
كان امتحان النبيّ إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه امتثالًا لأمر الله أكبر امتحاناته، هو “البلاء المبين” كما عبّر عنه القرآن الكريم. وبعد إتمام الاختبارات، جعله الله للناس إمامًا.
والإمامة في القرآن منصب الهداية بأمر الله، وشرطه الصبر واليقين.
لقد كان ذبح إسماعيل مجرّد امتحانٍ، لم يرد الله أن يذبحه أبوه فعلًا، بل أراد أن يمتحن كمال تسليمه واستعداده لذبح كلّ تعلّقاته بأيّ شيءٍ في سبيل الله. أراد أن يمتحن تمام يقينه وثباته العالي وصبره واستقامته مهما بلغ الأمر.
وفي مجتمعنا إبراهيميّون كثر، ذُبح أبناؤهم في سبيل الله، قُطعت أوداجهم حقًّا وواقعًا، تناثرت أشلاؤهم ولم يبقَ من بعض الأجساد شيءٌ للدفن. ومع هذا كانوا أهل الصبر واليقين، لم يهتزّ إيمانهم بالله، ولا استقامتهم على خطّ الولاية، بل كانوا مستعدّين دائمًا لتقديم الثاني والثالث والرابع من الأبناء والإخوة والأحبّة، حبًّا بالله واستجابةً لأمره وطلبًا لرضوانه.
هذا المجتمع “مجتمعٌ إمامٌ”، اهتدى واستيقن وصبر فجعله الله هاديًا للناس، وقائدًا في مسيرة التحرّر وإحقاق الحقّ.
لا تنظروا إلى المعادلات السياسيّة والعسكريّة وغيرها، الأمور كلّها في يد الله وتجري وفق إرادته ومشيئته، وكل حوادث الدنيا بلاءاتٌ واختباراتٌ يتبعها فوزٌ أو خسارةٌ، وحاشى لمن قدّم الغالي والنفيس في سبيل الله أن يخسر.
المستقبل حتمًا ويقينًا لعباد الله المخلصين، والغد لناظره قريبٌ..
عيدكم سعيدٌ ببركة الشهداء والجرحى والصابرين
الشيخ مجتبى قصير
__
عيد_الأضحى
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT