مقالات

صلاة الليل…

صلاة الليل أو نافلة الليل هي أحدى عشرة ركعة في المجموع ، يُصلِّي المُصلي أولاً ثمان ركعات و يُسلِّم المُصلي بعد كل ركعتين منها كصلاة الصبح ، فإذا انتهى منها صلّى صلاة الشَّفع و هي ركعتان ، ثمّ صلّى الوَتر و هي ركعة واحدة .‏

و يستحب للمُصلِّي أن يقرأ في صلاة الوَتر بعد  سورة الفاتحة سورة الإخلاص ثلاثاً ، و سورتي الناس و الفلق مرة واحدة ، ثم يرفع يديه بالدعاء فيدعو بما شاء .‏
و يستحب للمُصلِّي أن يبكي من خشية الله ، أو أن يتباكى .
و يستحب للمُصلِّي أن يستغفر في القنوت لأربعين مؤمناً و يذكرهم بأسمائهم ، كما و يستحب له أن يقول سبعين مرّة في القنوت : ” أستغفر الله ربّي و أتوب إليه ” .
و يستحب للمُصلِّي أن يقول سبع مرّات في القنوت : ” هذا مقام العائذ بك من النّار ” .
و يستحب للمُصلِّي أن يقول ثلاثمائة مرّة في القنوت : ” العفو ” فإذا فرغ من الدعاء في القنوت ركع ، ثمّ سجد السجدتين ، ثمّ يتشهد و يسلم .‏
و للمصلي أن يقتصر على الشفع و الوَتر فقط ، بل على الوَتر وحدها خاصّة إذا ضاق به الوقت .

ملاحظة

النوافل كلها تُصلَّى ركعتين ركعتين بتشهد و تسليم ، إلا الوَتر فإنها ركعة واحدة بتشهد و تسليم .

وقت صلاة الليل

إن أفضل أوقات أداء صلاة الليل من حيث المبدأ هو الثلث الأخير من الليل ، و هو وقت السحر ، أي قُبيل الفجر الصادق .
لكن لا بأس بتقديمها و أدائها في أول الليل خاصة لمن يعسُرُ عليه أداؤها في الثلث الأخير من الليل ، فعَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1 ( عليه السَّلام ) فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ يَقُولُ : ” أَمَّا أَنْتُمْ فَشَبَابٌ تُؤَخِّرُونَ ، وَ أَمَّا أَنَا فَشَيْخٌ ، أُعَجِّلُ ” .
فَكَانَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ أَوَّلَ اللَّيْلِ 2 .
و عَنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) عَنِ الصَّلَاةِ فِي الصَّيْفِ فِي اللَّيَالِي الْقِصَارِ ، صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ؟
فَقَالَ : ” نَعَمْ ، نِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، وَ نِعْمَ مَا صَنَعْتَ ” 3 .

كيف يُحتسب الثلث الأخير من الليل لصلاة الليل ؟

يمكن معرفة الثلث الأخير من الليل من خلال إحتساب ما بين المغرب الشرعي و الفجر الصادق من الوقت و تقسيمه على ثلاث ، ثم ضرب حاصل القسمة في اثنين ، ثم إضافته على وقت المغرب ، فيكون الحاصل هو بداية الثلث الأخير من الليل ، و نهايته هو الفجر الصادق .

قضاء صلاة الليل 

صلاة الليل صلاة مستحبة و لها ثواب عظيم ، و يستحب لمن فاتته هذه الصلاة في وقتها أن يقضيها .
فقد رُوِيَ أن رَسُولُ اللَّهِ( صلى الله عليه و آله ) قال: ” إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ بِالْعَبْدِ يَقْضِي صَلَاةَ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ .
فَيَقُولُ : يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَقْضِي مَا لَمْ أَفْتَرِضْهُ عَلَيْهِ ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ” 4 .

  • 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
  • 2. الكافي : 3 / 440 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
  • 3. من لا يحضره الفقيه : 1 / 478 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات إسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
  • 4. من لا يحضره الفقيه : 1 / 498 .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى