مقالات

نُبذةٌ عن علمِ الإمام عليٍّ عليه السلام بالقرآن الكريم (من مصادر مدرسة الخلفاء)

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

بقلم: زكريَّا بركات


روى ابنُ سعد (ت 230 هـ) في الطبقات الكبرى 2 : 338 ، بسنده عن الإمام عليٍّ (عليه السلام) أنه قال: “والله ما نزلتْ آيةٌ إلَّا وقد علمتُ فيما نزلتْ، وأين نزلتْ، وعلى من نزلتْ…”. ومثله في “حلية الأولياء” لأبي نعيم (ت 430 هـ) ، برقم 206 .

وفي الطبقات الكبرى لابن سعد أيضاً، بسنده عنه (عليه السلام) أنه قال: “سلوني عن كتاب الله؛ فإنَّه ليس من آية إلَّا وقد عرفتُ بليلٍ نزلت أم بنهارٍ، في سهلٍ أم في جبلٍ”. وروى مثلَهُ الخطيبُ البغدادي (ت 463 هـ) في كتاب “الفقيه والمتفقِّه” 2 : 352 .

وفي “حلية الأولياء” لأبي نعيم، برقم 195 ، بسنده عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، قال: “إنَّ القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ أَحْرُفٍ، ما منها حرفٌ إلَّا له ظهرٌ وبطنٌ، وإنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ عندَهُ علمُ الظَّاهر والباطن”.

ويشهد لذلك ما صحَّ من أنَّه ـ عليه السلام ـ بابُ مدينةِ علم رسول الله (ص) وحكمته، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: “أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب”، أخرجه الحاكم في “المستدرك على الصحيحين” 3 : 137 . وممَّن رواه: الطبراني في “المعجم الكبير” 11 : 55 ، والخطيب في “تاريخ بغداد” 5 : 110 و 7 : 182 وغيرهما. وحكى السيوطي في “الدُّرر المنتثرة” (ص62) برقم (38) تحسين الحافظين العلائي وابن حجر، وحسَّنه السخاوي في “المقاصد الحسنة” 1 : 170 برقم (189) ، والزرقاني في “مختصر المقاصد الحسنة” (170) ، والزركشي في “اللآلئ المنثورة” (1/165) ، والشوكاني في “الفوائد المصنوعة” (ص349) برقم (52) .

وفي “حلية الأولياء” لأبي نعيم، برقم 205 ، بسنده عن رسول الله صلى الله عليه، أنه قال: “يا علِيُّ؛ إنَّ اللهَ أَمَرَني أن أُدنِيَكَ وأعلِّمَكَ لِتَعِيَ، وأُنْزِلَتْ هذه الآيةُ: (وَتَعِيَها أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) ، فأنتَ أذنٌ واعيةٌ لعلمي”.

وعن سعيد بن المسيَّب، قال: “لم يكن أحدٌ من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول سلوني إلاَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ”. انظُر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 2 : 646 برقم 1098 ، وقال المحقِّق وصي الله محمد عباس: “إسناده صحيح”. أقول: ورواه ابن عبد البر في “جامع بيان العلم وفضله” برقم 514 ، وسنده صحيح.

إلى غير ذلك، ممَّا تواتر معناه عند أهل التدقيق، ويصعب حصره عند أهل التحقيق.. والله وليُّ التوفيق.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى