قال الله سبحانه : (فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ) (سورة الدخان الآية 59)
إن منزلة (المُنتَظِر والمُمَهِّدُ) لظهور الإمام من أرفع المنازل واعلاها في وقت الغيبة، إذ تجعل كل فرد ينتمي لأهل البيت ( عليهم السلام) بل المحقق لشروط الانتظار يكون بمقام سفير الإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) والمقصود بالسفير هنا هو السفير بالمعنى العام لا الخاص، وهو ما ينبغي على كل موالٍ ومحب لأهل البيت ( عليهم السلام) أن يكون في هذه المنزلة شريطة أن يكون هذا المنتظِر للإمام ممن وَطَّنَ نفسهُ لله تعالى وآثر الحق على الظلم، والخير على الشر، فهذا هو ما ينبغي أن يسعى إليه كل واحد منا بأن نجعل لنا سيرة ذاتية تتميز بصفات من شأنها ان تضعنا بمنزلة السفارة العامة للإمام المُنتَظَر( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) فإن نبقى مُنتظِرين ومُترَقِّبين لظهور الإمام المنتظر المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) دون أن نحرك ساكناً، ونعمل على تغيير واقعنا المتخم بالظلم والعدوان والتعدي على حقوق الآخرين، فإن هذا النوع من الانتظار لا تكون له اي فائدة ولا نتيجة مرجوة، بل أنه مما يدمي قلب إمامنا المهدي وَيُبِّعِدُ أمد ظهوره وهو المشتاق الى لقائنا وانتشالنا من براثن الظلم والظلام وفساد العالم.
إذن ما هو الانتظار الذي نُعَجِّل به ظهور إمامنا وقائدنا الإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ونُكَحِّلُ بهِ أعيننا بطلعته البهيّة؟ نعم هو ذلك الانتظار الذي يملأ الشخص المُنتظِر باليقين والقوة والإرادة، ويحيله الى كتلة من الارادة والعمل الصالح.
كل سفير لاشك أنه يتميز عن غيره بصفات تجعله يتبوّأ هذا المنصب، وهذا الوسام الذي يجعل المنتظر للإمام بمنزلة السفير، يتطلب جملة صفات عليه أن يتميَّز بها منها:
أولاً/ التميّز الروحي
لأن المسؤولية التي تقع على من يحمل وظيفة السفير هي مسؤولية كبيرة وعظيمة، وتستدعي استعداداً روحياً كبيراً، فكان لابد له من أن يتميّز ببناء روحي متسامٍ وعالٍ أولاً؛ ليضمن سلامة واستقامة مسيرته، لذلك تجده قائماً ليله، صائماً نهاره، راهباً بالليل فارساً بالنهار، قلبه عامر بحب الله سبحانه، ممن أعار جمجمته لله وقبض على دينه وسار في طريق الحق، ولسانه دائماً يلهج بذكر الله تعالى .
ثانيا/ الوعي والمعرفة
ولكي نؤدي مهمة السفارة على أحسن وجه ونصل بها الى الغاية المبتغاة منها ، ينبغي أن يتحلى السفير بالوعي والمعرفة والثقافة والفكر ويتسلح بسلاح العلم والتطور ويحاكي الحضارة، فالإعداد الثقافي الذاتي ونشر الوعي الإسلامي هو من مميزات ووظيفة السفير
احمد عبود الكريطي