مقالات

بيني وبين تائه

بسم الله الرحمن الرحيم

قال: لم خلقني الله ولم يخيرني؟

أجبته: كيف يخيرك وأنت لم تكن موجوداً؟!

قال: لكنني غير موافق على أن يخلقني..!

سألته: هل الوجود خير أم العدم؟

قال: الوجود خير..

قلت له: فالله منحك الخير، فلم أنت غير راض؟

قال: لأن الحياة ملؤها ألم..!

قلت له: الذي خلقك يقول لك إن سبب تعاستك ليس هو وجودك، بل هي أعمالك: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) الشورى: 30 .

قال: العالم مليء بالشر، ولا أملك أن أصنع شيئاً..!

أجبته: هناك الكثير من الناس نجوا من الشر، وعاشوا سعداء، ومضوا سعداء.. فلم أنت لم تكن منهم؟

قال: لم أنا لست منهم؟

أجبته: لأنك لم تبذل جهداً لبث الخير في العالم، وكنت إما سلبياً، وإما مشاركاً في نشر السيئات.. فكانت الحصيلة أنك تعاني.. فلا تلق باللوم على من منحك الوجود، والوجود خير كله، ولكن لُم نفسك ولُم الذين تسببوا بأعمالهم في انتشار الشر..

قال: فهل لي من مخرج مما أنا فيه من هموم وغموم؟

أجبته: الذي خلقك أجاب عن هذا بقوله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب…) الطلاق: 2 ـ 3 .


✍🏻 زكريَّا بركات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى