نص الشبهة:
لقد كان عمر باتّفاق السنّة والشيعة يشاور عليّاً ( عليه السلام ) في أُمور كثيرة ، ولو كان ظالماً لما شاور أهل الحقّ ، لأنّ الظالم لا يطلب الحقّ ؟
الجواب:
كان أمير المؤمنين عليٌ ( عليه السلام ) باتّفاق الأُمّة أعلم مَنْ في الأُمّة قاطبةً ، وأكثر الأشخاص اطّلاعاً على أُصول وفروع الإسلام ، وأمّا من جهة السياسة والتدبير فكان محط أنظار الخاصة والعامّة . ولمّا استشاره عمر حول خروجه من المدينة لحرب الكفّار ، كان من واجب الإمام ( عليه السلام ) أن يخلص له النصيحة ويرشده إلى الصواب ، وهذه فضيلة معروفة للإمام ( عليه السلام ) . ولكن الاستشارة لا تكون دليلاً على حسن العلاقة بين عليّ ( عليه السلام ) وعمر ، فإن مصالح الإسلام العُليا عند عليّ ( عليه السلام ) هي أولى ومقدّمة على كلّ شيء .
إذن : هذا النوع من التعاون والتناصحّ ليس له علاقة بما استفاده جامع الأسئلة . بل تكشف عن عظم شخصية الإمام علي ( عليه السلام ) ممّا يدل على أحقية الشيعة في تقديمه على غيره من الناس والتمسّك به كإمام مفترض الطاعة 1 .
- 1. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته ، السؤال 107 .