نور العترة

عدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وابن الزبير…

حَضَرَ جَمَاعَةٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَ عِنْدَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، وَ كَانَ‏ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ .
فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَرْنَا نُكَلِّمْ عَدِيّاً ، فَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ عِنْدَهُ جَوَاباً ؟
فَقَالَ : إِنِّي أُحَذِّرُكُمُوهُ .
فَقَالُوا : لَا عَلَيْكَ ، دَعْنَا وَ إِيَّاهُ .
فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : يَا أَبَا طَرِيفٍ ، مَتَى فُقِئَتْ عَيْنُكَ ؟!
قَالَ : يَوْمَ فَرَّ أَبُوكَ ، وَ قُتِلَ شَرَّ قَتْلَةٍ ، وَ ضَرَبَكَ الْأَشْتَرُ عَلَى اسْتِكَ فَوَقَعْتَ هَارِباً مِنَ الزَّحْفِ ، وَ أَنْشَدَ :
أَمَا وَ أَبِي يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ لَوْ أَنَّنِي *** لَقِيتُكَ يَوْمَ الزَّحْفِ مَا رُمْتَ لِي سَخَطاً
وَ كَانَ أَبِي فِي طَيِ‏ءٍ وَ أَبُو أَبِي *** صَحِيحَيْنِ لَمْ تَنْزِعْ عُرُوقُهُمَا الْقِبْطَا
وَ لَوْ رُمْتَ شَتْمِي عِنْدَ عَدْلٍ قَضَاؤُهُ *** لَرُمْتُ بِهِ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ مَدَى شَحْطاً 1
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ كُنْتُ حَذَّرْتُكُمُوهُ فَأَبَيْتُمْ 2 .

  • 1. قال الجوهري : الشحط : البعد ، يقال شحط المزار أي بعد و تشحط المقتول بدمه أي اضطرب فيه .
  • 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 33 / 251 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى