مقالات

الإمام الحسينُ (ع) مصباحُ هُدًى وسفينةُ نجاة

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

بقلم: زكريَّا بركات
٨ مارس ٢٠٢٢


روى الشيخُ الصَّدوق (رض) في عيون أخبار الرضا (ع) 1 : 59 ، وكمال الدين 1 : 264 ، بسنده عن الإمام الحسين (ع) أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعنده أُبَيُّ بن كعب، فقال رسول الله (ص) مرحِّباً بالإمام الحسين (ع) : مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرضين.

هذا التعظيم والاحترام للإمام الحسين (ع) وهو في سنِّ الطفولة، أثار استغراب أُبي بن كعب، وهكذا هم أهل الأرض؛ لا يمكن أن يعرفوا قدر أهل البيت (ع) إلَّا إذا عرفوا ذلك ـ بقدر فهمهم ـ من كلام الله تعالى وكلام رسول الله (ص) .

فقال أُبيٌّ مستفهماً ومستغرباً: كيف يكون ـ يا رسول الله ـ زينَ السماوات والأرضين أحدٌ غيرُك؟

وقد يكون أبيٌّ عارفاً بقدر الإمام الحسين (ع) بحسب مستوى النضج الذي بلغه أُبيٌّ، ولكنه يستفهم ويسأل لغرض الاستزادة، وقد يكون في المجلس شخص آخر يحتاج إلى معرفة الإمام الحسين (ع) ، أو يريد أبيٌّ أن يروي الجوابَ عن رسول الله (ص) وينقله إلى أُناسٍ آخرين يحتاجون إلى هذه المعرفة.

فأجابه رسول الله (ص) قائلاً: يا أُبَيُّ؛ والَّذي بعثني بالحقِّ نبيًّا؛

وهذا القسم يدلُّ على أهمِّية الموضوع، ويسترعي المزيد من الانتباه من المستمع، ثمَّ إنَّ القسم بعبارة (والذي بعثني بالحقِّ نبيًّا) فيه إشعار بأنَّ ما يُذكر له ارتباطٌ وثيقٌ بالحقِّ والحقَّانية والنبوَّة والرسالة.

وبعد هذا القسم العظيم؛ قال النَّبيُّ (ص) : إنَّ الحسينَ بنَ عليٍّ في السماء أكبر منه في الأرض، وإنَّه لمكتوبٌ عن يمين عرش الله عز وجل: مصباحُ هُدًى، وسفينةُ نجاة، وإمامُ خيرٍ ويُمن وعِزٍّ وفَخرٍ وعلمٍ وذُخرٍ… إلخ الحديث الشريف.

وحين نتدبَّر عبارة (مصباحُ هُدًى، وسفينةُ نجاة) فإنَّنا نفهم منها أنَّ الإمام الحسين (ع) يؤمِّن احتياج الإنسان في غياهب الظلمات وأخطار بحر الدنيا العميق الهائج المتلاطم الذي غرق فيه خلقٌ كثير.

عبارة (مصباحُ هُدًى، وسفينةُ نجاة) توضِّح ضرورة ارتباط المؤمن بالإمام الحسين (ع) ؛ والارتباط هو الذي يتحقَّق تحت عنوان الولاية والتولِّي.. وبشكل عام؛ فإنَّ الولاية والارتباط بأهل البيت (ع) ضرورة لا بدَّ منها؛ لأنهم (ع) مصابيحُ الهدى وسفُنُ النَّجاة.

نسأل اللّٰه تعالى أن يجعلنا من المستضيئين بنور أهل البيت (ع) ، والراكبين لسفينتهم، والفائزين بشفاعتهم.

واللّٰهُ وليُّ التَّوفيق.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى