مقالات

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ … ﴾

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يحدثنا التاريخ عن الحال الذي كان عليها العرب في الجاهلية من تخلف وصلافة وهذا ما ذكره سماحتكم في كتابكم الموسوم «الصحيح من السيرة».. الجزء الأول ويؤيده ما ذكره جعفر بن أبي طالب عند ملك الحبشة..

السؤال: بناء عليه كيف نفهم قوله تعالى :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ … ﴾ . ومن المقصود بالأمة؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد وردت أحاديث كثيرة تفسر المراد من كلمة «الأمّة» الواردة في هذه الآية المباركة، بالأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 1.
والظاهر: أن المراد بـ «الأمة» الرجل المتفرد في ميزاته، وخصوصياته، ودينه.. وقد قال تعالى:﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ … ﴾ 2.
هذا، وقد روي بسند صحيح: أن عبد المطلب يبعث أمة واحدة (و وحده) عليه سيماء الأنبياء، وهيبة الملوك 3.
وروي أيضاً: أن قس بن ساعدة يحشر أمة وحده.. 4.
وجاء في تفسير القمي بسند صحيح: «أن ابن سنان قرأ على الإمام الصادق عليه السلام:﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ … ﴾ 5.
فقال عليه السلام: خير أمة، تقتلون أمير المؤمنين، والحسن، والحسين بن علي عليهم السلام؟!
فقال القاري: جعلت فداك، كيف نزلت ؟
قال: نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، ألا ترى مدح الله لهم:﴿ … تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ … ﴾ 5 6.
والمراد بنزولها كذلك: أن هذا التفسير لكلمة: «الأمّة»، بكلمة «الأئمة»، قد نزل من عند الله سبحانه. حتى ليصح أن نضع هذه بدل تلك، على سبيل التفسير، لا لتصبح هذه هي القرآن المنزل..
أو فقل: إن كلمة «الأمة» هكذا نزلت، مراداً بها هذا المعنى، وهو «الأئمة»، دون سواه..
وقد بين الإمام عليه السلام: أن إرادة جميع أفراد الأمة، غير ممكن، فإن فيهم من يفعل المنكر ويأمر به، وأن فيهم قتلة أوصياء الأنبياء.. وفيهم.. وفيهم..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 7..

  • 1. راجع: البحار ج 24 ص 153 ـ 159.
  • 2. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 120، الصفحة: 281.
  • 3. الكافي ج 1 ص446 و447 وراجع: البحار ج 15 ص 157 و158 عنه وسفينة البحار ج 6 ص 87 عن الدر النظيم.
  • 4. البحار ج 15 ص 183 وراجع: سفينة البحار ج 1 ص 299.
  • 5. a. b. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 110، الصفحة: 64.
  • 6. البحار ج 24 ص 154 عن تفسير القمي.
  • 7. مختصر مفيد..(أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (394).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى