بين يدي القائم (عج)

النداء من السماء

من العلامات الحتمية لظهور الإمام المنتظر عليه السلام نداء ملك في السماء يبشر بظهوره، ويدعو الناس إلى متابعته، والأخبار التي أعلنت ذلك عدة طوائف، وهي

الطائفة الأولى
صرحت أنه إذا خرج الإمام المنتظر عليه السلام يكون على رأسه ملك ينادي” إن هذا هو المهدي فاتبعوه”، وهذه بعض الأخبار التي أعلنت ذلك:
أ – روى عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ” يخرج المهدي، وعلى رأسه غمامة فيها ملك ينادي: هذا خليفة الله المهدي فاتبعوه “.

ب – قال محمد بن الصبان الشافعي: ” جاء في الروايات أنه – أي الإمام المهدي – عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فتذعن له الناس، ويشربون حبه، وأنه يملك الأرض شرقها وغربها، وأن الذين يبايعونه أولا بين الركن والمقام بعدد أهل بدر ” .

ج – أخرج أبو نعيم، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ” يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ” .

الطائفة الثانية
أعلنت أن ملكا ينادي في السماء أن الإمام المنتظر عليه السلام قد خرج فاتبعوه، ولنستمع إلى بعض الأحاديث التي أعلنت ذلك:
أ – قال الإمام الرضا عليه السلام: ” إذا خرج – أي الإمام المنتظر – أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء له، يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه، وهو قول الله: “وإن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين” “. 

ب – روى ربعي بن خراش، عن حذيفة حديث السفياني، وقال: “إنه يضرب أعناق من فر إلى بلد الروم بباب دمشق، فإذا كان كذلك نادى مناد من السماء: ألا أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم ووليكم خير أمة محمد صلى الله عليه وآله فالحقوه ب‍مكة فإنه المهدي … ” 

ج – روى حذيفة اليماني، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قصة السفياني، وما يقترفه من الفجور والإثم قالص: ” فعند ذلك ينادي مناد من السماء: يا أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم، ووليكم خير أمة محمد صلى الله عليه وآله فألحقوه ب‍ مكة فإنه المهدي… “. 

د – قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ” انتظروا الفرج في ثلاث: فقيل له: وما هن ؟ قال عليه السلام: اختلاف أهل الشام بينهم، واختلاف الرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان، قال: مناد من السماء يوقظ النائم، ويفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها، ويسمع كلهم، فلا يجئ رجل من أفق من الآفاق إلا يحدث أنه سمعها ” .

ه‍ – قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ” إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد صلى الله عليه وآله، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويسرون فلا يكون لهم ذكر غيره “. 

الطائفة الثالثة

وقد صرحت بأن الملك الذي ينادي بظهور الإمام عليه السلام هو جبرائيل، استمعوا إلى هذا الحديث: قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: ” الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة، فاسمعوا، وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي أن فلانا – لعله السفياني – قتل مظلوما، يشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك يتحير “.
قال عليه السلام: ” فإذا سمعتم ذلك الصوت في رمضان – يعني الصوت الأول – فلا تشكوا أنه صوت جبرائيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم المهدي، وباسم أبيه “.
هذه بعض الأحاديث التي أعلنت عن حتمية نداء ملك من السماء جبرائيل أو غيره يخبر الناس في جميع أنحاء الأرض بخروج الإمام المنتظر عليه السلام.


* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص 318-321.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى