مقالات

لو كنتم تتعارفون لما كنتم تتشاجرون وتتحاربون؟

في الشارع المزدحم الضيق، دخل شخص من الأمام بصورة مخالفة، وتسبب في انسداد الطريق.. كان الجو حاراً، ولم تكن الأزمة الوحيدة التي نواجهها في الحركة بسبب المخالفين.. ولكن هذه المرة؛ كنت أنا الذي أواجه المخالف ترسة بترسة ^_^
انتابني الغضب.. ترجلت، وترجل.. وكنت أقول وأنا غاضب: قدك مخالف وعادك تعاند..!
ولكن بمجرد أن وقعت عيني على وجهه.. وإذا بي أشعر أنه معروف لدي..
واصل هو الإساءة.. وبقيت أنا ساكتاً.. أين رأيت هذا الرجل؟؟؟
لم تسعفني الذاكرة.. ولكنني أحسست أنه أحد من جمعتني به أيام الصبا.. ربما كنا يوماً نلعب في حارة واحدة.. أو ربما اجتمعنا يوماً في مسجدنا..
أخذتني الأفكار.. بينما بدأت الأصوات تتعالى..
أخذت أهدئ من أخذوا يعبرون عن غضبهم..
استغرب رجل عجوز من موقفي.. وقال لي: أنا معك..!
سكتَّ مرة أخرى..
قلت له بلغة القلوب: وهل تتصور أنني أبحث عمن يساندني في المشاجرة؟!
وفي نفس الوقت خطر ببالي: أنني يمكن أن أجعل الناس يضربون ذلك المخالف من غير أن أشاجره من نفسي..
وجدت شاباً آخر جاء من الخلف بكل غضب وكأنه يريد أن يشتبك مع هذا المخالف باليد.. رفعت صوتي مرة أخرى: ارجوكم اهدؤوا.. خلاص بيرجع.. انتهت المشكلة..
أزاح المخالف سيارته وهو ناقم علي.. ووجه لي عبارة قاسية..
وأنا بقيت ساكتاً..
وتفرقنا وانجلت الغبرة..
وأخذت أفكر في داخلي:
لو كان الناس كلهم يعرفون بعضهم بعضاً، لما تشاجروا..
ثم انتقل ذهني إلى قوله تعالى:
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..
وقلت في نفسي:
هل يمكن أن يكون معنى الآية: لو كنتم تتعارفون لما كنتم تتشاجرون وتتحاربون؟
اللهم اهدنا من عندك، وأفض علينا من فضلك، وانشر علينا من رحمتك، وأنزل علينا من بركاته..

✍🏻 زكريا بركات
١٦ إبريل ٢٠١٤

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى