مقالات

حُسْنُ الخلُق يُحدث تحوُّلاً كبيراً

بسم الله الرحمن الرحيم

كان رجلٌ من أهل الكتاب مسافراً، فصادف في الطريق رجلاً مُسلماً عليه سيماء الصالحين، فبقيا معاً في ذلك السفر، يتبادلان أطراف الحديث.. وكان كلام الرجل المسلم وخلُقه الكريم في غاية الجمال بحيث بقي الكتابي مُنشدًّا إليه طوال الطريق.. تساءل الكتابي: أين تريد يا عبد الله؟ فأجابه المسافر المسلم: أريد الكوفة..
بقيا معاً، حتى وصلا إلى مفترق الطرق.. كان أحد الطرق باتجاه الكوفة، والآخر إلى جهة أخرى يقصدها الكتابي.. فبقي المسافر المسلم مع الكتابي في طريقه ولم يفارقه.. فتساءل الرجل الكتابي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟ فأجابه المسافر المسلم: بلى. فقال له الرجل الكتابي: فقد تركت الطريق!
التفت المسافر المسلم إلى الكتابي بكل هدوء وأجابه: قد علمتُ ذلك.
فتعجَّب الكتابي من ذلك، وتساءل: فلم عدلت معي وقد علمت أنَّ طريقي غيرُ طريقك؟
فقال له المسافر المسلم: هذا من تمام حُسن الصحبة أن يشيِّع الرجُل صاحبه هُنيئةً إذا فارقه.. وهكذا أمرنا نبيُّنا صلى الله عليه وآله.
فقال الكتابي: هكذا هي تعاليم نبيِّكم؟
فأجابه المسافر المسلم: نعم..
كانت هذه الأخلاق الكريمة سبباً لحصول تحوُّل في كيان ذلك الرجُل الكتابي.. وقرَّر أن يُغيِّر وجهته إلى الكوفة لتعلُّق قلبه بهذا المسافر الكريم الذي يجسِّد أجمل الأخلاق في كلامه وسلوكه.. ولكنه نسي أن يسأله عن اسمه..
وبعد حين، ربما سأله، أو ربما عرف من أهل الكوفة، فكانت المفاجأة الكبيرة حين عرف أن هذا المسافر المسلم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام..!
كانت صدمة كبيرة وزلزالاً كبيراً في وعي ذلك الكتابي..
ذلك الرجل صاحب الأخلاق الكريمة.. هو القيادة العليا للأمَّة الإسلامية..!
وحين عرف ذلك قرَّر الكتابي أن يعتنق الإسلام وقال للإمام علي (ع) : فأنا أشهدك أني على دينك..

المصدر: الكافي 2 : 670 باب حسن الصحابة وحق الصاحب، برقم 5 (بتصرُّف) .

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى