب ﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
  • 23. روى الحاكم في المستدرك ج 3 ص 109 بسنده عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله ( ص ) من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر فقام من فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت الثقلين احدهما اكبر من الآخر ، كتاب الله و عترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . ثم قال ( ص ) : إن الله ( عز وجل ) مولاي و أنا مولى كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( ع ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . وذكر الحديث ثم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و روى للحديث الثقلين جميع أئمة الحديث كمسلم في صحيحه و أحمد بن حنبل و الل و الدارمي و المتقي في كنز العمال و غيرهم راجع كتاب فضائل الخمسة ج 2 ص 43 و ما بعدها .
  • 24. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 53 ، الصفحة : 57 .
  • 25. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 8 ، الصفحة : 50 .
  • 26. كتاب : أشعة القرآن القسم الثالث للشيخ محمد أمين زين الدين : العنوان رقم (5) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى