مقالات

قصَّة السيِّد علي أكبر كوثري مع المجالس الحسينيَّة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

بقلم: زكريَّا بركات
17 مايو 2022


أنقل هذه القصَّة عن أحد المشايخ الكرام من خطباء المنبر الشريف، سمعته يقول:

كان السيِّد علي أكبر كوثري قارئ العزاء للإمام الخميني (رض) ، وفي يوم عاشوراء من إحدى السنوات، وبعد أن فرغ السيد كوثري من قراءة العزاء في أحد المجالس وغادر، صادف في الشارع مجموعة من الأطفال يُصرُّون عليه أن يقرأ لهم العزاء الحسيني، حاول السيد كوثري أن يعتذر منهم بأنَّ لديه مجالس أخرى في عدَّة أمكان عليه أن يدركها، فلم يتمكَّن من إقناعهم. قال السيد كوثري: وأقبلت طفلة فأمسكت بيدي وأخذت تلح علي بالطلب وهي تقول: نحن الصغار أليست لنا قلوب وعواطف كالكبار؟! قال: فقبلتُ طلب الأطفال، واصطحبوني إلى خيمة متواضعة لهم قد وضعوا فيها بعض الكراسي.. فجلست على الأرض وقرأت لهم عزاءً مختصراً ولطميَّةً، فلما فرغت وأردتُ المغادرة، أحضروا الشاي في كأس صغير قديم وأصرُّوا أن أشرب على حبِّ الزهراء عليها السلام قبل المغادرة.. فلم أطق شرب الشاي بعد أن وجدته بارداً ذا طعم غير مناسب.. فتظاهرتُ أنني أشرب، وتمكَّنتُ من التخلُّص من الشاي بسكبه على الأرض من غير أن يشعروا.. وغادرت خيمتهم. وبعد أن انتهيت من قراءة العزاء في مجالس أخرى، وعُدتُ إلى البيت ونمت، رأيت سيَّدتي الزهراء (ع) في عالم الرؤيا تقول لي: يا سيِّد علي؛ كلُّ المجالس التي قرأتها لم تحظَ بالقَبول، إلَّا المجلسَ الَّذي قرأتَهُ للأطفال.. ثم قالت (ع) تعاتبني: لم سكبت الشاي على الأرض ولم تشربه؟! لقد كنت أعددتُه بيدَيَّ..!

ندم السيِّد علي كوثري ندماً شديداً، وقرَّر ألَّا يمتنع من قراءة أيِّ مجلس يُدعى إليه مهما كان وأينما كان.

انتهت القصَّة.

ربَّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا..

والحمدُ لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى