مقالات

عليٌّ (ع) وشيعته هم الفائزون (من مصادر مدرسة الخلفاء)

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: زكريَّا بركات


توجد في مصادر “مدرسة الخلفاء” عشرات الأحاديث المرويَّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي تفيد أنَّ التشيُّع لأهل البيت (ع) هو طريق النجاة وأنَّ الشيعة هم الفائزون.. فيما يلي نستعرض بعض تلك الأحاديث الشريفة مع الاختصار في ذكر المصادر.

(1)
روى إمامُ أهل السنَّة وشيخ الشافعيَّة في العراق في زمانه أبو جعفر الترمذي (ت 295 هـ) في كتابه المُسمَّى “الجزء فيه تفسير القرآن” (ص133) برقم (392) ، بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “إذا كان يومُ القيامةِ أَوحى اللهُ إلى جَهَنَّمَ اخْمَدي وأنَّه يُريدُ أن يَمُرَّ عليك شيعَةُ عَلِيٍّ، فيمُرُّونَ عليها ولا يَحُسُّون بها، فينادِيهِم مِن تحت أقدامِهِم: عجِّلُوا عجِّلُوا فقد أَطْفَأَ نورُكُم لَهَبي”.

(2)
روى الحافظ الطبري (ت 310 هـ) في تفسيره “جامع البيان” (30 / 335) برقم (29208) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال بتفسير قوله تعالى (أولئك هم خير البريَّة) [البينة: 7] : “هم أنت يا عليُّ وشيعتك”.

(3)
روى الحافظ الدولابي (ت 320 هـ) في كتاب “الذريَّة الطاهرة” (ص120 ـ 121) بسنده عن الإمام علي عليه السلام، قال: “قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا عليُّ؛ إنَّ شيعتنا يخرجون من قبورهم وجوههم كالقمر ليلة البدر، مستورة جوارحهم، مُسكَّنة روعتُهم، قد أُعطُوا الأمنَ والإيمان، يخافُ النَّاس ولا يخافون، ويحزن النَّاس ولا يحزنون، وهم على نُوق بيض، لها أجنحة قد ذُلِّلَت من غير مهانة، ورُكبت من غير رياضة، أعناقُها ذهب أحمر ألين من الحرير؛ لكرامتهم على الله عزَّ وجلَّ”.
وأخرجه أيضاً ابن المغازلي الشافعي في “المناقب”: 359 ـ 360 برقم 339 .

(4)
روى الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت 322 هـ) في كتابه “الضعفاء الكبير” (2 / 266) ، بسنده عن سيِّد شباب أهل الجنَّـة الإمام الحسين ابن عليٍّ عليهما السلام، قال: “نُبعَثُ نحنُ وشـيعتُنا كهاتين، وأشار بالسبّابة والوُسطى”.

(5)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الكبير” (1 / 319) بسنده عن أبي رافع، أنَّه قال: إنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ عليه السلام: “أنت وشيعتك تَرِدُوْنَ عَلَيَّ الحوض رواءً مَرويِّين، مُبيضَّةً وجوهُكُم، وإنَّ عدوَّك يَرِدون عَلَيَّ ظماءً مُقبَّحين”.
وعنه الحافظ نور الدين الهيثمي في “مجمع الزوائد” (9 / 131) . وفيه “مُقمَحين” وهو الأقرب إلى الصواب.

(6)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الكبير” (1 / 319 ـ 320) بسنده عن أبي رافع أنَّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه السلام: “إنَّ أوَّل أربعة يدخلون الجنَّـة: أنا وأنت والحسـن والحسـين، وذراريـنا خلف ظهورنا، وأزواجُـنا خلفَ ذرارينا، وشـيعتُنا عن أيماننا وشمائلنا”.

(7)
روى الحافظ الطَّبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (4 / 187) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال: “إنَّ خليلي صلى الله عليه وسلم قال: يا عليُّ؛ إنَّك ستقدم على الله وشيعتَكَ راضين مَرضيِّينَ، ويقدم عليه عدوُّك غضاباً مُقمَحين … “.

(8)
روى الحافظ الطَّبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (4 / 211 ـ 212) بسـنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: “خطبنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم فسمعته وهو يقول: أيُّها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً، فقلت يا رسول الله ! وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؛ أيها الناس احتجر بذلك من سفك دمه، وأن يؤدِّي الجزية عن يد وهم صـاغرون. مثل لي أُمَّتي في الطين، فمرَّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعليٍّ وشيعته”.

(9)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (7 / 343) بسنده عن أبي هريرة أنَّه قال: “قال عليُّ بن أبي طالب: يا رسول الله؛ أيُّما أحبُّ إليك: أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبُّ إليَّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها . وكأنِّي بك وأنت على حوضي تذود عنه النَّاس، وإنَّ عليه لأباريق مثلَ عدد نجوم السماء، وإنِّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنَّة إخوانًا على سُرُر متقابلين . وأنت معي وشيعتُك في الجنَّة . ثُمَّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إخواناً على سُرُر متقابلين) [الحجر: 47] لا ينظر أحدهم إلى قفا صاحبه”.

(10)
من زوائد الحافظ القطيعي (ت 368 هـ) على كتاب “فضائل الصحابة” للحافظ أحمد بن حنبل (ت 241 هـ): (2 / 773) برقم (1068) ، بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، أنَّه قال: “شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدَ النّاس إيَّايَ، فقال: أما ترضى أن تكون رابعَ أربعة أوّل مَن يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتُنا من ورائنا”.

(11)
من زيادات الحافظ القطيعي (ت 368 هـ) على “فضائل الصحابة” (2 / 844 ـ 845) (برقم 1160) لأحمد ابن حنبل (ت 241 هـ)، بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال: “نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحِزبُنا حزب الله، وحزبُ الفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوَّى بيننا وبين عدونا فليس منا”.
ورواه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42 / 459) من طريق أخرى.

(12)
أخرج الحافظ ابن الغطريف (ت 377 هـ) في “جُزئه” (ص81 ـ 82) بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: “نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليٍّ عليه السلام فقال: “هـذا وشـيعته هم الفائزون يوم القيامة”.
ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42 / 333)، وسبط ابن الجوزي في “تذكرة الخواص” (ص53) .

(13)
روى الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) في كتاب “المستدرك” (3 / 174 ـ 175) بسنده عن ميناء بن أبي ميناء، قال: “…سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا الشجرة، وفاطمة فرعُها، وعليٌّ لقاحُها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتُنا ورقُها. وأصل الشجرة في جنَّة عَدْن، وسائر ذلك في سائر الجنَّة”.

(14)
روى الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في “تاريخ بغداد” (12 / 284) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، أنَّه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشـيعتك في الجنَّة”.

(15)
روى الحافظ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في “المتَّفق والمفترق” بسنده عن أنس بن مالك ـ رفعَه ـ: “يدخل الجنَّة من أُمَّتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم”. ثمَّ التفتَ إلى عليٍّ فقال صلى الله عليه وسلم: “هُم شيعتُك وأنت إمامُهم”.
أورده عنه الحافظ ابن حجر في “لسـان الميزان”: (4 / 359) . وظنِّي أنَّ كتاب الخطيب لا يزال مخطوطاً.
ورواه ابنُ المغازلي الشافعي في “مناقب أمير المؤمنين”: 357 برقم 335، ورواه الخوارزمي في “المناقب”: 328 .

(16)
أخرج ابنُ المغـازلي الشـافعيُّ (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص197 ـ 207) (برقم 188) بسنده عن ابن عباس في حديث طويل يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): “…يا فاطمة إنَّ عليًّا وشـيعته هُمُ الفائزون غداً”.
ورواه الخوارزمي في كتابه “المناقب”: ص 284 ـ 293.

(17)
أخـرجَ ابنُ المغـازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “المناقب” (ص305 ـ 306) عن جابر بن عبد الله، أنَّه قال: “لمَّا قدم عليُّ ابن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا عليُّ لولا أن تقول طائفةٌ من أُمَّتي فيك ما قالت النَّصارى في عيسى ابن مريم، لقُلت فيك مقالاً لا تمرُّ بمَلأ من المسلمين إلاَّ أخذوا التُّراب من تحت رجليك، وفضل َ طهورك يستشفون بهما…” إلى أن قال صلى الله عليه وآله: “وإنَّ شيعتك على منابر من نور، مُبيضَّة وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنَّة جيراني”.
ورواه الخوارزمي في “المناقب”: ص 129، 159 .

(18)
أخرج ابنُ المغازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص 348 ـ 351 برقم 326) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختَّمُوا بالعقيق؛ فإنَّه أوّل حجر شهد لله بالوحدانيَّة، ولي بالنبوَّة، ولعليٍّ بالوصيَّة، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنَّة”.
ورواه الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 326) من طريق أخرى عن سلمـان، عن أميـر المؤمنيـن عليٍّ عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “يا عليُّ تختَّم باليمين؛ تكُنْ من المقرَّبين . قال يا رسول الله [وما المقرّبون؟ قال: جبرئيل وميكائيل] قال: فبمَ أتختَّم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر؛ فإنَّه جبلٌ أقرَّ لله بالوحدانيَّة، ولي بالنُّبوَّة، ولك بالوصيَّة، ولولدك بالإمامـة، ولمُحبِّيك بالجنَّة، ولشيعة ولدك بالفردوس”.

(19)
أخرج ابنُ المغازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص 467 برقم 455) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “يا عليُّ ! إنَّ الله عزَّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمُحبِّي شيعتك، فأبشرْ فإنَّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم”.
ورواه الخوارزمي في “المناقب”: ص 294 .
وللرواية طريقٌ أخرى إلى الإمام الرضا عليه السلام في كتاب “زهر الفردوس” (4 / 298) كما حكى مُحقِّق كتاب “الفردوس” (5 / 329) برقم (8337) .

(20)
أورد الحافظ الديلمي (ت 509 هـ) في “الفردوس” (5 / 324، برقم 8324) عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال له: “يا عليُّ؛ إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحُجْزة الله عزَّ وجل، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدُك بحُجزتك، وأخذ شـيعة ولدهم [كذا، ولعلَّ الصواب: شيعة ولدك] بحجزهم، فترى أين يُؤمَرُ بنا؟”.
وأورد مُحقِّق الفردوس إسناد الحديث من كتاب “زهر الفردوس”.

(21)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 73) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمَّا أُدخلت الجنَّة رأيت فيها شجرةً تحمل الحُليَّ والحُلَل، أسفلُها خيلٌ بُلقٌ، وأوسطُها حُورٌ عين، وفي أعلاها الرضوان . قلتُ: يا جبرئيـل لمن هذه الشـجرة؟ قال: هذه لابن عمِّك أميـر المؤمنين عليِّ بن أبي طالب، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنَّة يُؤتى بشيعة عليٍّ حتَّى يُنتهَى بهم إلى هذه الشجرة، فيلبسون الحليَّ والحلل، ويركبون الخيل البلق، وينادي مُنادٍ: هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى فَحُبُوا اليوم”.

(22)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص111) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:
“كنَّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليٌّ فقال: قد أتاكم أخي، ثمَّ التفت إلى الكعبة فمسَّـها بيـده ثمَّ قال: والذي نفسـي بيـده إنَّ هذا وشـيعته هم الفـائزون يوم القيـامة…”.

(23)
أخرج الموفَّق بن أحمد الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص113) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنَّه قال له:
“يا أبا الحسن! كلِّمِ الشمس فإنَّها تُكلِّمُك. قال عليٌّ عليه السلام: السلام عليك أيُّها العبد المطيع لربِّه. فقالت الشمس: عليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتَّقين وقائد الغُرِّ المُحجَّلين. يا عليُّ؛ أنت وشيعتُك في الجنَّة، يا عليُّ؛ أوّلُ من تنشقُّ الأرض عنه مُحمَّدٌ ثُمَّ أنت، وأوّل من يُحبَى مُحمدٌ ثُمَّ أنت، وأوّل من يُكسى مُحمَّد ثُمَّ أنت. فانكبَّ عليٌّ ساجداً وعيناه تذرفان بالدموع، فانكبَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وقال: يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى اللهُ بك أهلَ سبع سماوات”.

(24)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 317) بسنده عن الحسين بن علي عليهما السلام أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال للإمام عليٍّ:
“… وإنَّ أُمَّتي سـتفترق فيك إلى ثلاث فِرَق: فرقةٌ شيعتك وهم المؤمنون، وفرقةٌ أعداؤك وهم النَّاكثون، وفرقةٌ غَلَوا فيك وهم الجاحدون السابقون، فأنت يا عليُّ وشـيعتُك في الجنَّة، ومُحبُّو شـيعتك في الجنَّة، وعدوُّك والغالي فيك في النَّـار”.

(25)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 319) بسنده عن أنس بن مالك، أنَّه قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يُنـادون عليَّ بن أبي طالب عليه السلام بسـبعة أسماء: يا صِدِّيق، يا دالُّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديُّ، يا فتَى، يا عليُّ؛ مُرُّوا أنت وشيعتُك إلى الجنَّة بغير حساب”.

(26)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 323) بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنَّه قال:
“كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته فغدا عليه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام الغداةَ وكان يُحبُّ أن لا يسبقه إليه أحدٌ، فدخل وإذا النبيُّ في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟ قال: بخير يا أخا رسول الله. قال له عليٌّ: جزاك الله عنَّـا أهلَ البيت خيـراً . قال له دحية: إنِّي أُحبُّك، وإنَّ لك عندي مدحةً أزفُّها إليك: أنت أمير المؤمنين، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وسـيِّد وُلد آدم يوم القيامة ما خلا النبيِّين والمرسلين، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة، تُزفُّ أنت وشيعتك مع محمَّد وحزبه إلى الجنَان زفّاً زفّاً، قد أفلح من تولاَّك، وخسر من عاداك. بحبِّ مُحمَّد أحبُّوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله. اُدْن ُ منِّي صفوةَ الله. فأخذ رأس النَّبيِّ فوضعه في حجره [وذهب، فرفع رسول الله رأسه] فقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث. فقال: يا عليُّ؛ لم يكن دحيةَ الكلبيَّ، كان جبرئيل، سمَّاك باسمٍ سمَّاك الله به، وهو الذي ألقى مَحبَّتَك في صدور المؤمنين، ورهَّبَك في صدور الكافرين”.

(27)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 328) بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن النَّبي صلى الله عليه وآله أنَّه قال:
“إنَّ في السَّـماء حرساً وهم الملائكة، وفي الأرض حرسًا وهم شيعتُك يا عليُّ”.

أقول: المراد بالحراسة في الأرض: حفظ الدين وحراسته من الانحرافات. وقد يكون المراد أيضاً حراسة الأرض من أن يقع عليها العذاب لغضب الله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ أهل الاستقامة يتسبَّبون في دفع البلاء عن عموم النَّاس.

(28)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 331) بسنده عن عليٍّ عليه السلام، قال:
“تفترق هذه الأمَّة على ثلاث وسبعين فرقةً: ثنتان وسبعون في النَّار، وواحدةٌ في الجنَّة وهم الَّذين قال الله عزَّ وجلَّ: (وممَّن خلقنا أُمَّةٌ يهدون بالحقِّ وبه يعدلون) [الأعراف: 181] وهم أنا وشيعتي”.

(29)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 65) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
“إنَّ في الفردوس لَعَيْناً أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منَّا ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عزَّ وجلَّ عليه ولاية علي بن أبي طالب”.

(30)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 383) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَثَلِي مَثَلُ] شجرة، أنا أصلها، وعليٌّ فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيِّب إلاَّ الطيِّب . وأنا مدينـة وعليٌّ بابها فمن أرادها فليأت الباب”.
وأورده ابن الجوزي في “الموضوعات” (1 / 397) عن الحافظ ابن مردويه من طريق أخرى.

(31)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 332) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال: قال لي سلمان: قلَّما طلعت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا معه، إلاَّ ضرب بين كتفيه وقال: “يا سلمان؛ هذا وحزبُه المُفلحون”.

(32)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 333) بسنده عن محمَّد بن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
“سألتُ أمَّ سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) عن عليٍّ، فقالت: سمعت النبـي صلى الله عليه وآله يقول: إنَّ عليًّا وشـيعته هم الفائزون يوم القيامة”.

(33)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 332) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليُّ إذا كان يوم القيامة يخرج قومٌ من قبورهم لباسُهم النُّور، على نجائب من نور، أزمَّتُها يواقيت حُمرٌ، تزفُّهُم الملائكة إلى المحشر. فقال عليٌّ: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله ! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليُّ هُم أهل ولايتك وشيعتُك ومُحبُّوك، يُحبُّونك بحُبِّي، ويُحبُّوني بحُبِّ الله، هُم الفائزون يوم القيامة”.

إيضاح: النَّجائب: جمعُ نجيبة، وهي خيار الإبل.

(34)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 447) بسنده عن الإمام علي عليه السلام أنَّه قال: “إنَّ القرية تكون فيها الشيعة فيدفع بهم عنها”. ثمَّ قال: “أبيتم إلاَّ أن أقولها، فو الله لَعَهِدَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الأمَّة ستغدر بي”.

نكتفي بهذا القدر، ونسأل الله أن يجعلنا من شيعة أهل البيت (ع) حقًّا وصِدْقاً.

والحمدُ لله ربِّ العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

عليٌّ (ع) وشيعته هم الفائزون
(من مصادر مدرسة الخلفاء)

بقلم: زكريَّا بركات


توجد في مصادر “مدرسة الخلفاء” عشرات الأحاديث المرويَّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي تفيد أنَّ التشيُّع لأهل البيت (ع) هو طريق النجاة وأنَّ الشيعة هم الفائزون.. فيما يلي نستعرض بعض تلك الأحاديث الشريفة مع الاختصار في ذكر المصادر.

(1)
روى إمامُ أهل السنَّة وشيخ الشافعيَّة في العراق في زمانه أبو جعفر الترمذي (ت 295 هـ) في كتابه المُسمَّى “الجزء فيه تفسير القرآن” (ص133) برقم (392) ، بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “إذا كان يومُ القيامةِ أَوحى اللهُ إلى جَهَنَّمَ اخْمَدي وأنَّه يُريدُ أن يَمُرَّ عليك شيعَةُ عَلِيٍّ، فيمُرُّونَ عليها ولا يَحُسُّون بها، فينادِيهِم مِن تحت أقدامِهِم: عجِّلُوا عجِّلُوا فقد أَطْفَأَ نورُكُم لَهَبي”.

(2)
روى الحافظ الطبري (ت 310 هـ) في تفسيره “جامع البيان” (30 / 335) برقم (29208) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال بتفسير قوله تعالى (أولئك هم خير البريَّة) [البينة: 7] : “هم أنت يا عليُّ وشيعتك”.

(3)
روى الحافظ الدولابي (ت 320 هـ) في كتاب “الذريَّة الطاهرة” (ص120 ـ 121) بسنده عن الإمام علي عليه السلام، قال: “قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا عليُّ؛ إنَّ شيعتنا يخرجون من قبورهم وجوههم كالقمر ليلة البدر، مستورة جوارحهم، مُسكَّنة روعتُهم، قد أُعطُوا الأمنَ والإيمان، يخافُ النَّاس ولا يخافون، ويحزن النَّاس ولا يحزنون، وهم على نُوق بيض، لها أجنحة قد ذُلِّلَت من غير مهانة، ورُكبت من غير رياضة، أعناقُها ذهب أحمر ألين من الحرير؛ لكرامتهم على الله عزَّ وجلَّ”.
وأخرجه أيضاً ابن المغازلي الشافعي في “المناقب”: 359 ـ 360 برقم 339 .

(4)
روى الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت 322 هـ) في كتابه “الضعفاء الكبير” (2 / 266) ، بسنده عن سيِّد شباب أهل الجنَّـة الإمام الحسين ابن عليٍّ عليهما السلام، قال: “نُبعَثُ نحنُ وشـيعتُنا كهاتين، وأشار بالسبّابة والوُسطى”.

(5)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الكبير” (1 / 319) بسنده عن أبي رافع، أنَّه قال: إنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ عليه السلام: “أنت وشيعتك تَرِدُوْنَ عَلَيَّ الحوض رواءً مَرويِّين، مُبيضَّةً وجوهُكُم، وإنَّ عدوَّك يَرِدون عَلَيَّ ظماءً مُقبَّحين”.
وعنه الحافظ نور الدين الهيثمي في “مجمع الزوائد” (9 / 131) . وفيه “مُقمَحين” وهو الأقرب إلى الصواب.

(6)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الكبير” (1 / 319 ـ 320) بسنده عن أبي رافع أنَّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه السلام: “إنَّ أوَّل أربعة يدخلون الجنَّـة: أنا وأنت والحسـن والحسـين، وذراريـنا خلف ظهورنا، وأزواجُـنا خلفَ ذرارينا، وشـيعتُنا عن أيماننا وشمائلنا”.

(7)
روى الحافظ الطَّبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (4 / 187) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال: “إنَّ خليلي صلى الله عليه وسلم قال: يا عليُّ؛ إنَّك ستقدم على الله وشيعتَكَ راضين مَرضيِّينَ، ويقدم عليه عدوُّك غضاباً مُقمَحين … “.

(8)
روى الحافظ الطَّبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (4 / 211 ـ 212) بسـنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: “خطبنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم فسمعته وهو يقول: أيُّها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً، فقلت يا رسول الله ! وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؛ أيها الناس احتجر بذلك من سفك دمه، وأن يؤدِّي الجزية عن يد وهم صـاغرون. مثل لي أُمَّتي في الطين، فمرَّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعليٍّ وشيعته”.

(9)
روى الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في “المعجم الأوسط” (7 / 343) بسنده عن أبي هريرة أنَّه قال: “قال عليُّ بن أبي طالب: يا رسول الله؛ أيُّما أحبُّ إليك: أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبُّ إليَّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها . وكأنِّي بك وأنت على حوضي تذود عنه النَّاس، وإنَّ عليه لأباريق مثلَ عدد نجوم السماء، وإنِّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنَّة إخوانًا على سُرُر متقابلين . وأنت معي وشيعتُك في الجنَّة . ثُمَّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إخواناً على سُرُر متقابلين) [الحجر: 47] لا ينظر أحدهم إلى قفا صاحبه”.

(10)
من زوائد الحافظ القطيعي (ت 368 هـ) على كتاب “فضائل الصحابة” للحافظ أحمد بن حنبل (ت 241 هـ): (2 / 773) برقم (1068) ، بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، أنَّه قال: “شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدَ النّاس إيَّايَ، فقال: أما ترضى أن تكون رابعَ أربعة أوّل مَن يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتُنا من ورائنا”.

(11)
من زيادات الحافظ القطيعي (ت 368 هـ) على “فضائل الصحابة” (2 / 844 ـ 845) (برقم 1160) لأحمد ابن حنبل (ت 241 هـ)، بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال: “نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحِزبُنا حزب الله، وحزبُ الفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوَّى بيننا وبين عدونا فليس منا”.
ورواه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42 / 459) من طريق أخرى.

(12)
أخرج الحافظ ابن الغطريف (ت 377 هـ) في “جُزئه” (ص81 ـ 82) بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: “نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليٍّ عليه السلام فقال: “هـذا وشـيعته هم الفائزون يوم القيامة”.
ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42 / 333)، وسبط ابن الجوزي في “تذكرة الخواص” (ص53) .

(13)
روى الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) في كتاب “المستدرك” (3 / 174 ـ 175) بسنده عن ميناء بن أبي ميناء، قال: “…سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا الشجرة، وفاطمة فرعُها، وعليٌّ لقاحُها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتُنا ورقُها. وأصل الشجرة في جنَّة عَدْن، وسائر ذلك في سائر الجنَّة”.

(14)
روى الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في “تاريخ بغداد” (12 / 284) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، أنَّه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشـيعتك في الجنَّة”.

(15)
روى الحافظ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في “المتَّفق والمفترق” بسنده عن أنس بن مالك ـ رفعَه ـ: “يدخل الجنَّة من أُمَّتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم”. ثمَّ التفتَ إلى عليٍّ فقال صلى الله عليه وسلم: “هُم شيعتُك وأنت إمامُهم”.
أورده عنه الحافظ ابن حجر في “لسـان الميزان”: (4 / 359) . وظنِّي أنَّ كتاب الخطيب لا يزال مخطوطاً.
ورواه ابنُ المغازلي الشافعي في “مناقب أمير المؤمنين”: 357 برقم 335، ورواه الخوارزمي في “المناقب”: 328 .

(16)
أخرج ابنُ المغـازلي الشـافعيُّ (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص197 ـ 207) (برقم 188) بسنده عن ابن عباس في حديث طويل يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): “…يا فاطمة إنَّ عليًّا وشـيعته هُمُ الفائزون غداً”.
ورواه الخوارزمي في كتابه “المناقب”: ص 284 ـ 293.

(17)
أخـرجَ ابنُ المغـازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “المناقب” (ص305 ـ 306) عن جابر بن عبد الله، أنَّه قال: “لمَّا قدم عليُّ ابن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا عليُّ لولا أن تقول طائفةٌ من أُمَّتي فيك ما قالت النَّصارى في عيسى ابن مريم، لقُلت فيك مقالاً لا تمرُّ بمَلأ من المسلمين إلاَّ أخذوا التُّراب من تحت رجليك، وفضل َ طهورك يستشفون بهما…” إلى أن قال صلى الله عليه وآله: “وإنَّ شيعتك على منابر من نور، مُبيضَّة وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنَّة جيراني”.
ورواه الخوارزمي في “المناقب”: ص 129، 159 .

(18)
أخرج ابنُ المغازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص 348 ـ 351 برقم 326) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختَّمُوا بالعقيق؛ فإنَّه أوّل حجر شهد لله بالوحدانيَّة، ولي بالنبوَّة، ولعليٍّ بالوصيَّة، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنَّة”.
ورواه الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 326) من طريق أخرى عن سلمـان، عن أميـر المؤمنيـن عليٍّ عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “يا عليُّ تختَّم باليمين؛ تكُنْ من المقرَّبين . قال يا رسول الله [وما المقرّبون؟ قال: جبرئيل وميكائيل] قال: فبمَ أتختَّم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر؛ فإنَّه جبلٌ أقرَّ لله بالوحدانيَّة، ولي بالنُّبوَّة، ولك بالوصيَّة، ولولدك بالإمامـة، ولمُحبِّيك بالجنَّة، ولشيعة ولدك بالفردوس”.

(19)
أخرج ابنُ المغازلي الشافعي (ت 483 هـ) في “مناقب أمير المؤمنين” (ص 467 برقم 455) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله أنَّه قال: “يا عليُّ ! إنَّ الله عزَّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمُحبِّي شيعتك، فأبشرْ فإنَّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم”.
ورواه الخوارزمي في “المناقب”: ص 294 .
وللرواية طريقٌ أخرى إلى الإمام الرضا عليه السلام في كتاب “زهر الفردوس” (4 / 298) كما حكى مُحقِّق كتاب “الفردوس” (5 / 329) برقم (8337) .

(20)
أورد الحافظ الديلمي (ت 509 هـ) في “الفردوس” (5 / 324، برقم 8324) عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال له: “يا عليُّ؛ إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحُجْزة الله عزَّ وجل، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدُك بحُجزتك، وأخذ شـيعة ولدهم [كذا، ولعلَّ الصواب: شيعة ولدك] بحجزهم، فترى أين يُؤمَرُ بنا؟”.
وأورد مُحقِّق الفردوس إسناد الحديث من كتاب “زهر الفردوس”.

(21)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 73) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمَّا أُدخلت الجنَّة رأيت فيها شجرةً تحمل الحُليَّ والحُلَل، أسفلُها خيلٌ بُلقٌ، وأوسطُها حُورٌ عين، وفي أعلاها الرضوان . قلتُ: يا جبرئيـل لمن هذه الشـجرة؟ قال: هذه لابن عمِّك أميـر المؤمنين عليِّ بن أبي طالب، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنَّة يُؤتى بشيعة عليٍّ حتَّى يُنتهَى بهم إلى هذه الشجرة، فيلبسون الحليَّ والحلل، ويركبون الخيل البلق، وينادي مُنادٍ: هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى فَحُبُوا اليوم”.

(22)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص111) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:
“كنَّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليٌّ فقال: قد أتاكم أخي، ثمَّ التفت إلى الكعبة فمسَّـها بيـده ثمَّ قال: والذي نفسـي بيـده إنَّ هذا وشـيعته هم الفـائزون يوم القيـامة…”.

(23)
أخرج الموفَّق بن أحمد الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص113) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنَّه قال له:
“يا أبا الحسن! كلِّمِ الشمس فإنَّها تُكلِّمُك. قال عليٌّ عليه السلام: السلام عليك أيُّها العبد المطيع لربِّه. فقالت الشمس: عليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتَّقين وقائد الغُرِّ المُحجَّلين. يا عليُّ؛ أنت وشيعتُك في الجنَّة، يا عليُّ؛ أوّلُ من تنشقُّ الأرض عنه مُحمَّدٌ ثُمَّ أنت، وأوّل من يُحبَى مُحمدٌ ثُمَّ أنت، وأوّل من يُكسى مُحمَّد ثُمَّ أنت. فانكبَّ عليٌّ ساجداً وعيناه تذرفان بالدموع، فانكبَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وقال: يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى اللهُ بك أهلَ سبع سماوات”.

(24)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 317) بسنده عن الحسين بن علي عليهما السلام أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال للإمام عليٍّ:
“… وإنَّ أُمَّتي سـتفترق فيك إلى ثلاث فِرَق: فرقةٌ شيعتك وهم المؤمنون، وفرقةٌ أعداؤك وهم النَّاكثون، وفرقةٌ غَلَوا فيك وهم الجاحدون السابقون، فأنت يا عليُّ وشـيعتُك في الجنَّة، ومُحبُّو شـيعتك في الجنَّة، وعدوُّك والغالي فيك في النَّـار”.

(25)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 319) بسنده عن أنس بن مالك، أنَّه قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يُنـادون عليَّ بن أبي طالب عليه السلام بسـبعة أسماء: يا صِدِّيق، يا دالُّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديُّ، يا فتَى، يا عليُّ؛ مُرُّوا أنت وشيعتُك إلى الجنَّة بغير حساب”.

(26)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 323) بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنَّه قال:
“كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته فغدا عليه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام الغداةَ وكان يُحبُّ أن لا يسبقه إليه أحدٌ، فدخل وإذا النبيُّ في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟ قال: بخير يا أخا رسول الله. قال له عليٌّ: جزاك الله عنَّـا أهلَ البيت خيـراً . قال له دحية: إنِّي أُحبُّك، وإنَّ لك عندي مدحةً أزفُّها إليك: أنت أمير المؤمنين، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وسـيِّد وُلد آدم يوم القيامة ما خلا النبيِّين والمرسلين، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة، تُزفُّ أنت وشيعتك مع محمَّد وحزبه إلى الجنَان زفّاً زفّاً، قد أفلح من تولاَّك، وخسر من عاداك. بحبِّ مُحمَّد أحبُّوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله. اُدْن ُ منِّي صفوةَ الله. فأخذ رأس النَّبيِّ فوضعه في حجره [وذهب، فرفع رسول الله رأسه] فقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث. فقال: يا عليُّ؛ لم يكن دحيةَ الكلبيَّ، كان جبرئيل، سمَّاك باسمٍ سمَّاك الله به، وهو الذي ألقى مَحبَّتَك في صدور المؤمنين، ورهَّبَك في صدور الكافرين”.

(27)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 328) بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن النَّبي صلى الله عليه وآله أنَّه قال:
“إنَّ في السَّـماء حرساً وهم الملائكة، وفي الأرض حرسًا وهم شيعتُك يا عليُّ”.

أقول: المراد بالحراسة في الأرض: حفظ الدين وحراسته من الانحرافات. وقد يكون المراد أيضاً حراسة الأرض من أن يقع عليها العذاب لغضب الله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ أهل الاستقامة يتسبَّبون في دفع البلاء عن عموم النَّاس.

(28)
أخرج الخوارزمي (ت 568 هـ) في “المناقب” (ص 331) بسنده عن عليٍّ عليه السلام، قال:
“تفترق هذه الأمَّة على ثلاث وسبعين فرقةً: ثنتان وسبعون في النَّار، وواحدةٌ في الجنَّة وهم الَّذين قال الله عزَّ وجلَّ: (وممَّن خلقنا أُمَّةٌ يهدون بالحقِّ وبه يعدلون) [الأعراف: 181] وهم أنا وشيعتي”.

(29)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 65) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
“إنَّ في الفردوس لَعَيْناً أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منَّا ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عزَّ وجلَّ عليه ولاية علي بن أبي طالب”.

(30)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 383) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَثَلِي مَثَلُ] شجرة، أنا أصلها، وعليٌّ فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيِّب إلاَّ الطيِّب . وأنا مدينـة وعليٌّ بابها فمن أرادها فليأت الباب”.
وأورده ابن الجوزي في “الموضوعات” (1 / 397) عن الحافظ ابن مردويه من طريق أخرى.

(31)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 332) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنَّه قال: قال لي سلمان: قلَّما طلعت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا معه، إلاَّ ضرب بين كتفيه وقال: “يا سلمان؛ هذا وحزبُه المُفلحون”.

(32)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 333) بسنده عن محمَّد بن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
“سألتُ أمَّ سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) عن عليٍّ، فقالت: سمعت النبـي صلى الله عليه وآله يقول: إنَّ عليًّا وشـيعته هم الفائزون يوم القيامة”.

(33)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 332) بسنده عن الإمام عليٍّ عليه السلام، قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليُّ إذا كان يوم القيامة يخرج قومٌ من قبورهم لباسُهم النُّور، على نجائب من نور، أزمَّتُها يواقيت حُمرٌ، تزفُّهُم الملائكة إلى المحشر. فقال عليٌّ: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله ! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليُّ هُم أهل ولايتك وشيعتُك ومُحبُّوك، يُحبُّونك بحُبِّي، ويُحبُّوني بحُبِّ الله، هُم الفائزون يوم القيامة”.

إيضاح: النَّجائب: جمعُ نجيبة، وهي خيار الإبل.

(34)
روى الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42 / 447) بسنده عن الإمام علي عليه السلام أنَّه قال: “إنَّ القرية تكون فيها الشيعة فيدفع بهم عنها”. ثمَّ قال: “أبيتم إلاَّ أن أقولها، فو الله لَعَهِدَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الأمَّة ستغدر بي”.

نكتفي بهذا القدر، ونسأل الله أن يجعلنا من شيعة أهل البيت (ع) حقًّا وصِدْقاً.

والحمدُ لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى