عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ 1، قَالَ: لَقِيتُ الصَّادِقَ بْنَ الصَّادِقِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْصِنِي؟
فَقَالَ لِي: “يَا سُفْيَانُ لَا مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَ لَا أَخَ لِمُلُوكٍ (لِمَلُولٍ)، وَ لَا رَاحَةَ لِحَسُودٍ، وَ لَا سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الْخُلُقِ”.
فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِي؟
فَقَالَ لِي: “يَا سُفْيَانُ، ثِقْ بِاللَّهِ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِيّاً، وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَهُ تَكُنْ مُسْلِماً، وَ لَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَيُعْلِمَكَ مِنْ فُجُورِهِ، وَ شَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ”.
فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِي؟
فَقَالَ لِي: “يَا سُفْيَانُ، مَنْ أَرَادَ عِزّاً بِلَا عَشِيرَةٍ، وَ غِنًى بِلَا مَالٍ، وَ هَيْبَةً بِلَا سُلْطَانٍ، فَلْيَنْقُلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ؟
فَقُلْتُ: زِدْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟
فَقَالَ لِي: “يَا سُفْيَانُ، أَمَرَنِي وَالِدِي عليه السلام بِثَلَاثٍ، وَ نَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ مَنْ يَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا يَسْلَمْ، وَ مَنْ يَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ يُتَّهَمْ، وَ مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ”.
ثُمَّ أَنْشَدَنِي فَقَالَ عليه السلام:
“عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الْخَيْرِ تَحْظَ بِهِ *** إِنَّ اللِّسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ يَعْتَادُ
مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ *** فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ فَانْظُرْ كَيْفَ تَعْتَادُ” 2.
- 1. سفيان الثوري: هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري المتوفى سنة :161 هـجرية ، فقيه كوفي و صاحب واحد من المذاهب الإسلامية المندثرة.
- 2. الخصال: 1 / 169، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1403 هجرية، قم/إيران.