إسئلنا

شبهة وردها…

نص الشبهة: 

لماذا لم تتزوج السيدة « فاطمة المعصومة [عليها السلام] » ، ارجو أيضاح الاجابة بالتفصيل .

الجواب: 

بالنسبة لسؤالكم حول السبب في عدم زواج السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم [عليهما السلام] «المعصومة» ، المدفونة في «مدينة قم المشرفة» ، أقول :
قد ذكر اليعقوبي : أن السبب في عدم زواج بنات الإمام الكاظم [عليه السلام] ، هو أن الإمام [عليه السلام] نفسه قد أوصى ألا تتزوج بناته ، فلم تتزوج إلا واحدة منهن ، هي أم سلمة ، فإنها تزوجت القاسم بن محمد بن جعفر بمصر ، فجرى في هذا بينه وبين أهله شيء شديد حتى حلف أنه ما كشف لها كنفاً قط ، وإنما تزوجها ليحج بها 1 .
ولكن الظاهر هو وقوع اليعقوبي في الغلط والاشتباه ، فإن الإمام [عليه السلام] ، كما رواه الكليني ، لم يوص بعدم تزويج بناته أصلاً ، بل أوصى بأن يكون أمر زواج جميع بناته بيد الإمام الرضا [عليه السلام] ، فإنه أعرف بمناكح قومه 2 .
وفي وصية أخرى له [عليه السلام] ذكر أن من تتزوج من بناته ، فليس لها حظ من صدقة كان قد جعلها للمساكين من ولده ، فإن عادت بغير زوج ، فإنها تأخذ من تلك الصدقة أيضاً 3 .
ولعله لأجل أن زواجها يجعل نفقتها واجبة على زوجها ، فلا يحق لها والحالة هذه الأخذ من صدقة جعلت للفقراء والمساكين . .
كما أن الإمام الجواد [عليه السلام] قد أوقف عشر قرى في المدينة على أخواته وبناته اللاتي لم يتزوجن . وكان يرسل نصيب بنات الرضا [عليه السلام] من المدينة إلى قم 4 .
وبعدما تقدم نقول : لعل السبب في هذه الوصية ، هو التأكد من تزويجهن من أكفائهن ، كما ظهر من قوله [عليه السلام] : « فإنه أعرف بمناكح قومه » .
ولعله لو زوجهن بغير أكفائهن لأوجب ذلك متاعب كبيرة وخطيرة لهن وللأئمة [عليهم السلام] ، تكون المفسدة فيها ، أعظم من تأيمهن . .
مع احتمال أن تكون هناك أهداف سياسية من بعض الزيجات ، من بنات الأئمة ، حيث يحاول البعض أن يجعل ذلك ذريعة إلى أمور لا يصح تمكينه منها .
وقد حدثنا التاريخ : أن هارون الرشيد قد طالب الإمام [عليه السلام] بذلك ، فقال : فلم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن وأكفائهن ؟! فاعتذر له [عليه السلام] بقصر ذات اليد 5 .
على أن من الواضح : أن ظروف الأئمة كانت صعبة للغاية . . ولم يكن هناك من يجرؤ على الاتصال بهم خصوصاً في أمر الزواج ، من غير الأقارب . وأبناء العم . . ولا سيما في زمن المنصور إلى زمان هارون الذي حصد شجرة النبوة ، واقتلع غرس الإمامة ، كما يقول الخوارزمي ، وذلك واضح . . 6 .

  • 1. تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 415 ط صادر بيروت .
  • 2. الكافي ج 1 ص 316 وعيون أخبار الرضا ج 1 ص 33 .
  • 3. عيون أخبار الرضا ج1 ص37 .
  • 4. تاريخ قم ص 221 .
  • 5. عيون أخبار الرضا ج 1 ص 88 .
  • 6. مختصر مفيد . . ( أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الأولى » المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (20) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى