قال الْحَسَنُ الْبَصْرِيُ: إِنَّ فِي مُعَاوِيَةَ لَثَلَاثاً مُهْلِكَاتٍ مُوبِقَاتٍ:
- غَصَبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ أَمْرَهَا وَ فِيهِمْ بَقَايَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله. وَ وَلَّى عَلَيْهِمْ ابْنَهُ يَزِيدَ سِكِّيراً خِمِّيراً 1، يَلْبَسُ الْحَرِيرَ وَ يَضْرِبُ بِالطُّنْبُورِ.
- وَ ادَّعَى زِيَاداً 2 وَ وَلَّاهُ الْعِرَاقَ وَ قَالَ صلى الله عليه و آله: “الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَ لِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ” 3.
- وَ قَتَلَ حُجْراً 4 وَ أَصْحَابَ حُجْرٍ، وَيْلًا لَهُ مِنْ حُجْرٍ وَ أَصْحَابِ حُجْرٍ 5.
- 1. سكير: وزان قسيس، أي كثير السكر، و كذا خمّير اي دائم السكر.
- 2. إشارة إلى قضية استلحاقه زيادا بأبيه أبو سفيان.
- 3. للعاهر الحجر: أي للزاني الخيبة و الحرمان، و هو كناية عن الرجم.
- 4. هو حُجْر بْنُ عَدِيّ بن معاوية بن جَبَلة بن عَدِيّ الكِندي الكُوفي، و الذي يُعرف بحُجْر الخير، و بحُجْر بن الأدبر، و يُكنَّى بـأبي عبد الرحمن.
و كان حجر من فضلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله, و كان رجلاً شريفاً شجاعاً أمَّاراً بالمعروف، و هو أحد أعلام الشيعة الموالين للامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و لأهل البيت عليهم السلام، و أحد أبرز شهدائهم الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة من أجل هذا الولاء الصادق و المتميز.
قتله معاوية بن أبي سفيان صبراً هو و أصحابه بمرج عَذْرَاءَ، و قد كان علي عليه السَّلام قد تنبأ بذلك و أخبره به. - 5. تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (مجموعة ورام): 1 / 38 ، لورّام بن أبي فراس، مسعود بن عيسى، المتوفى سنة: 605 هجرية، الطبعة الأولى، قم/ايران سنة 1410 هجرية.