مقالات

أدلة وجود الغرض والغاية في أفعال اللّه تعالى

الأدلة العقلية :

1 ـ إنّ نفي الغرض والغاية عن أفعاله تعالى يتنافى مع حكمته تعالى ، لأنّ فعل الشيء من دون غرض أو غاية عبث ، والحكيم لا يصدر منه العبث 1.

2 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:

عدم قصده تعالى جميع المنافع التي جعلها اللّه تعالى منوطة بالأشياء .

فلا يكون خلق العين للإبصار . ولا خلق الأُذن للسماع . ولا اليد للعمل . ولا الرجل للمشي .

بل يكون خلق جميع هذه الجوارح والأعضاء عبثاً ، وهذا خلاف الواقع 2.

3 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي :

عدم الجزم بصدق دعوى الأنبياء .

لأنّ من أدلة إثبات صدق النبوّة: إظهار اللّه “المعجزة” على يدّ مدّعي النبوّة .

فلو أنكرنا وجود الغرض والغاية في الفعل الإلهي .

فسيكون إظهار اللّه المعجزة على يدّ النبي لغير غرض وغاية .

ولا يكون غرض وغاية اللّه من هذه المعجزة إثبات صدق ادّعاء النبوّة .

فيكون النبي ـ في هذه الحالة ـ كاذباً في ادّعائه بأنّ اللّه تعالى أظهر على يده المعجزة لغرض التصديق به .

لأنّ لقائل أن يقول له: بأنّ أفعال اللّه ليس لها غرض وغاية .

والمعجزة من فعل اللّه .

فكيف أصبح لها غرض وغاية لتدّعي أنّ الغرض والغاية منها إثبات نبوّتك ؟

فلا يكون ـ بعد هذا ـ سبيل لتصديق دعوى الأنبياء.

وهذا باطل 3.

4 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن فعله تعالى أن لا تكون:

إثابة اللّه المطيع لطاعته .

ولا معاقبة اللّه العاصي لعصيانه .

بل يكون ثواب اللّه تعالى وعقابه من دون غرض .

فلهذا لا يكون عند اللّه فرقٌ بين “المؤمن” وبين “الكافر” في الثواب والعقاب .

وهذا ما ينافي العدل الإلهي 4.

5 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:

أن يكون تكليفه تعالى للعباد لغير إفادتهم في الدنيا أو الآخرة .

فيكون اللّه عزّ وجلّ ظالماً للعباد.

وهو تعالى منزّه عن ذلك 5.

6 ـ يلزم نفي الغرض والغاية في الفعل الإلهي مخالفة الكتاب العزيز وتكذيب القرآن الكريم ، لأنّ اللّه تعالى بيّن في محكم كتابه العديد من الآيات الدالة على 6.

  • 1. انظر: تجريد الاعتقاد، نصير الدين الطوسي: المقصد الثالث ، الفصل الثالث ، ص198. كشف المراد، العلاّمة الحلّي :المقصدالثالث ، الفصل الثالث ، المسألة الرابعة، ص422. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع: في العدل ، ص70 .
  • 2. انظر: نهج الحقّ، العلاّمة الحلّي: المسألة الثالثة، مبحث أنّ اللّه تعالى لا يفعل القبيح ، ص90 ـ 91 .
  • 3. انظر: نهج الحقّ، العلاّمة الحلّي: المسألة الثالثة: ص91 ـ 92 .
  • 4. انظر: المصدر السابق: ص94 .
  • 5. انظر: الرسالة السعدية، العلاّمة الحلّي: القسم الأوّل ، المسألة السادسة، البحث الرابع ، ص62 .
  • 6. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى