نور العترة

ما هي رزية الخميس؟

الرزية هي المصيبة العظيمة، و رزية الخميس أو رزية يوم الخميس هي المصيبة العظيمة و الخسارة الكبرى التي حلت بالأمة الإسلامية بل و بالبشرية، و سببت ضياعاً لحقوق المسلمين و القيم الانسانية.

و هذه الحادثة الأليمة حدثت قبيل وفاة سيد المرسلين و خاتم الانبياء محمد المصطفى صلى الله عليه و آله بأيام عديدة في منزل النبي صلى الله عليه السلام.
و اليك قصة رزية الخميس كما ذكرها البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس، قال: يوم الخميس و ما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتّى خضّب دمعه الحصباء، فقال: اشتدّ برسول الله (صلى الله عليه و آله) وجعه يوم الخميس، فقال: ” إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً، فتنازعوا، و لا ينبغي عند نبيّ التنازع، فقالوا: أهجر رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟، قال: “دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه” 1.
و لقد صرحت كتب الحديث و التاريخ أن الذي نسب الهجر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله هو عمر بن الخطاب، حيث روى البخاري في صحيحه ‏قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (صلى الله عليه و آله) ‏‏غلبه ‏ ‏الوجع و عندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا و كثر ‏اللغط ‏، ‏قال: قوموا عني و لا ينبغي عندي التنازع.
‏فخرج ‏ابن عباس،‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (صلى الله عليه و آله)‏ ‏و بين كتابه 2.
و يمكن معرفة جسامة هذه الرزية و المصيبة و الخسارة العظمى من خلال التمعن في ما ترتبت عليه هذه الحادثة الاليمة من الآثار الخطيرة، و نحن نشير إلى أهمها كالتالي:

  1. التجاسر على النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و رميه بالهجر و الهذيان بمحضر منه و بمحضر جمع من الصحابة دون أدنى خجل و حياء، و هو الذي قال فيه الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴾ 3.
  2. مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و مخالفة أمر الله عَزَّ و جَلَّ بإتباع النبي صلى الله عليه و آله، قال الله تعالى: ﴿ … وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ 4.
  3. منع النبي صلى الله عليه و آله من كتابة الكتاب الذي لو كُتب كان أماناً من الضلال و الانحراف و لما تفرقت الامة الإسلامية على ثلاث و سبعين فرقة تكفر بعض هذه الفرق غيرها من الفرق و تستحل بعضها دم بعضاً منها، و كل فرقة تدعي أنها هي الفرقة المحقة و المقصودة بالفرقة الناجية!.

فحقاً كانت هذه الحادثة الأليمة رزية عظيمة و خسارة كبرى و معصية بيَّنة لا تغفر.

  • 1. صحيح البخاري : 4 / 31، باب دعاء النبي (صلى الله عليه و آله) ; لاحظ أيضاً صحيح البخاري: 1 / 37، 4 / 66، 5 / 137، 7 / 9، 8 / 161 ; صحيح مسلم: 5 / 75.
  • 2. صحيح البخاري-كتاب العلم-باب كتابة العلم الجزء: (1) – رقم الصفحة: (36 / 37).
  • 3. القران الكريم: سورة النجم (53)، الآية: 3 و 4، الصفحة: 526.
  • 4. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 7، الصفحة: 546.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى