نور العترة

بيت النبوة…

لم تركز سنة الرسول الأعظم على فئة معينة من المسلمين أكثر مما ركزت على أهل بيت النبوة ، و هذا التركيز ليس مبعثه أو مصدره من الرسول بالذات ، إنما كان تنفيذا لأوامر الله تعالى ، و الرسول كان يتبع ما يوحى إليه ، و ينفذ ما يؤمر به.

و لعل العلة و السر في هذا التركيز الخاص يمكن في أن الله تعالى قد أراد أن يكون للمسلمين ملجأ يلجؤون إليه بعد وفاة نبيهم ، أو نقطة يتجمعون حولها كلما تفرقوا و ينطلقون منها كلما اجتمعوا، لقد أراد الله تعالى أن يكون وجود أهل بيت النبوة امتدادا لوجود الرسول بعد موته ، أو بتعبير العصر لقد أرادهم الله أن يكونوا هيئة تأسيسية للأمة بعد وفاة رسول الله ، ترشد الأمة إلى الخطوات الواجب أتباعها في كل موقف من المواقف التي تحتاج إلى خطوات ، و في كل مشكلة تعترض مسيرة الأمة بعد وفاة نبيها ، أما لماذا اختار أهل بيت النبوة لهذه المهمة ولم يختر غيرهم!!
فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، و لكن كونهم الأقرب للنبي و صفوة أكثر الناس عناء في نصرة النبي ، و أكثر فهما و التزاما بدين النبي كل هذا يجعل القرار الإلهي معقولا حتى بالنسبة للموازين البشرية القاصرة ، فإن كان لا بد من إسناد هذه المهام إلى فئة معينة من الناس ، فإسنادها لأهل بيت النبوة هي الأكثر منطقا ، فليس منطقيا أن تسند هذه المهام إلى أهل بيت أبي بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية لأن هؤلاء و إن طاروا أتباع و رسول الله هو المتبوع و هم و إن طاروا طلاب ، و رسول الله هو المعلم ، فمن غير المعقول أن يقدم التابع على المتبوع ، و أن يقدم الطالب على المعلم !! هذا من جهة ، و من جهة ثانية فإن الله تعالى قد أعد أهل بيت النبوة ، و أهلهم للقيام بهذا الدور ولم يعد أو يؤهل غيرهم !! هذا الذي لم يفهمه العرب ، ولم يفهمه قادة التاريخ الإسلامي !!! ولم تفهمه الأغلبية الساحقة من المسلمين حتى اليوم لقد تصوروا أن الرسول و بدون تفويض من ربه هو الذي اختار أهل بيت النبوة لهذا الدور !!! و جهلوا أو تجاهلوا بأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، و أنه عبد مأمور يتبع ما يؤمر به !!! و أقنعوا أنفسهم بتلك التطورات المختلة !! و كان ينبغي عليهم أن يتبعوا رسول الله ، حتى و إن صحت تصوراتهم الخاطئة لأن رسول الله هو الأبعد نظرا ، و هو الأكبر عقلا ، و هو الأفهم منهم مجتمعين و منفردين ، فلقد أسند قادة التاريخ من تلقاء أنفسهم و سندا للقوة و التغلب الدور الذي أناطه الله بأهل بيت النبوة ، لأشخاص لا يصلحون والله خداما لخدم أهل بيت النبوة ، ولم يستغرب المسلمون ذلك على اعتبار أن هذا الإسناد صادر من مسؤول متغلب و واجب الطاعة !!!
و هكذا يبدوا واضحا أن القوم أطوع لبعضهم من طاعتهم لله و لرسوله حتى في الأمور المتماثلة موضوعيا !! فلو أمر الله و رسوله القوم بأن يذبحوا بقرة لأغرقوا الدنيا بتساؤلاتهم ، عن اللون ، و العمر و الشكل و المضمون ، و لكن لو أمرهم أحد قادة التاريخ أن يذبحوا بقرة ، فإنهم ينفذون أمره ، و يذبحون أفضل البقر فورا و بدون أسئلة ، و بلا تباطؤ !! لقد استمرؤوا ذلك و تعودوا عليه ، و استثقلوا أمر الله و رسوله و تعودوا على النفور و محاولة التهرب منه !!
و ما يعنينا في هذا المقام هو التأكيد على أن الله سبحانه و تعالى قد اختار أهل بيت نبيه لهذا الدور ليقوموا به بعد وفاة رسول الله و طوال عمر التكليف و أمر الله رسوله أن يعد و يؤهل أهل بيته ليقوموا بهذا الدور بعد وفاته على الأكمل وجه ، و صدع الرسول بأمر ربه فأعد أهل بيته و أهلهم لذلك إعدادا و تأهيلا كاملين ، و أمر الله و رسوله أن يعلن هذه الأحكام الشرعية على المسلمين ، و أن يبينها لهم تماما كما يبين أية أحكام إسلامية أخرى من صلاة و صيام و زكاة و حج . . . الخ و أمر الله و رسوله المسلمين بأن يتبعوا هذه الأحكام و أن ينفذوها بالدقة نفسها و الاهتمام نفسه الذي ينفذون به بقية الأحكام الإلهية.
و لكن الأكثرية الساحقة من المسلمين ، و منذ اللحظة التي قعد فيها رسول الله على فراش الموت تنكرت بالكامل لتلك الأحكام الإلهية ، و أنكرت منزلة أهل بيت النبوة عند الله و عند رسوله ، بل و الأعظم من ذلك أنها صارت تنظر لأهل بيت النبوة نظرتها لأعداء ، و صارت تعاملهم بطريقة أسوأ بألف مرة من معاملتها لليهود و للنصارى كما بينا ذلك في البحوث السابقة و قد جرى ذلك بتحريض و تشجيع من قادة التاريخ !! لقد أصبحت هذه المعاملة فصلا مهما من فضول سنة الخلفاء !!!

نماذج من الآيات القرآنية النازلة في أهل بيت النبوة و بيان سنة الرسول لها

1 ـ آية التطهير قال تعالى :﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 1.
لقد بين رسول الله من خلال سنته الشريفة هذه الآية كما بين غيرها من الآيات الواردة في القرآن الكريم ، و حدد المقصود من كلمة ﴿ … أَهْلَ الْبَيْتِ … ﴾ 1 و من كلمة ﴿ … الرِّجْسَ … ﴾ 1 و من كلمة ” التطهير ” ، و وضحها الرسول تماما كما أوضح آيات الصلاة ، و الزكاة و الحج . . . الخ و أمر المسلمين أن يعوا هذا البيان ، لقد بين الرسول في سنته الطاهرة أن أهل البيت الذين عناهم الله في هذه الآية هم عترة النبي و أقاربه ، و تاج العترة و ناصيتهم هم ” محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ” فهم أول المعنيين بآية التطهير ، و الأئمة الأعلام من ذرية النبي و من صلب علي .

ما هو الدليل على أن رسول الله قد بين هذه الآية في سنته الشريفة ؟!!

لقد رأينا أن قادة التاريخ قد أحرقوا سنة الرسول المكتوبة ، و منعوا المسلمين من أن يحدثوا شيئا عن رسول الله طوال مدة مائة عام و نيف ، و رأينا أن دولة الخلافة قد أباحت دم كل مسلم يروي شيئا من فضل أهل بيت النبوة ، و أنها قد ألزمت المسلمين بأن يشتموا و يلعنوا أهل بيت النبوة في بداية أي عمل و عند نهايته !! و في العشي و الإبكار ، وأن الأغلبية الساحقة من المسلمين كانوا يتعبدون بذلك ، و ينفذونه بدقة حتى في الصلاة ، و أن الذين كانوا يوالون أهل بيت النبوة كانوا يتعرضون لاضطهادات أقلها الحرمان من كافة الحقوق المدنية و السياسية ” فقد كانوا يعاملون معاملة ” النور ” فلا تقبل من أحدهم شهادة و في النهاية كانوا يهدمون دورهم و يقتلونهم إستنادا إلى أمر مباشر من الخليفة 2 و على ذلك شب الصغير ، و على ذلك هرم الكبير ، و على ذلك صنعت ثقافة التاريخ ، و أشربتها الأمة ، كما أشربت قلوب بني إسرائيل العجل!!!
بهذا المناخ بالذات أباح عمر بن عبد العزيز كتابة و رواية سنة الرسول!!! بعد أن كان من المفترض خلال مدة المائة عام أن ينقرض أهل بيت النبوة!! و أن يباد كل أعوانهم !! و من المفترض أن تجتث سنة الرسول من الوجود ، و أن لا يبقى لها أي ذكر ، و أن تتبخر كافة الأحكام الشرعية التي بينها رسول الله و المتعلقة بأهل البيت .
لكن مكر الله محيط بمكرهم ، و كيد الله أكبر من كيدهم ، و سنة الله أنفذ و أقوى من كل تدابيرهم ، فبمجرد أن أباحوا كتابة و رواية سنة الرسول اخترقت سنة الرسول مائة عام ، و اخترقت المناخ المظلم ، كأن نصوصها كواكب درية و وصلت إلى أسماع الجميع لتقيم الحجة على الجميع ، و مع أن مجتمع دولة الخلافة كان بحالة تعبئة عامة ضد أهل بيت النبوة ، الذين كان يلعنهم و يشتمهم بالعشي و الإبكار ، و يعاقب محبيهم بالموت ، إلا أن ذلك المجتمع قد سمع الرواة يجمعون بأن آية التطهير خاصة بأهل بيت النبوة ، و أن أحاديث الرسول قد تواترت على ذلك ، و لشد ما دهشوا عندما شاهدوا أصح الصحاح حسب موازينهم تؤكد هذه الحقيقة و تثبت بأن رسول الله قد بين بأن المعنيين بآية التطهير هم عترة النبي أهل بيته و هذا ما أشرنا إليه عند ذكرنا للآية قبل قليل و بأدناه طائفة من مراجع أهل السنة التي تؤكد هذه الحقيقة 3 أما أهل بيت النبوة فهم مجمعون على أن رسول الله قد بين في سنته بأن آية التطهير خاصة ، بأهل بيته .
و قد شهدت أم المؤمنين أم سلمة بأن الرسول قد بين في سنته هذه الآية و سمى الخمسة الذين ذكرناهم ، و عندما أرادت أم سلمة أن تدخل نفسها معهم ، بين لها الرسول أنها على خير و لكنها ليست منهم ، و قد ذكر هذه الشهادة ، الكثير الكثير من علماء دولة الخلافة 4 .
و قال الرسول مشيرا إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ” اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ” ، و إلى هذا المعنى أشار الرسول في مناسبات متعددة و بصيغ متعددة ، و لكنها تفصح عن ذات المضمون 5 .
و شهدت السيدة عائشة بنت أبي بكر بأن الرسول قد بين في سنته بأن المراد بأهل البيت الواردة ذكرهم في آية التطهير ” هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين ” 6 .
و طوال مدة سنة شهور كان الرسول يمر بباب علي و فاطمة إذا خرج للصلاة ويقول ” الصلاة يا أهل البيت﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 1 7 و طوال حياة الرسول المباركة كان أهل بيته يسكنون و إياه في منزل واحد!!!

بيان الرسول لآية المودة في القربى

قال تعالى:﴿ … قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ … ﴾ 8 لما نزلت هذه الآية ، بينها رسول الله كما بين غيرها من الآيات و أكدت سنته المباركة أن القربى المقصودة في هذه الآية هم قرابة الرسول و على رأسهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين.
و أهل بيت النبوة و في كل الأزمان قد أجمعوا على أن رسول الله قد بين بأن المقصود من كلمة القربى الواردة في هذه الآية هو قرباه و على رأسهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة الكرام .
و إجماع أهل بيت النبوة حجة على العامة و الخاصة حسب الموازين الشرعية الحقيقة ، و لا يحتاج مع إجماعهم إلى دليل آخر ، و مع هذا نسوق طائفة من مراجع القوم المؤيدة لإجماع أهل بيت النبوة حول بيان الرسول لهذه الآية فيها 9 .

بيان رسول الله لآية المباهلة

قال تعالى : ﴿ … فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 10.
لما نزلت هذه الآية بينها رسول الله على الفور في سنته الطاهرة ، فخرج للمباهلة و معه علي و الحسن و الحسين و خلفهم فاطمة ، ولم يشرك معهم بهذه المباهلة أحدا من المسلمين . لقد أجمع أهل بيت النبوة على أن الرسول قد خرج للمباهلة و معه علي و الحسن و الحسين و خلفهم فاطمة ولم يشرك مع هؤلاء الأربعة أحدا من المسلمين ، ففعل الرسول سنة بمثابة قوله ، و أجمعت على ذلك الأمة أيضا 11 فالرسول يصدع بأمر ربه ، و يتحدى معانديه أن يباهلوا ، ثم يأخذ بيد علي و الحسن و الحسين ، و يأمر فاطمة أن تسير خلفهما ، ثم يقول أمام المسلمين و المعاندين هؤلاء أبناؤنا و أنفسنا و نساؤنا ، فادعوا أبناءكم و أنفسكم و نساءكم و دعونا نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين!!!
فهل كان اختيار الرسول لهؤلاء الأربعة بالذات تدبيرا منه أم أمرا من الله ، فهل كان بيان الرسول للآية وحيا من الله أم اجتهادا شخصيا منه!! فإن قالوا بأن بيان الرسول لهذه الآية كان بمثابة الاجتهاد منه فقد جادلوا بالمحسوس و أنكروا الواضحات ، و حكموا على أنفسهم بالبلاهة و قلة العقل ، و إن قالوا أن بيان الرسول لهذه الآية كان وحيا من الله فقد أدانوا أنفسهم ، لأنهم فجعوا الرسول ببعض نفسه ، و بولده ، و بالنساء اللواتي عناهم الله و هي فاطمة ، أما فاطمة فقد ماتت كمدا ، و أما علي فقد أخروه ثم خرجوا عليه و حاربوه و قتلوه ، و أما الحسن فقد سموه ، و أما الحسين فقد ذبحوه و أبناءه و أحفاده و أبناء عمومته كما تذبح الأضاحي ، و بأعصاب باردة كما يفعل القتلة المحترفون!!! غضب الله عليكم ، و سود الله وجوهكم في الدنيا و الآخرة ، إن الإنسان لا يكاد يصدق أنكم بشر ، فكيف يصدق بأنكم مسلمون!!! و الأنكى من ذلك هو ادعاء الأولين بأنهم أولى بالنبي و بسلطانه لأن النبي من قبيلة قريش ، و هم من قريش!!! ألا بعد للظالمين كما بعت ثمود!!! و الأشد نكابة هو إشاعتهم بأن الذين فعلوا ذلك من المبشرين في الجنة ، بل و من أهل الجنة!! و أنهم مأجورون على ذلك أجرا واحدا لأنهم مجتهدون!!! فويل لهم مما كسبت أيديهم ، و ويل لهم مما يفترون!!!

بيان الرسول لآية الإطعام

قال تعالى : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ 12 إلى قوله تعالى :﴿ إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ 13.
لما نزلت هذه الآيات المباركات قام الرسول الأعظم و من خلال سنته الطاهرة ببيانها كما بين غيرها من آيات القرآن فأكد أن الذين قصدهم الله في هذه الآيات هم : علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قد أجمع أهل بيت النبوة على صدور هذا البيان من رسول الله ، و بالرغم من الستار الحديدي الذي كان مفروضا حول أهل بيت النبوة ، و بالرغم من أن دولة عظمى بكل إمكانياتها كانت تقف ضدهم إلا أن هذا البيان قد تسرب إلى العامة و ذكره الكثير من علمائهم 14 و أنت تلاحظ بأن الله تعالى قد شهد ـ و كفى بالله شهيدا ـ بأن أهل البيت أبرار و أنهم عباد الله حقا ، و العبودية الحقيقية لله هي أرفع مرتبة يصلها الإنسان ، و أنهم يوفون بالنذر ، و يخافون يوم القيامة ، و أن الله قد أعد لهم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ، فقد أكد الله دخولهم الجنة قبل أن يعرف أولئك الذين قد أشيع في ما بعد بأنهم من المبشرين بالجنة .

بيان الرسول لآية أولي الأمر

قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ … ﴾ 15.
عندما نزلت هذه الآية بينها رسول الله من خلال سنته الشريفة كما بين غيرها من الآيات ، فأكد بأن أولي الأمر هم أئمة أهل بيت النبوة الطاهرين الاثنا عشر و على رأسهم الإمام علي و الإمام الحسن ، و الإمام الحسين و بقية الأئمة الذين سماهم رسول الله قبل أن يولدوا 16 لقد أجمع علماء دولة الخلافة على أن الأئمة من بعد النبي اثنا عشر و أن رسول الله هو الذي أخبر بذلك 17 .
و قد حاولوا و بكل قواهم أن يفصلوا هذا النص على وقائع التاريخ ، و لكنهم و الحمد لله قد فشلوا فشلا ذريعا ، فلم يقبل هذا النص أي فترة من فترات الخلافة التاريخية ، و كانت تلك الفترات نابية عليه ، و من المستحيل أن تأتي على مقاسه!!! فالإمام هو القدوة ، و هو الأعلم ، و هو الأفضل و من المستحيل أن يأمر الإمام بهدم الكعبة المشرفة ، و أن يستبيح مدينة الرسول ، و أن يشرب الخمر ، و أن يجهر بفسوقه كيزيد بن معاوية ، و من المستحيل عقلا أن يلعن الإمام الله و رسوله!! كما فعل معاوية عندما أمر المسلمين و فرض عليهم لعن الإمام علي ، و كيفما عد علماء دولة الخلافة ، فمعاوية و يزيد في منتصف هذا العدد!! فهل يعقل أن يجعل الله و رسوله الإمامة و الولاية و الرئاسة في أعداء الله و رسوله السابقين ، و فيمن ناصبوا أهل بيت النبوة العداء !!
لقد أجمع أهل بيت النبوة على أن الأئمة الاثني عشر منهم ، و إجماع أهل بيت النبوة دليل كاف للمؤمنين ، و لا يحتاجون معه إلى دليل آخر ، و مع هذا فقد تسربت أنباء من السنة النبوية التي عالجت هذه الناحية عن طريق الكثير من علماء دولة الخلافة 18 .
فأئمة أهل بيت النبوة هم أولي الأمر الذين أمر الله الذين آمنوا بطاعتهم كما بين ذلك رسول الله في سنته .

قال تعالى :﴿ … فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ 19

لما سئل رسول الله الحنفي عن أهل الذكر ، بين أن أهل بيت النبوة و على رأسهم الأئمة علي و الحسن و الحسين هم أهل الذكر ، و أهل البيت مجمعون على ذلك ، و قد ذكر الكثير من علماء دولة الخلفاء بيان الرسول في هذا الموضوع 20 .

بيان الرسول لآية القربى

” لما نزل قوله تعالى :﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ … ﴾ 21بين الرسول بأن القربى في هذه الآية هم فاطمة و زوجها و أولادها ” 22 .
و بين الرسول في سنته الشريفة ، آية الإنذار ، و آية القربى ، و آية الفئ ، و آية الخمس ، و آية سلام على آل ياسين ، و آية الوراثة ، و من خلال بيان الرسول لهذه الآيات ، أبرز مكانة أهل بيت النبوة عند الله و عند رسول الله و حقهم الثابت بالتقدم على الجميع ، و واجبهم الملقى عليهم لقيادة الجميع و توجيه الجميع 23 .
و قد بين رسول الله آية الخصومة ، و آية المتقين و الفجار ، و آية المؤمنين و الفاسقين ، و آية الأعراف ، و آية الصادقين ، و آية المصدق الأول و آية الإنفاق في السر ، و آية المؤمن و الفاسق ، وآية شراء النفس ، و آية خير البرية ، و آية الهادي ، و كلها آيات نزلت في أهل بيت النبوة ، و بينها الرسول و كشف من خلال بيانه ، المراتب السنية التي خص الله بها أهل بيت نبيه مجتمعين و منفردين ” 24 .
و بين الرسول بأن أهل بيت النبوة في المسلمين كسفينة نوح من قومه من ركبها نجا ، و من تخلف عنها غرق ، و أنهم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، و قال لأصحابه ” النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ” فإذا خالفتها قبيلة من قبائل العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ، و قال : النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي ” و أكد الرسول في سنته بأن الفضل و الشرف و المنزلة لرسول الله و لذريته ، و حذر الناس من أن تذهب بهم الأباطيل ، و أكد الرسول للصحابة قائلا: ” في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، ألا و إن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من توفدون ” .
و قال لأصحابه يوما ” و اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس و لا يهتدي الرأس إلا بالعينين ” 25 . . . الخ .

أهل بيت النبوة أحد ثقلي الإسلام

لخص النبي الأعظم الموقف للأمة قبل التحاقه بالرفيق الأعلى ، و لإضفاء الأهمية على هذا التلخيص أعلن الرسول في أكبر تجمع سياسي شهدته الجزيرة أنه يوشك أن يدعى فيجيب ، بمعنى أنه موشك على الموت ، و قد أراد أن يلقي هذا القول معذرة إلى الأمة ، حتى لا تؤخذ على حين غرة ، فلا نجد من تفزع إليه بعد موت النبي .
لقد بين الرسول في هذا التلخيص و بكل وسائل البيان بأن الإسلام يقوم على ثقلين و هما كتاب الله و عترة النبي أهل بيته ، و أن الهدى لن يدرك إلا بالتمسك بالثقلين حقا و أن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بهذين الثقلين معا ، فهما تأمين للهدى و تأمين ضد الضلالة ، و بعد أن كشف الفوائد العظيمة للتمسك بالثقلين تشوق الناس لمعرفة هذين الثقلين و أضفى على الأمر أهمية خاصة عندما أعلن ذلك بعد عودته من الحج ، و قبل أن تتفرق الوفود المشاركة بالحج و عندما أعلن بأن حجته تلك هي آخر حجة له و هي حجة الوداع . و عندما اختار منطقة غدير خم لتكون المكان الذي يعلن فيه أخطر تصريحاته على الإطلاق . فحشد النبي الأعظم كل وسائل التشويق ، و كل مقومات التذكر لتعي الأمة الإسلامية و ليعي العالم كله ” تلخيص النبي الموقف ” و بعد ذلك حدد النبي و بين من هما الثقلان فقال الثقل الأكبر كتاب الله عز و جل ، فاستمسكوا به و لا تضلوا و لا تبدلوا ، أما الثقل الثاني فهو عترتي أهل بيتي ، فإنه قد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

أعظم تلخيص للموقف

كلما أمعنت و دققت النظر بما قاله رسول الله في غدير خم ، تكتشف أنه ليس بالإمكان تلخيص الموقف ، بأوضح و لا أعظم من تلخيص النبي ، فالقرآن الكريم هو القانون النافذ في مجتمع الأمة الإسلامية و هذا أمر يعرفه المسلمون جميعا و يعرفه العالم كله .
كذلك فإن أهل بيت محمد يعرفهم المسلمون و يعرفهم العالم كله و هم فئة متميزة عن غيرها من فئات المجتمع ، و في الوقت نفسه هم القاسم المشترك بين كل المسلمين لأنهم الأقرب إليه و الألصق به ، و مستودع علم البيان النبوي ، و هم الأولى به وفق المعابير العقلية و الشرعية .
و هم المقبولون بدون إكراه لقيادة الأمة . و بدون تأثيرات الكل يرضى بهم و هذا يعني بأن القانون النافذ في مجتمع الأمة الإسلامية هو القرآن ، و أن أهل بيت النبوة هم جهة التوجيه أو القيادة أو المرجعية للأمة الإسلامية ، لأنهم عاشوا مع النبي طوال حياته المباركة في بيت واحد و تحت سقف واحد ، و انتهى إليهم علم البيان النبوي ، و أسرار علوم النبوة و هي من لوازم فهم القرآن الكريم ، و لأنهم خيرة الخيرة بعد نبيهم ، فإذا حسمت مسألة القانون ، و حسمت مسألة القيادة أو المرجعية ، فلم يعد هنالك أي سبب للخلاف أو الاختلاف . في مجتمع يتمسك بفكرة الشرعية و المشروعية ، و حسم هاتين المسألتين يقطع دابر الخلاف و الاختلاف في أي مجتمع من المجتمعات.
و بالفعل وعمليا فإنه ليس بإمكان أحد المسلمين في أي زمان من الأزمان أن يدعي بأنه أقرب للنبي من أهل بيته ، و لا أولى به منهم ، و لا أعلم بالدين منهم ، لأن علوم الدين تلقاها هذا المدعي أو ذاك من النبي ، فأهل البيت سمعوا من النبي ما سمع هذا المدعي أو ذاك ، و زادوا عنه بأنهم سمعوا زيادة على ما سمع لأنهم عاشوا و إياه في بيت واحد بعكس هذا المدعي أو ذاك ، ثم إن المكانة الدينية و الاجتماعية التي احتلها أهل بيت النبوة دونها بالضرورة أية مكانة أخرى لأي مسلم قط .
هذا كله يجعل تلخيص النبي للموقف محكما من جميع الوجوه العقلية و الشرعية ، و لا يمكن نقض هذا التلخيص لا عن طريق العقل ، و لا عن طريق الشرع دون أن يوقع الناقض نفسه بمطبات تكشف حقيقته ، و بطلان دعواه ، و دون أن يستعين الناقض بوسائل أخرى تفرض بالقوة وجهة نظره ، أو بالكثرة ، الآن و بعد مضي أربعة عشر قرنا على هذا التلخيص تبين لنا أن سبب الخلاف و الاختلاف يكمن في التنازع على القيادة و المرجعية ، و المتنازعون يؤولون القرآن تأويلات تخدم توجهاتهم في غياب الفهم اليقيني للنص .

حديث الثقلين و أهل بيت النبوة

رواة حديث الثقلين

روى حديث الثقلين جمع كبير من الصحابة (35) صحابيا و صحابية ، منهم علي بن أبي طالب ، و الحسن بن علي بن أبي طالب ، و سلمان الفارسي ، و أبو ذر الغفاري و ابن عباس ، و أبو سعيد الخدري ، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبو الهيثم بن النبهان ، وحذيفة بن اليمان و حذيفة بن أسيد الغفاري ، و خزيمة بن ثابت ، و ذو الشهادتين و زيد بن ثابت ، و زيد بن أرقم ، و أبو هريرة ، وعبد الله بن حنطب و جابر بن مطعن ، و البراء بن عازب ، و أنس بن مالك ، وطلحة بن عبد الله التميمي ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص ، و عمرو بن العاص ، و سهل بن سعد الأنصاري ، و عدي بن حاتم ، و أبو أيوب الأنصاري ، وأبو شريح الخزاعي ، و عقبة بن عامر ، وأبو قدامة الأنصاري ، و أبو ليلى الأنصاري ، و حمزة الأسلمي ، و عامر بن ليلى بن حمزة ، و فاطمة الزهراء ، و أم سلمة زوج الرسول ، و أم هاني أخت الإمام و ابنة عم الرسول 26 .
فهل يعقل أن يجتمع هذا العدد الكبير من الصحابة على الكذب ” حاشاهم ” في موضوع خطير كهذا الموضوع ، ثم إنه لم يجمع الرواة على أي أمر من الأمور الدينية إجماعهم على صحة صدور حديث الثقلين عن رسول الله ، ولم يتوافر هذا العدد من الرواة على أمر واحد ، بما فيه تفاصيل الصلوات المفروضة على العباد ، و إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قد مر حين من الدهر على الأمة كان فيها مجرد رواية فضيلة من فضائل أهل البيت أو إظهار الحب لهم من جرائم الخيانة العظمى التي يعاقب مرتكبها بالموت بالإضافة لتجريده من حقوقه السياسية و المدنية بحيث لا تقبل شهادته 27 .

صيغ حديث الثقلين

نظرا لأهمية حديث الثقلين و لأهمية الأحكام التي تترتب عليه ، فإننا سنسوق كافة صيغ حديث الثقلين التي نقلها الرواة ال‍ 35 صحابيا ، و لا بد من التذكير بأن هذه الصيغ مقاطع من خطبة الرسول في غدير خم ، و هي متفقة من حيث المبدأ على المضمون .

الصيغة الأولى

قول الرسول الأعظم ” يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي ” 28 .

الصيغة الثانية

قول الرسول الأعظم ” إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ” 29 .

الصيغة الثالثة

قوله عليه الصلاة والسلام: ” إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، أو ما بين السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ” 30 .

الصيغة الرابعة

قول الرسول الكريم: ” إني أوشك أن أدعى فأجيب ألا إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ” 31 .

الصيغة الخامسة

قوله صلى الله عليه و آله و سلم: ” إني أوشك أدعى فأجيب ألا إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز و جل و عترتي ، كتاب الله حبل ممدود . . . ” 32 .

الصيغة السادسة

قوله صلى الله عليه و آله و سلم : ” كأني دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله و عترتي ” 33 .

الصيغة السابعة

قوله صلى الله عليه و آله و سلم لأصحابه: ” ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قال الصحابة بلى يا رسول الله قال : ” فإني سائلكم عن اثنين ، القرآن و عترتي ” 34 .

الصيغة الثامنة

قوله صلى الله عليه و آله و سلم: ” يا أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، مخلف فيكم كتاب الله ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” 35 .

الصيغة التاسعة

عن زيد بن أرقم قال قام فينا رسول الله بماء يدعى خما بين مكة و المدينة ، فحمد الله و أثنى عليه ، و وعظ و ذكر ثم قال أما بعد : فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، و إني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله ، و استكملوا به ، فحث على كتاب الله و رغب فيه ، ثم قال : و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ” 36 .

الصيغة العاشرة

عن زين بن أرقم قال رسول الله: ” ألا و إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله عز و جل و أهل بيتي . . . إلى أن قال الراوي عن زيد فقلنا من أهل بيته نساؤه؟ قال زيد لا ، و أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العمر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى بيت أبيها ” 37 .

التعميم و التخصيص معا

التركيز على أهل بيت النبوة عامة ، و على أئمتهم الأعلام في الوقت نفسه
في الوقت نفسه الذي كان فيه رسول الله يركز تركيزا مكثفا و خاصا على حقيقة و طبيعة المكانة الخاصة المميزة التي اختارها الله تعالى لأهل بيت النبوة ، كان النبي يسلط أضواء ربانية كاشفة عن الرجال الأعلام من أهل بيت النبوة ، فكأنه يقول للمسلمين إن الله يعلم حيث يضع رسالته .

ففي غدير خم على سبيل المثال

ففي الخطبة نفسها التي أعلن الرسول فيها حديث الثقلين الشهير أعلن فيه أن علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن و مؤمنة ، و أنه ولي كل مؤمن و مؤمنة ، و أنه الولي من بعد النبي في الوقت نفسه الذي أكد فيه الرسول بأن الإسلام في حقيقته يقوم على ركنين ، و يستند إلى ثقلين أحدهما كتاب الله و بيان النبي لهذا الكتاب ، و الآخر عترة النبي أهل بيته ، أبرز تباعا علي بن أبي طالب ، و قدمه كمولى للمؤمنين ، و المؤمنات ، و كمولى لهم ، و عندما حث النبي على حب أهل بيت النبوة و حذر من بغضهم خص الإمام علي بن أبي طالب كما وضحنا سابقا .

مداخل لفهم التعميم و التخصيص معا

المدخل الأول : قال حذيفة بن أسيد الغفاري إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال يوم غدير خم: ” إن الله مولاي ، و أنا مولاي المؤمنين و أنا أولى منهم على أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه . . . ثم قال ” إني سائلكم عن الثقلين ” 38 .
المدخل الثاني : ” قال زيد بن أرقم إن الرسول قد قال : ” . . . و إني قد تركت فيكم الثقلين . . . ثم قال إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ” 39 .
المدخل الثال : قال البراء بن عازب : إن الرسول قد صلى الظهر في غدير خم و أخذ بيد علي فقال للمسلمين : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا : بلى ، فقال الرسول : ” من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ” 40 .
المدخل الرابع : قال سعد بن أبي وقاص ” . . . إن رسول الله قد قال أيها الناس إني وليكم؟ قالوا: نعم ، ثم رفع يد علي بن أبي طالب فقال هذا وليي ويؤدي عني ديني ، و أنا موال من والاه و معاد من عاداه ” 41 .
المدخل الخامس : قال سعد بن أبي وقاص ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فلما بلغ غدير خم . . . ثم قال ” أيها الناس من وليكم؟ قالوا الله و رسوله ثم أخذ بيد على فأقامه ثم قال ” من كان الله و رسوله وليه ، فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ” 42 .

الصحابة الكرام فهموا المقصود

فهم المسلمون مغزى كلام النبي ، استوعبوا تلخيصه للموقف ، فتقدم كبار المسلمين و قدموا التهاني لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، و كان من جملة المهنئين عمر بن الخطاب ، فقال لعلي بن أبي طالب ” هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة ” 43 .

المعروف بالبداهة

أهل بيت النبوة يعرفهم المسلمون قاطبة ، و المسلمون يعرفون أيضا بأن علي بن أبي طالب هو عميد أهل البيت النبوة بلا منازع ، و هو رجلهم المقدم الذي لا يتقدم عليه أحد ، و لا ينازعه بالعمادة أحد ، فأنت تلاحظ أن النبي قد أعلن عميد أهل بيت النبوة في الوقت نفسه الذي أعلن فيه حديث الثقلين .

سبب تقطيع النصوص و بترها

كافة النصوص المتعلقة بحديث الثقلين و التي سقناها قبل قليل و حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه مقاطع من خطبة الرسول في غدير خم ، و قد ألقيت الخطبة في مكان واحد و زمان واحد ، لكن الجانب الذي يتعلق بموالاة علي سبق وحده في أكثر الروايات ، و الجانب المتعلق بحديث الثقلين سيق وحده ، ولم يثر الموضوع بعد وفاة الرسول الأعظم ، و ظل ساكنا ، لأنه كان مناقضا للواقع السياسي الذي كان سائدا آنذاك ، و إثارته فيها حرج كبير . لكن فيما بعد أثير الجانب المتعلق بالإمام علي أثناء فترة العداء لعلي بن أبي طالب التي قادها معاوية و الخلفاء الأمويون ، ففرضوا على الناس مسبة الإمام علي 44 .
فقام سعد بن أبي وقاص اعتراضا منه على مسبة الإمام علي و ذكر الجانب المتعلق بموالاة الإمام علي ، ولم يكن أمام طلاب الدنيا وقت لسماع بقية حديث الثقلين كله ، و لا رغبة لسماعه ، و لا مع سعد بن أبي وقاص في هكذا مناخ الوقت لإتمام حديث الثقلين ، لقد كان المجتمع المسلم مشعوطا يومئذ تماما و كأنه على كف عفريت ، لا يسمع و إذا سمع فإنه لا يريد أن يعقل ، و أي حيادي ، غير متأثر بالثقافة التاريخية يكتشف أن الأمور الثلاثة التي أعلنها النبي في غدير خم مترابطة تماما و تصب في ذات المغزي الذي عناه رسول الله 45 46 .

  • 1. a. b. c. d. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 33، الصفحة: 422.
  • 2. شرح النهج تحقيق حسن تميم : 3 / 595 ـ 596 .
  • 3. صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل أهل البيت : 2 / 368 ، و ج 15 / 195 بشرح النووي ، و صحيح الترمذي : 5 / 30 ح 3258 ، و ج 5 / 328 ح 3875 ، و مسند أحمد : 1 / 330 بسند صحيح ، و المستدرك على الصحيحين للحاكم : 3 / 133 و 146 و 158 ، و ج 2 / 416 ، و المعجم الصغير للطبراني : 1 / 65 و 135 ، و ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 185 ، و أسد الغابة لابن الأثير : 2 / 12 و 20 ، و ج 3 / 413 ، و تفسير الطبري : 22 / 6 ـ 8 ، و الدر المنثور للسيوطي : 5 / 198 ـ 199 ، و راجع كتابنا ” الهاشميون ” في الشريعة و التاريخ : 132 لترى مزيدا من المراجع .
  • 4. صحيح الترمذي : 5 / 30 ح 3258 و ص 328 ح 3875 ، و ص 361 ح 3963 ، و أسد الغابة لابن الأثير : 2 / 12 و ج 3 / 413 ، و تفسير : 2 / 7 و 8 ، و تفسير ابن كثير : 3 / 330 و الفصول المهمة لابن الصباغ : 8 ، و شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 2 / 4 حديث 659 و راجع كتابنا ” الهاشميون في الشريعة و التاريخ ” : 133 للوقوف على مراجع أخرى مذكورة فيه .
  • 5. صحيح الترمذي : 5 / 31 ح 3258 وص 328 ح 3875 و ص 61 ح 3963 و صحيح مسلم كتاب الفضائل ، فضائل علي : 2 / 360 و ج 5 / 176 بشرح النووي و خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 4 و 16 ، و المستدرك على الصحيحين : 2 / 150 و 416 و ج 3 / 108 و 146 و 147 و 150 و 158 ، و مسند أحمد : 1 / 85 و ج 3 / 59 و 285 ، و أسد الغابة : 3 / 12 وج 3 / 413 ، و التاريخ الكبير للبخاري : 1 ف 2 / 69 تحت رقم 1719 . . . الخ .
  • 6. صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل أهل البيت : 2 / 368 و ج 15 / 194 بشرح النووي ، و شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 2 / 33 ، و قد اعترفت السيدة عائشة بأن نساء النبي لسن من أهل البيت ، و المستدرك للحاكم : 3 / 147 ، الدر المنثور للسيوطي : 5 / 198 و 199 . . . الخ .
  • 7. المراجع السابقة و ص 134 من الهاشميين .
  • 8. القران الكريم: سورة الشورى (42)، الآية: 23، الصفحة: 486.
  • 9. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 2 / 130 حديث 822 و ما فوق ، و مناقب علي لابن المغازلي الشافعي : 307 ح 352 ، و ذخائر العقبى للطبري : 25 و 138 ، و الصواعق المحرقة لابن حجر : 101 و 135 و 136 ، و مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 8 و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 11 ، و مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي : 1 / 1 ، و تفسير الطبري : 22 / 25 ، و المستدرك للحاكم : 3 / 172 ، و تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك : 3 / 172 ، و تفسير الكشاف للزمخشري : 3 / 403 ، و تفسير الرازي : 27 / 166 و تفسير البيضاوي : 4 / 123 ، و تفسير القرطبي : 16 / 22 ، و فتح القدير للشوكاني : 4 / 537 ، و الدر المنثور للسيوطي : 6 / 7 ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 106 ، و حلية الأولياء : 3 / 201 ، و فضائل الخمسة : 1 / 259 .
  • 10. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61، الصفحة: 57.
  • 11. صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل علي : 2 / 360 وج 15 / 176 بشرح النووي ، و صحيح الترمذي : 4 / 293 ح 3085 و ج 5 / 301 ح 3808 ، و شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 1 / 120 ، و المستدرك على الصحيحين للحاكم : 3 / 150 و معرفة علوم الحديث للحاكم ذكره في النوع 17 ، و قد تواترت الأخبار بأن الرسول قد أخذ يوم المباهلة بيد علي و الحسن و الحسين و جعلوا فاطمة وراءهم ثم قال هؤلاء أبناؤنا و أنفسنا و نساؤنا . . . راجع مسند أحمد : 1 / 185 ، و ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 21 ، و تفسير الطبري : 3 / 299 و 301 و ج 3 / 192 ، و تفسير الكشاف للزمخشري : 1 / 368 و 370 ، و تفسير ابن كثير : 1 / 370 و 371 ، و تفسير القرطبي : 4 / 104 ، و أحكام القرآن للجصاص : 2 / 295 و 296 ، و أحكام القرآن لابن العربي : 1 / 275 ، و زاد المسير لابن الجوزي : 1 / 299 ، و فتح القدير للشوكاني : 1 / 247 و تفسير الرازي : 2 / 699 ، و جامع الأصول لابن الأثير ، : 9 / 470 ، و الدر المنثور للسيوطي : 2 / 38 و 39 ، و تذكرة الخواص لابن الجوزي / 17 ، و تفسير البيضاوي 29 ـ 22 ، و تاريخ الخلفاء للسيوطي : 169 ، و شرح النهج : 16 / 291 . . . الخ .
  • 12. القران الكريم: سورة الانسان (76)، الآيات: 5 – 7، الصفحة: 578.
  • 13. القران الكريم: سورة الانسان (76)، الآية: 22، الصفحة: 579.
  • 14. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 1 / 159 ح 350 و 356 ، و كفاية الطالب للكنجي الشافعي : 226 ، و ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر : 421 ح 923 ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ، الحنفي / 16 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي : 198 ، و نظم ” السمطين للزرندي الحنفي : 91 ، و فتح القدير للشوكاني : 2 / 414 ، و الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي : 150 ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 136 و 140 ، والدر المنثور للسيوطي الشافعي : 3 / 390 ، و روح المعاني للألوسي : 11 / 41 ، و غاية المرام باب 42 / 248 ، و فرائد السمطين للحمويني : 1 / 314 ح 250 وص 270 ح 299 و 300 .
  • 15. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 59، الصفحة: 87.
  • 16. راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 2 / 445 ، و كمال الدين للصدوق : 157 ، و سيرة الرسول و أهل بيته : 2 / 189 مؤسسة البلاغ و كفاية الأثر للرازي : 19 و ص 7 ، و سيرة الرسول : 2 / 190 ، و أعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي : 27 ، و كتابنا المواجهة : 460 و ما فوق .
  • 17. صحيح البخاري : 9 / 729 ح 2034 ، و صحيح مسلم كتاب الإمارة : 3 / 1452 ، و صحيح الترمذي : 4 / 501 ، و مسند أبي داود : 2 / 207 ، و مسند أحمد : 1 / 298 ، و كنز العمال : 6 / 201 ، و كتابنا الخطط السياسية : 354 ، و كتابنا المواجهة : 460 .
  • 18. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 134 و 137 ، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 1 / 148 حديث 202 و 204 ، و تفسير الرازي : 3 / 357 ، وفرائد السمطين : 1 / 314 ح 250 .
  • 19. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 43، الصفحة: 272.
  • 20. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 1 / 334 حديث 459 و 466 ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 51 و 140 و تفسير القرطبي : 11 / 272 ، و تفسير الطبري : 14 / 105 ، و تفسير ابن كثير : 2 / 570 ، و روح المعاني : 4 / 134 .
  • 21. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 26، الصفحة: 284.
  • 22. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 2 / 338 ، و الدر المنثور للسيوطي : 4 / 177 ، و مجمع الزوائد : 7 / 49 ، و تفسير الطبري : 15 / 72 ، و ينابيع المودة : 49 و 140 .
  • 23. راجع كتابنا الهاشميون في الشريعة و التاريخ : 138 و 140 ، و راجع المراجع المدونة تحت كل آية من الآيات التي ذكرناها .
  • 24. راجع كتاب الهاشميون في الشريعة و التاريخ : 140 ـ 150 .
  • 25. راجع كتابنا الهاشميون في الشريعة و التاريخ فقد أشرنا فيه إلى دور أهل بيت النبوة في نصرة الإسلام ، و ذكرنا فيه الآيات النازلة فيهم و الأحاديث الواردة فيهم و وثقنا ذلك توثيقا تاما ، و إني أوصي كل أولياء أهل بيت النبوة بمطالعته .
  • 26. راجع رواياتهم في عبقات الأنوار الجزء الأول و الجزء الثاني .
  • 27. راجع شرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 595 و 596 تحقيق حسن تميم .
  • 28. راجع صحيح الترمذي : 5 / 328 وج 4 / 387 ، مطبعة دار الفكر ، و درر السمطين للزرندي الحنفي : 242 مطبعة القضاء ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 33 و 45 و 445 المطبعة الحيدرية ، و كنز العمال : 2 / 135 ، و تفسير ابن كثير : 4 / 113 مطبعة إحياء الكتب ، و مصابيح السنة للبغوي : 206 مطبعة القاهرة ، و جامع الأصول لابن الأثير : 1 / 187 ، ح 65 مطبعة مصر ، والمعجم الكبير للطبراني / 137 ، ومشكاة المصابيح : 3 / 258 طبعة دمشق ، و إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف : 114 مطبعة المجلسي ، و الفتح الكبير للنبهاني : 1 / 507 و ج 3 / 385 مطبعة دار الكتب مصر ، و عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين : 1 / 94 و 112 و 114 و 151 و 184 و 211 و 237 ، و رفع الثياب للإدريسي ، راجع كتابنا الخطط السياسية : 258 .
  • 29. راجع الترمذي : 5 / 329 ، ح 3876 مطبعة دار الفكر ، و درر السمطين للزرندي الحنفي : 231 ، و الدر المنثور للسيوطي : 6 / 7 و 306 ، و ذخائر العقبى للطبري : 16 ، و الصواعق المحرقة : 147 و 226 ، و المعجم الصغير للطبراني : 1 / 135 ، و أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير : 2 / 12 ، و تفسير ابن كثير : 4 / 113 ، و عقبات الأفراد : 25 و ج 1 / 31 و 93 و 114 و 135 و 173 ، و كنز العمال : 1 / 154 ، و الفتح الكبير للنبهاني : 1 / 451 ، و تفسير الخازن : 1 / 4 ، و مصابيح السنة للبغوي 206 ، و جامع الأصول لابن الأثير : 1 / 187 ، و منتخب تاريخ ابن عساكر : 5 / 436 ، و مشكاة المصابيح للعمري ، و تيسير الوصول لابن الديبع : 1 / 16 ، و التاج الجامع للأصول : 3 / 208 . . .
  • 30. الدر المنثور للسيوطي : 2 / 60 ، و إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف بحب الأشراف : 116 ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 38 و 183 ، و مجمع الزوائد للهيثمي : 9 / 162 ، و عقبات الأفراد من حديث الثقلين : 16 ، و كنز العمال : 1 / 154 ح 873 و 948 ، و الجامع الصغير للسيوطي : 1 / 353 ، و الفتح الكبير للنبهاني : 1 / 451 . . .
  • 31. راجع مناقب علي لابن المغازلي الشافعي : 534 ، ح 281 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي / 223 ، و فرائد السمطين للحمويني الشافعي ، : 2 / 143 باب 33 و فيه بعد عترتي أهل بيتي ، ألا و هما الخليفتان من بعدي و راجع عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين : 1 / 131 ، و كتابنا الخطط السياسية : 260 .
  • 32. راجع كنز العمال : 1 / 165 ح 945 ، و مناقب علي لابن المغازلي الشافعي : 225 ح 283 ، و الصواعق المحرقة لابن حجر : 148 و فيها لا يفترقا ، و الصحيح لن يفترقا كما في الطبعة الأولى : 89 ، و إسعاف الراغبين بهامش نور الإبصار : 108 ، و ينابيع المودة : 35 ، و 40 و 226 و 355 ، و المعجم الصغير للطبراني : 1 ، / 131 ، و مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 104 ، و مجمع الزوائد : 9 / 163 ، و إحياء الميت بهامش الإتحاف للسيوطي : 111 ، و الطبقات الكبرى لابن سعد : 2 / 194 ، و جامع الأصول لابن الكثير : 1 / 187 ، و الأنوار المحمدية للنبهاني : 435 .
  • 33. راجع خصائص النسائي الشافعي : 21 ، و المناقب للخوارزمي الحنفي : 93 ، و الصواعق المحرقة : 136 ، و ذكر صدر الحديث و صححه ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 32 ، و كنز العمال : 1 / 167 .
  • 34. راجع مجمع الزوائد : 5 / 195 ، و أسد الغابة لابن الأثير : 3 / 147 ، و إحياء الميت للسيوطي : 115 ، و كتابنا الخطط السياسية : 261 .
  • 35. راجع الصواعق المحرقة لابن حجر : 124 و 75 ، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 285 ، و عبقات الأنوار حديث الثقلين : 1 / 277 ، قال ابن حجر الشافعي: ” اعلم أن لحديث الثقلين طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا ” .
  • 36. راجع صحيح مسلم كتاب الفضائل فضائل علي : 2 / 362 و ج 5 ، / 179 ـ 180 بشرح النووي ، و مصابيح السنة للبغوي : 2 / 278 ، و تفسير الخازن : 1 / 4 ، و تفسير ابن كثير : 4 / 113 ، و مشكاة المصابيح للعمري : 3 / 255 ، و ينابيع المودة : 29 و 191 و 296 ، و السيرة الحلبية : 3 / 330 الهامش البحيرة الرملانية لمغنى مكة .
  • 37. راجع صحيح مسلم كتاب الفضائل : 2 / 362 ، و ج 5 / 181 بشرح النووي ، و الصواع المحرقة لابن حجر : 148 ، و فرائد السمطين : 2 / 250 حديث 520 ، و عبقات الأنوار حديث الثقلين : 1 / 36 و 104 ، 242 ، 261 ، 367 .
  • 38. راجع على سبيل المثال تاريخ دمشق / ترجمة علي لابن عساكر : 2 / 45 ح 47 ، و كنز العمال : 1 / 168 ح 959 ، و نوادر الأصول للترمذي : 259 ، و راجع الأحاديث الواردة و راجع الثقلين .
  • 39. راجع على سبيل المثال الخصائص للنسائي : 93 و 26 ، و المناقب للخوارزمي الحنفي : 93 ، و كنز العمال : 5 / 91 .
  • 40. راجع على سبيل المثال ذخائر العقبى للطبري : 67 ، و فضائل الخمسة : 1 / 350 ، و الفصول المهمة : 24 ، و الحاوي للفتاوي للسيوطي : 1 / 122 ، و أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 215 .
  • 41. الخصائص للنسائي : 102 ، و البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 212 ، و المراجع السابقة .
  • 42. راجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 101 ، و فضائل الخمسة : 1 / 365 ، و إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار : 149 ، و الرياض النضرة للطبري : 2 / 282 ، و ملحق المراجعات و كتابنا نظرية عدالة الصحابة : 252 .
  • 43. راجع ذخائر العقبى للطبري : 2 / 23 ، و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، و الرياض النضرة للطبري : 2 / 23 ، و فضائل الخمسة : 350 ، و الحاوي للفتاوي للسيوطي : 1 / 122 ، و كنز العمال : 15 ، / 117 ، و قريب من ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر : 2 / 50 و 52 ، ح 550 و 551 ، وأنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 15 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي : 94 ، و الغدير للأميني : 1 / 18 و 20 .
  • 44. راجع صحيح مسلم : 2 / 360 ، و صحيح الترمذي : 5 / 301 ح 3808 ، و المستدرك على الصحيحين للحاكم : 3 / 109 ، و ترجمة علي في تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 206 ح 271 و 272 ، و خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 28 ، ومعظم درر السمطين للزرندي الحنفي : 107 ، و كفاية الطالب للكنجي الشافعي : 84 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي / 59 ، وأسد الغابة لابن الأثير : 1 / 134 وج 4 / 25 و 26 ، والإصابة لابن حجر العسقلاني : 2 / 509 ، و الغدير للأميني : 1 / 257 و ج 3 / 200 ، و العقد الفريد لابن عبد ربه : 4 / 29 ، و وقعة صفين لنصر بن مزاحم : 92 و 82 ، و شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 256 و 361 و ج 3 / 100 و ج 4 / 72 تحقيق أبو الفضل ، و تذكرة الخواص لابن الجوزي : 62 .
  • 45. راجع كتابنا المواجهة : 40 و ما فوق و كتابنا الهاشميون : 171 ـ 183 .
  • 46. كتاب أين سنة الرسول ؟!! و ماذا فعلوا بها ؟ للكاتب أحمد حسين يعقوب : الفصل الأول من الباب الثامن ( أهل بيت النبوة و سنه الرسول ) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى