بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بقلم: زكريَّا بركات
18 مايو 2022
رُوي عن الإمام الحسين عليه السلام، أنه قال حين أراد الخروج إلى العراق:
“مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلًا مُهْجَتَهُ، مُوَطِّناً عَلَى لِقَاءِ اللهِ نَفْسَهُ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا، فَإِنِّي رَاحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شَاءَ الله”.
المصدر: بحار الأنوار 44 : 366 .
أقول:
يُستفاد منه أنَّ (المعيَّة) ـ بتمام معناها ـ لا تتحقَّق إلَّا بالإعداد والاستعداد للقاء الله (الموت) وتهيئة النفس للتضحية في سبيل أهل البيت (ع) ، فولايتهم صراط الله، وسبيلهم سبيل الله عزَّ وجل.
ومنه يُعلم السَّببُ الذي يجعل حُبَّ الدنيا سبباً للانحراف، وكيف اختلَّت المعيَّة عند جماعة من الصحابة فلم يتَّصفوا بما ذُكر في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُم…) [الفتح: 29] .
ثمَّ إنَّ طلب الرحيل من المعصوم (فليرحل معنا) ، يمكن ربطه ـ إشاريًّا ـ بعبارة دعاء أبي حمزة الثمالي: “وأنَّ الراحلَ إليكَ قريبُ المسافة”. [مصباح المتهجِّد، ص582] ، ولا ريب أنَّ الراحل مع حُجَّة الله، راحلٌ إلى الله، وقُرب المسافة فرعُ استقامة الطريق، وأوسط الطرُق أقومها، فمعيَّة المعصوم هي المحقِّقة للاستقامة على الطريقة، والاهتداء إلى التي هي أقوم (الصراط المستقيم) ، (…فستعلمونَ من أصحابُ الصِّراطِ السويِّ ومن اهتدى) [طه: 135] .
والحمدُ لله ربِّ العالمين.