الشيخ علاء الحسون
الأدلة العقلية :
1 ـ إنّ نفي الغرض والغاية عن أفعاله تعالى يتنافى مع حكمته تعالى ، لأنّ فعل الشيء من دون غرض أو غاية عبث ، والحكيم لا يصدر منه العبث 1.
2 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:
عدم قصده تعالى جميع المنافع التي جعلها اللّه تعالى منوطة بالأشياء .
فلا يكون خلق العين للإبصار . ولا خلق الأُذن للسماع . ولا اليد للعمل . ولا الرجل للمشي .
بل يكون خلق جميع هذه الجوارح والأعضاء عبثاً ، وهذا خلاف الواقع 2.
3 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي :
عدم الجزم بصدق دعوى الأنبياء .
لأنّ من أدلة إثبات صدق النبوّة: إظهار اللّه “المعجزة” على يدّ مدّعي النبوّة .
فلو أنكرنا وجود الغرض والغاية في الفعل الإلهي .
فسيكون إظهار اللّه المعجزة على يدّ النبي لغير غرض وغاية .
ولا يكون غرض وغاية اللّه من هذه المعجزة إثبات صدق ادّعاء النبوّة .
فيكون النبي ـ في هذه الحالة ـ كاذباً في ادّعائه بأنّ اللّه تعالى أظهر على يده المعجزة لغرض التصديق به .
لأنّ لقائل أن يقول له: بأنّ أفعال اللّه ليس لها غرض وغاية .
والمعجزة من فعل اللّه .
فكيف أصبح لها غرض وغاية لتدّعي أنّ الغرض والغاية منها إثبات نبوّتك ؟
فلا يكون ـ بعد هذا ـ سبيل لتصديق دعوى الأنبياء.
وهذا باطل 3.
4 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن فعله تعالى أن لا تكون:
إثابة اللّه المطيع لطاعته .
ولا معاقبة اللّه العاصي لعصيانه .
بل يكون ثواب اللّه تعالى وعقابه من دون غرض .
فلهذا لا يكون عند اللّه فرقٌ بين “المؤمن” وبين “الكافر” في الثواب والعقاب .
وهذا ما ينافي العدل الإلهي 4.
5 ـ يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:
أن يكون تكليفه تعالى للعباد لغير إفادتهم في الدنيا أو الآخرة .
فيكون اللّه عزّ وجلّ ظالماً للعباد.
وهو تعالى منزّه عن ذلك 5.
6 ـ يلزم نفي الغرض والغاية في الفعل الإلهي مخالفة الكتاب العزيز وتكذيب القرآن الكريم ، لأنّ اللّه تعالى بيّن في محكم كتابه العديد من الآيات الدالة على 6.
- 1. انظر: تجريد الاعتقاد، نصير الدين الطوسي: المقصد الثالث ، الفصل الثالث ، ص198. كشف المراد، العلاّمة الحلّي :المقصدالثالث ، الفصل الثالث ، المسألة الرابعة، ص422. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع: في العدل ، ص70 .
- 2. انظر: نهج الحقّ، العلاّمة الحلّي: المسألة الثالثة، مبحث أنّ اللّه تعالى لا يفعل القبيح ، ص90 ـ 91 .
- 3. انظر: نهج الحقّ، العلاّمة الحلّي: المسألة الثالثة: ص91 ـ 92 .
- 4. انظر: المصدر السابق: ص94 .
- 5. انظر: الرسالة السعدية، العلاّمة الحلّي: القسم الأوّل ، المسألة السادسة، البحث الرابع ، ص62 .
- 6. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.