إسئلنا

مسجد أسس على التقوى!

السوال: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أرجو بيان المقصود من قول الله تعالى : لمسجد اسس على التقوى من أول يوم ، أي مسجد هذا ؟ و جزيتم خيراً .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : قال الله عز و جل : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ، ( سورة التوبة ، الآيات : 107 _ 110 ) . و أما المقصود بالمسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء الواقع بقرب المدينة المنورة ، و هو أول مسجد بُني في الاسلام و صلى فيه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .

و رُوِيَ أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لَمَّا بَنَوْا مَسْجِدَ قُبَا وَ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) حَسَدَتْهُمْ إِخْوَتُهُمْ بَنُو غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ ، وَ قَالُوا نَبْنِي مَسْجِداً نُصَلِّي فِيهِ وَ لَا نَحْضُرُ جَمَاعَةَ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَبَنَوْا مَسْجِداً إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ قُبَا ، وَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ هُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا فَتُصَلِّيَ لَنَا فِيهِ . فَقَالَ ( صلى الله عليه و آله ) : ” إِنِّي عَلَى جَنَاحِ سَفَرٍ ” . وَ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ تَبُوكَ نَزَلَتْ ـ أي الآية ـ فَأَرْسَلَ مَنْ هَدَمَ الْمَسْجِدَ وَ أَحْرَقَهُ ، وَ أَمَرَ أَنْ يُتَّخَذَ مَكَانَهُ كُنَاسَةٌ يُلْقَى فِيهَا الْجِيَفُ وَ الْقُمَامَةُ ، ( مستدرك ‏الوسائل : 3 / 438 ) . و عن مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ الامامين محمد بن علي الباقر ، و جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) ، عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ } ؟ قَالَ : ” مَسْجِدُ قُبَا ” ، ( مستدرك الوسائل : 3 / 428 ) . و عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الامام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) : ” هَلْ أَتَيْتُمْ مَسْجِدَ قُبَا ، أَوْ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ، أَوْ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَقَالَ : ” أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) شَيْ‏ءٌ إِلَّا وَ قَدْ غُيِّرَ غَيْرُ هَذَا ” ، ( وسائل الشيعة : 14 / 355 ) . و عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : ” وَ مِنَ الْمَشَاهِدِ بِالْمَدِينَةِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهَا وَ يُشَاهَدَ وَ يُصَلَّى فِيهَا وَ يُتَعَاهَدَ مَسْجِدُ قُبَا ، وَ هُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ ، وَ مَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ، وَ قَبْرُ حَمْزَةَ ، وَ قُبُورُ الشُّهَدَاء ” ، ( مستدرك الوسائل : 3 / 427 ) . هذا و يستحب الإكثار من الصلاة في مسجد قباء ، و قد ورد التأكيد بذلك في أحاديث كثيرة . فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الامام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) : أَنَّا نَأْتِي الْمَسَاجِدَ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ فَبِأَيِّهَا أَبْدَأُ ؟ فَقَالَ : ” ابْدَأْ بِقُبَا ، فَصَلِّ فِيهِ وَ أَكْثِرْ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فِي هَذِهِ الْعَرْصَة ” ، ( الكافي : 4 / 560 ) . و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” مَنْ أَتَى مَسْجِدِي ” مَسْجِدَ قُبَا ” فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ رَجَعَ بِعُمْرَةٍ ” ، ( من لا يحضره الفقيه : 1 / 229 ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى