نص الشبهة:
من قتل الحسين؟
إن قلت يزيد بن معاوية سأطالبك بدليل صحيح من كتبك (لا تتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل في كتبك يثبت أن يزيد قتل أو أمر بقتل الحسين).
وإن قلت شمر بن ذي الجوشن سأقول لك لماذا تلعن يزيد؟
إن قلت: الحسين قتل في عهد يزيد فسأقول لك: أن إمامك الغائب المزعوم مسؤول عن كل قطرة دم نزفت من المسلمين، ففي عهده ضاعت العراق وفلسطين وأفغانستان وتقاتل الشيعة وهو يتفرج ولم يصنع شيء [كذا].(الشيعة يعتقدون أن إمامهم الغائب هو الحاكم الفعلي للكون).
الجواب:
أن الإمام الحسين عليه السلام لم يقتله شخص واحد حتى ينحصر القاتل في يزيد بن معاوية أو شمر بن ذي الجوشن فقط، وإنما شرك في دمه: يزيد بن معاوية باعتباره خليفة وآمراً بالقتل، وعبيد الله بن زياد؛ لأنه جهز الجيوش لقتل الإمام الحسين عليه السلام، وعمر بن سعد الذي كان قائد الجيش الأموي، وكل الذين حاربوا الإمام الحسين عليه السلام ومنهم شمر بن ذي الجوشن، فهؤلاء جميعاً عليهم اللعنة الأبدية لاشتراكهم في قتل الإمام الحسين عليه السلام وأبنائه وأصحابه.
ومن المضحك أن المخالف يطالب الشيعة بدليل من كتبهم يدل على أن يزيد بن معاوية كان آمراً بقتل الحسين عليه السلام، مع أن هذا الأمر متواتر بين المسلمين لا ينكره إلا مكابر، وكل المؤرخين من أهل السنة والشيعة اتفقوا على ذلك، ولم يخالف في ذلك إلا مكابر ينكر الواضحات، ويرد المتواترات.
وأما قول المخالف: (إن قلت الحسين قتل في عهد يزيد فسأقول لك أن إمامك الغائب المزعوم مسؤول عن كل قطرة دم نزفت من المسلمين ففي عهده ضاعت العراق وفلسطين وأفغانستان وتقاتل الشيعة وهو يتفرج ولم يصنع شيء) فجوابه أنه لا شك في أن الإمام الحسين عليه السلام قتل في عهد يزيد بن معاوية وبأمره، ولا أظن منصفاً يزعم أن يزيد لم يكن آمراً ولا راضياً بقتل الإمام الحسين عليه السلام، أو أنه لم يعلم بما جرى في كربلاء إلا بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام.
إذن يزيد بن معاوية كان آمراً بقتل الحسين عليه السلام، وقد جيش الجيش الذي خرج لقتاله، وبهذا يندفع كل هذيان هذا المخالف فيما يتعلق بتحميل الإمام المهدي عليه السلام مسؤولية كل دم سفك في العراق أو فلسطين أو أفغانستان، لأن الإمام المهدي عليه السلام لم يكن آمراً ولا راضيا بسفك دماء الأبرياء في هذه البلاد.
وأما قول المخالف: (الشيعة يعتقدون أن إمامهم الغائب هو الحاكم الفعلي للكون) فهو كذب واضح، لأن الشيعة يعتقدون أن الإمام المهدي عليه السلام هو إمام هذا العصر الذي يجب على المسلمين مبايعته على السمع والطاعة كما تجب عليهم نصرته على أعدائه، إلا أن الأمور الآن ليست بيده، وإنما هي بيد غيره، ومن كانت الأمور بيده فهو الذي يتحمل مسؤولية ما يحدث في سلطانه وما يكون بأمره، وهذا أمر واضح لا حاجة لإطالة الكلام فيه1.
- 1. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي ال محسن حفظه الله.