مقالات

شبهة وردها…

نص الشبهة: 

في حفلات عاشوراء أقول حفلات لأن المعممين يأخذون أموالاً مقابل إحياء هذه الأيام مثل المطربين في حفلات الصيف، في حفلات عاشوراء هل أخذ المعمم والرادود للأموال مقابل أن يبكي أو يغني لكم هل نعتبره متاجرة بذكرى الحسين؟

إن قلت: نعم انتهى أمرهم.

وإن قلت: لا قلت لك: لماذا لا يبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟

الجواب: 

أن كل من عمل عملا محترما استحق عليه أجراً، وإلقاء المحاضرات من قبل الخطيب أو إلقاء الأناشيد الإسلامية من قبل الرادود عمل محترم عند الشيعة يستحقان عليه أجراً، بل حالهم أهون من حال إمام المسجد عند أهل السنة، والمؤذن، ومن يعتني بنظافة المسجد ورعايته، الذين يأخذون أجوراً على هذه الأمور، بل كل مشايخ أهل السنة في المملكة العربية السعودية كمثال يأخذون أجراً على أعمالهم الدينية، ابتداء من أئمة الحرم المكي والنبوي، وانتهاء بغيرهم من أئمة المساجد، وكذا القضاة، وكتاب العدل، ومأذونو الأنكحة، ومعلمو تحفيظ القرآن وتجويده، وغير ذلك، مع أن بعض هذه الأمور واجبات كفائية، كتولي القضاء، وما شاكل ذلك.
فكيف جاز لهؤلاء أن يأخذوا أجراً على أمور واجبة، ولا يجوز للخطيب أو الرادود الحسيني أن يأخذا أجراً على أمور مستحبة؟
وقول المخالف: (لماذا لا يبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟) جوابه أن إمام الحرم وأئمة المساجد أولى بألا يأخذوا أي أجر على الصلاة لو كانوا يحبون الله تعالى، فإن محبة الله أولى من محبة الإمام الحسين عليه السلام.
مع أن أخذ الأجر لا يتنافى مع محبة الإمام الحسين عليه السلام؛ لأن أخذ الأجر إنما هو من أجل الارتزاق فقط، ويكفي محبة للإمام الحسين عليه السلام أن الخطيب قد فرغ نفسه لهذه الخدمة دون غيرها من الأمور1.

  • 1. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي ال محسن حفظه الله.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى