أفعال يزيد المذكورة في كتب أهل السنة تحكي واقع حاله، كما تحكي المواقف والكلمات الآتية الصادرة من قبل معاصري يزيد والمتأخرين عنه عدم خفاء شيء في أمر يزيد، إلا إذا أراد أحد ممن يحمل الروح اليزيدية أن يكابر ويعاند، وهذه كلمات بعض الشخصيات المحسوبة على أهل السنة ممن صرحت بجرائم يزيد:
1 – عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر المتوفى سنة 63هـ
روى ابن سعد المتوفى سنة 230هـ بعدة أسانيد أنه لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة، وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال: يا قوم، اتقوا الله وحده لا شريك له، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا”. (الطبقات الكبرى ج5 ص66 ط دار صادر – بيروت)
2 – عبد الله بن الزبير بن العوام المتوفى سنة 93هـ
روى خليفة بن خياط العصفري المتوفى سنة240هـ ضمن أحداث سنة 63هـ عن عبد الرحمن قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل مكة أرادوا ابن الزبير على البيعة فأبى، أرسل النعمان بن بشير الأنصاري وهمّام بن قبيصة النُميري إلى ابن الزبير يدعوانه إلى البيعة ليزيد على أن يجعل له ولاية الحجاز أو ما شاء وما أحب لأهل بيته من الولاية، فقدما على ابن الزبير فعرضا عليه ما أمرهما به يزيد، فقال ابن الزبير: أتأمراني ببيعة رجل يشرب الخمر ويدع الصلاة ويتبع الصيد؟ فقال همّام بن قبيصة: أنت أولى بما قلت منه، فلطمه رجل من قريش، فرجعا إلى يزيد، فغضب وحلف لا يقبل بيعته إلا وفي يده الجامعة. (تاريخ خليفة بن خياط ص156 ط دار الكتب العلمية، وص193 ط دار الفكر)
وكان عبد الله بن الزبير يصف يزيد بـ “يزيد القرود”، فقد نقل ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ في تاريخه ضمن أحداث سنة 63هـ أنه قد بلغ يزيد أن عبد الله بن الزبير يقول في خطبته: يزيد القرود، شارب الخمور، تارك الصلوات، منعكف على القينات”. (البداية والنهاية ج8 ص185 بضبط وتخريج: حلمي الرشيدي ط جنة الأفكار، وأضاف ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة 656هـ إلى العبارة السابقة قوله: “يزيد الفهود ، يزيد الفجور”. فراجع شرح نهج البلاغة ج20 ص133)
3 – الفقيه عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري البغدادي الشافعي المتوفى سنة 504هـ المعروف بالكيا الهراسي.
ذكر ابن خلكان المتوفى سنة681هـ أنه سئل عن يزيد بن معاوية فقال:
“وأما قول السلف ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح، ولمالك قولان تلويح وتصريح، ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد، والمتصيد بالفهود، ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم، ….. وكتب فصلا طويلا ثم قلب الورقة، وكتب: لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل”. (وفيات الأعيان ج3 ص287)
4 – شمس الدين محمد الذهبي المتوفى سنة748هـ:
قال عن يزيد: “وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا، يتناول المسكر، ويفعل المنكر. افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس ولم يبارك في عمره”. (سير أعلام النبلاء ج4 ص37 بتحقيق: محمود الصاغرجي، وج3 ص4230 بترتيب: حسان عبد المنّان ط بيت الأفكار الدولية)
ومعنى النصب ولوازمه يوضحه الذهبي في موضع آخر، فقد قال في حق لِمازة بن زبّار: “كان ناصبيا ينال من علي ويمدح يزيد”. (ميزان الاعتدال ج3 ص419)
5 – أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ
فقد وصفه بأنه كان “منهمكا في لذاته”. (تعجيل المنفعة ص453)
6 – محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1255هـ
فقد وصف يزيد بن معاوية بالوصف التالي: ” الخمّير السكّير الهاتك لحرم الشريعة المطهّرة يزيد بن معاوية”. (نيل االأوطار ج7 ص362)
المصدر : الجوار