نص الشبهة:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول: ورد في صحيح البخاري عن أبي سلمة قال: «دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة، فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وآله، فَدَعَت بإناء نحواً من صاع، فاغتسلَتْ، وأفاضت على رأسها، وبيننا وبينها حجاب». انتهى.
السؤال: ما فعلته عائشة هل هو خلاف الحياء أم أنه يوجد ما يبرر لفعلها؟
السؤال الثاني: وكذلك عن صحيح البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله أنها قالت: «كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضتُ رجليَّ، فإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح». انتهى.
السؤال: هذا الفعل من عائشة تجاه النبي صلى الله عليه وآله، هل فيه عدم احترام أم معذورة في ذلك؟ لأنه لم يكن في البيوت مصابيح على حد زعمها. وهل هذا الزعم صحيح؟
الجواب:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
1 ـ أما بالنسبة لرواية اغتسال عائشة ، فنقول:
أولاً: إن ما يرد في صحيح البخاري لا يملك السند الذي هو حجة في مقام الإثبات ..
ثانياً: لو صح ما ذكر عن عائشة، فإنه ليس بالضرورة أن يكون اغتسالها بطريقة تتنافى مع الحياء، فلعلها قد اغتسلت، وهي تلبس ثيابها، وفي حالة لا تتنافى مع الستر اللازم في مثل هذه الموارد، أو اغتسلت أمام أخيها وهو أخبر غيره بذلك ..
ثالثاً: إن الرواية نفسها قد صرحت بأن أخاها كان هو السائل لها وبأنها قد اغتسلت من وراء حجاب.
2 ـ وأما بالنسبة لوضع عائشة رجلها في قبلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو يصلي .. فإن ذلك معدود في جملة المؤاخذات عليها ، لنفس السبب الذي ذكرتموه في سؤالكم .. خصوصاً ، وأن الرواية قد صرحت بأن النبي (صلى الله عليه وآله)، كان يحتاج إلى غمز رجلها لكي تقبضها من موضع سجوده ..
عصمنا الله وإياكم من الزلل، في الفكر، وفي القول، وفي العمل، والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله 1..
- 1. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السادسة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 ـ 2003، السؤال (326 و 327).