مقالات

نبذةٌ حول حُكم البول قائماً

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

في سنن ابن ماجه (1/ 112) برقم 308 ، بسنده عن عمر بن الخطاب، قال: “رآني رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأنا أبول قائماً، فقال: يا عمر، لا تبُل قائماً. فما بُلتُ قائماً بعدُ”.

وفي شرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 268) برقم 6818 ، بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال: “ما بلتُ قائماً منذُ أسلمت”.

ويمكن رفع التنافي بينهما بأنَّه لم يكن بال قائماً منذ أسلم حتى قال هذه المقالة، ثم بال قائماً فرآه رسول الله (ص) فنهاه.

وفي المعجم الكبير للطبراني (9/ 299) برقم 9501 ، بسنده عن ابن مسعود أنه قال: إنَّ من الجفاء أربعةً… فذكر منها: وأن يبولَ قائماً.

وفي مسند البزار (10/ 305) برقم 4424 ، بسنده عن بريدة، عن رسول الله (ص) ، قال: ثلاثٌ من الجفاء: أن يبول الرجلُ قائماً… إلخ الحديث.

وفي سنن ابن ماجة (1/ 379) برقم 307 ، بسنده عن عائشة، قالت: “من حدَّثك أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بال قائماً فلا تُصدِّقه، أنا رأيته يبول قاعداً”. انتهى، وصحَّحه الألباني. وقال النووي في المجموع: “رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم، وإسناده جيِّد، وهو حديث حسن”.

وفي شرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 267) برقم 6806 ، بسنده عن عائشة، قالت: “ما بالَ رسولُ الله صلى الله عليه [وآله] وسلَّم قائماً منذ أُنزل عليه القرآنُ”.

وكان سماك بن حرب من العلماء المعروفين في إطار مدرسة الخلفاء، وهو من رجال صحيح مسلم والسُّنن الأربعة، ومع ذلك طعن فيه جريرُ بن عبد الحميد بسبب أنه رآه يبول قائماً! فعن جرير بن عبد الحميد، أنه قال: أتيته فرأيته يبول قائماً، فرجعتُ ولم أسأله عن شيءٍ، قلت: قد خرف.
انظر: ميزان الاعتدال للذَّهبي (2/ 233) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (4/ 204) .
. . . . . . . . . . . .

هذا ما تيسَّر لي العثور عليه في كتب القوم ممَّا يدل على كراهة البول قائماً.

إلَّا أنهم قد رووا ما يناقض ذلك عن رسول الله (ص) وغير واحد من الصحابة..!

وقد وقع الخلاف بينهم لأجل ذلك، حتى نقل النووي في المجموع (2/ 84) أنَّ البول قائماً صار عادةً لأهل هراة، يبولون قياماً في كلِّ سنة مرَّةً إحياءً لتلك السُّنَّة!

ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم.

وأمَّا من طُرُق شيعة أهل البيت عليهم السلام، فقد روى الصَّدُوق في الخصال (1/ 54) برقم 72 ، بسند معتبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: “البولُ قائماً من غير علَّة من الجفاء، والاستنجاء باليمينِ من الجفاء”.

ونفى العلَّامة المجلسي في البحار (77/ 174) وجودَ خلاف في المسألة بين عُلماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

والحمدُ لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى