🔸القسم الأوّل: المساعي الإيجابيّة
- أداء العبادات:
إنّ الركن الأساسي في برنامج بناء الذات العملي هو أداء العبادات، وعلى وجه الخصوص إقامة الصلوات الواجبة في وقتها وبحضور قلب وإخلاص كامل لله تعالى. يقول تعالى ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ﴾.
وليخصّص الواحد منّا عند الإمكان مقدارًا من وقته للتوجّه القلبي إلى الله، وليختار لذلك زمانًا ومكانًا مُناسبَين.
يقول تعالى ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ﴾.
ولا شكّ في أنّ المداومة على أمرٍ والاعتياد عليه يشكّلان عاملًا مؤثّرًا في انبعاث الميول الفطريّة الإراديّة نحو ذلك الأمر، إلى درجة أنّ الإنسان إذا أنس بلذّة واعتاد عليها، فإنّه يغضّ نظره عن اللذّات الأعلى والأرفع، ويُقدّم اللذّة التي اعتاد عليها، وإن كان يقبل ويُذعن بأنّ اللذات الأخرى أفضل وأرفع.
وإنّ الاعتياد على اللذات بإمكانه أن يكون مضرًّا للإنسان، ويمكن أن يكون ذا قيمةٍ رفيعةٍ، بل ومُنجيًا له أيضًا.
فما أفضل أن يعتاد المؤمن على الأعمال الحسنة! فإذا منعه أيّ أمرٍ من أداء هذه الحسنات، فإنّه يستاء ويشعر بالخسران،
كأولئك الذين أنسوا بصلاة الليل، حتّى إذا لم يوفّقوا لأدائها في يومٍ من الأيّام واضطرّوا لقضائها خلال النهار، تألّمت أرواحهم وتأذّت، وشعروا بأنّهم خسروا رأسمالٍ عظيمٍ.
وإنّ أرفع لذّةٍ من بين جميع لذّات العالم هي لذّة أنس القلب بالله وتذوّق طعم مناجاته، الأمر الذي يتحقّق في ظلّ المداومة على التوجّه القلبي إلى الله وتكراره والاعتياد عليه.
وإنّ المداومة على ذكر الله، بالإضافة إلى أنّها تُشعل نار الأنس بالله في قلب الإنسان، فإنّها تبعث على إعراض الإنسان عن اللذات الماديّة وعدم اعتنائه بها.
ولا ينبغي للمؤمن أن يغفلَ عن الأنس بكلّ أمرٍ يرتبط بالله تعالى، نظير التشرّف بزيارة الكعبة المشرّفة وأداء مناسك الحجّ والعمرة، وزيارة المشاهد الشريفة للمعصومين عليهم السلام، وزيارة العلماء والتردّد إليهم، فهذه كلّها أمور توجب زيادة الأنس بالحقّ تعالى.
📖 نحو بناء الذات
📝 الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
__
صفر١٤٤٦
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT