بسم الله الرحمن الرحيم
ومليـحـةٍ شهـدتْ لهـا ضـرّاتُهـا
والحسنُ ما شهدت به الضراتُ
ابن تيمية الحراني يشهد أن أغلب منقولات الإمامية عن أئمة أهل البيت في مجال الفقه تتسم بالصدق، والباقي لا يجزم بأنه مخالف للواقع عن عمد.
قال ابن تيمية في كتابه “الرد على السبكي” ، ج2 ، ص697 ـ 698 ، منشورات دار عالم الفوائد ـ مكة المكرمة، وهو يتحدث عن مرويات الإمامية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام:
“جمهور ما ينقلونه من الشريعة موافق لقول جمهور المسلمين، فيه ما هو من مواقع الإجماع، وفيه ما فيه نزاع بين أهل السنة، فليس الغالب فيما ينقلونه عن هؤلاء الأئمة من مسائل الشرع الكذب، بل الغالب عليه الصدق، وفيه ما هو كذب خطأ أو عمداً بلا ريب…” إلخ كلامه.
ونعلق على كلام ابن تيمية بما يلي:
1 ـ إن الشهادة بأن أغلب مرويات الإمامية تتسم بالصدق، هي شهادة بالصدق للإمامية من قبل ابن تيمية؛ لأن الصدق يعرف من غلبة الصدق، والكذب يعرف من غلبة الكذب.. فهذه شهادة بصدق الإمامية من أحد أشد الناس تعصباً وتعنتاً في التاريخ ضدهم.
2 ـ قوله أن هناك كذباً في مروايات الإمامية في حالات قليلة، يقصد به مخالفة الواقع، ولا يقصد به الافتراء؛ بدليل أنه تردد في جعله عمداً أو خطأ؛ وهذا يعني أنه لا يجزم أن النادر الذي فيه مخالفة الواقع صدر عن تعمد للكذب.
3 ـ إن وجود الخطأ في المرويات هو أمر طبيعي يقع في الميراث الروائي لجميع الفرق الإسلامية، وذلك لعدم عصمة الرواة، فهذا لا يعد مطعناً؛ لا سيما وهو يمثل الحالة الغالبة على التراث الروائي من غير جزم للتعمد للكذب.
والحمد لله رب العالمين.