مقالات

مشاريع اليهود الصهاينة اتجاه القدس

من الامور التي لفت الامام الخميني قدس سره الامة اليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الانسان والتاريخ والاديان الى مدينة يهودية لا بالمعني الديني وانما بالمعني الصهيوني، وان كان الظاهر او الذريعة ذات بُعد ديني انما الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الاقصى من اجل اجتثاث هذا المعلم الذي يرمز الى الكثير بالنسبة للموحدين واتباع الديانات في العالم وبالاخص بالنسبة للمسلمين الذين سمّاهم ابراهيم بهذه التسمية وهذا النبي الكريم كانت محطته الاساسية في تلك الارض المباركة، او لان المسلمين يعتقدون بان الاسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل وبعض هؤلاء أو اكثرهم كانوا في القدس او حلوا فيها او مروا عليها، او لان المسلمين يعلمون بان القبلة الاولى التي صلى عليها الاوائل منهم لمدة من الزمن كانت القدس، او لان المسلمين يؤمنون بان نقطة الانطلاق للنبي الاعظم في رحلة المعراج كانت من القدس، وكل هذه الابعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الاقصى وازالته.

وقد عبّر الامام الخميني قدس سره عن هذه الحقيقة بقوله: “لقد قامت “اسرائيل” بجريمة كبرى تمثّلت في مباشرتها عمليات الحفر في المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى الامر الذي يستتبع احتمال انهدام قبلة المسلمين الاولى وحينها ستحقق “اسرائيل” هدفها المذكور”.

وان خلفية مشروع الصهاينة تكمن في العداء مع كل ما هو الهي وديني وسماوي، فهم كصهاينة يعلمون ان اجدادهم طردوا من الارض المباركة لعدم تماشيهم مع حقيقتها النورانية، فهم انجاس والارض طاهرة، وهم ارجاس والارض مباركة، والارض الهية وهم شيطانيون، والارض ربانية وهم عبدة الطاغوت، ولاجل ذلك سوف يحاولون تحدي الوعد الالهي من خلال غزوهم لارض الطهر في فلسطين والتي تتناقض حقيقتها مع ماهيتهم، وسوف يحاولون تجاوز السنن الطبيعية التي تحكم بعدم امكانية اجتماعهم ووجودهم في تلك الارض.

فهم مخلوقات ممسوخة بحسب تعبير الامام قدس سره الذي قال: “ومع الاسف فان هذه الحكومات وبدلاً من الثورة على هذه المخلوقات الممسوخة والاتحاد للوقوف بوجهها فانها تمنع حتى من الاستنكار بل انها تتحرك من اجل تثبيت موقع “اسرائيل“”.

وان الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدي وعد الله وكذلك عن تحدي الامة الاسلامية التي ترمز لها القدس الشي‏ء الكثير، وهذا هو المشروع الاساسي للاستكبار المساند لـ”اسرائيل” المتمثل بمحاربة الاسلام بمعناه الاصيل، بل نفس الاسلام بما هو هو، وقد اكد الامام الخميني قدس سره هذه الحقيقة بقوله: “على المسلمين ان يعلموا بان المخطط الامريكي الذي يتم تنفيذه بواسطه “اسرائيل” لن يتوقف عند لبنان لان المستهدف هو الاسلام اينما ظهر في كل البلدان الاسلامية“.

وفي نهاية هذه الفقرة يمكن القول بان “اسرائيل” خططت للقضاء على المسجد الاقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع وسوف لن تسمح السنن لهذا الامر ان يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.


* القدس في فكر الإمام الخميني، سلسلة الفكر والنهج الخميني، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى