نور العترة

في يوم عاشوراء…

خطب ــ الامام الحسين ــ فيهم ــ أي في الأعداء ــ خطبة أخرى، و أتمّ عليهم الحجّة فما أفاد فيهم الكلام، ثم أناخ راحلته و دعى بفرس رسول الله صلى الله عليه و آله المرتجز فركبه، فعند ذلك تقدّم عمر بن سعد وقال: يا دريد أدن رايتك ثم أخذ سهماً و وضعه في كبد القوس و قال: اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين، فاقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر، فقال الحسين لأصحابه: قوموا رحمكم الله فإن هذه السهام رسل القوم إليكم.
فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً و حملةً، فلما انجلت الغبرة و إذا بخمسين من أصحاب الحسين صرعى، فعند ذلك ضرب الحسين بيده على لحيته الكريمة و قال: ” اشتدّ غضبُ الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا، و اشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، و اشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس و القمر، و اشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي “.
ثم جعل أصحاب الحسين يبرزون واحداً بعد واحد، وكل من أراد منهم الخروج ودّع الحسين و قال السلام عليك يا أبا عبد الله، فيجيبه الحسين: و عليك السلام و نحن خلفك، ثم يتلو:﴿ … فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ 12.

  • 1. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 23، الصفحة: 421.
  • 2. مقتل الإمام الحسين عليه السَّلام للخطيب العلامة السيد محمد كاظم القزويني (رحمه الله).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى