نص الشبهة:
لقد اكتمل دين الإسلام في عهد الرسول (ص) ، لقوله تعالى ﴿ … الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ … ﴾ ، ومذهب الشيعة إنما ظهر بعد وفاته (ص) ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : إن الشيعة كانوا موجودين من عهد الرسول « صلى الله عليه وآله » وهو الذي أطلق عليهم هذا الاسم ، فقد روي : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال : علي وشيعته هم الفائزون ، أو نحو ذلك 1 . .
والنصوص التي تؤكد هذا المعنى كثيرة 2 .
ثانياً : إن تولي علي وأهل بيته « عليهم السلام » امتثالاً لأمر رسول الله « صلى الله عليه وآله » والعمل بجميع ما جاء به « صلى الله عليه وآله » ، وأنزله الله تعالى في كتابه ، لم يحدث بعد وفاة رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . بل كان أمراً مشهوداً وسارياً بين كثير من صحابة الرسول في زمن رسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
وقد كان بنو هاشم وسلمان ، وعمار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وحجر بن عدي ، ومئات آخرون من خيرة الصحابة من شيعة علي « عليه السلام » ، فما معنى اعتبار التشيع من الأمور الطارئة التي ظهرت بعد وفاة الرسول « صلى الله عليه وآله » ؟!
ثالثاً : إن آية : ﴿ … الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا … ﴾ 3 . قد نزلت حين نصب رسول الله « صلى الله عليه وآله » إماماً ، وأخذ له البيعة من عشرات الألوف من المسلمين ، وذلك يوم غدير خم حين كان النبي « صلى الله عليه وآله » عائداً من حجة الوداع .
وهذا هو رمز التشيع ، وأسُّه وعصبه ، ومخّه ، وقلبه النابض بالحياة .
والمصادر التي ذكرت نزول هذه الآية بهذه المناسبة كثيرة جداً 4 . فما معنى جعل هذه الآية دليلاً على نفي وجود التشيع في حياة الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » ؟!
غير أن من حق الناس أن يسألوا متى بدأت المذاهب الأخرى ، سواء في ذلك المذاهب الفقهية ، مثل : الحنبلية ، والشافعية ، والحنفية ، والظاهرية ، والأوزاعية ، و . . و . . الخ . . أو المذاهب الإعتقادية كالإعتزال والإرجاء ، والأشعرية ، والوهابية ، والخوارج وغيرهم . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . 5 .
- 1. المناقب للخوارزمي ص 111 و 265 و 291 وراجع : الدر المنثور ج 6 ص 379 وتاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 333 وعن ابن عدي وابن مردويه ، ونور الأبصار ص 159 و 226 وشواهد التنزيل ج 2 ص 467 وفضائل أمير المؤمنين للكـوفي ص 101 وبشارة المصطفى ص 149 و 187 و 196 و 270 و 296 .
- 2. راجع : جامع البيان ج 30 ص 264 والمناقب للخورازمي ص 178 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 121 وكفاية الطالب ص 119 ونظم درر السمطين ص 92 .
- 3. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 3، الصفحة: 107.
- 4. وقد روي نزول الآية في يوم الغدير في المصادر التالية : الغدير ج 1 ص 11 و 230 ـ 237 و 296 وروى ذلك الطبري في كتاب الولاية في طرق حديث الغدير XE “غدير خم : أماكن ” ، كما في ضياء العالمين . وتفسير القرآن العظيم ج 2 ص 14 عن ابن مردويه ، والدر المنثور ج 2 ص 259 وتاريخ مدينة دمشق ج 12 ص 237 والإتقان ج 1 ص 31 وكشف الغمة ج 1 ص 330 وعن مفتاح النجا ، وعن الفرقة الناجية وما نزل من القرآن في علي « عليه السلام » لأبي نعيم ص 56 وكتاب سليم بن قيس XE “سليم بن قيس” ج 2 ص 828 وتاريخ بغداد ج 8 ص 290 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص 18 والعمدة لابن البطريق ص 106 وشواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 201 والمناقب للخوارزمي ص 135 و 156 وفرائد السمطين ج 1 ص 74 و 72 وعن النطنزي في كتابه الخصائص العلوية ، وتوضيح الدلائل للصالحاني ، وتذكرة الخواص ص 30 والبداية والنهاية ج 5 ص 210 . و راجع : بحار الأنوار ج 21 ص 390 و ج 37 ص 134 و 166 وخلاصة عبقات الأنوار ج 8 ص 301 ومستدرك سفينة البحار ج 7 ص 544 وإعلام الورى ج 1 ص 261 ـ 363 قصص الأنبياء XE “الأنبياء : جماعات” للراوندي ص 353 ـ 354 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين لابن كرامة ص 20 وكشف اليقين ص 253 .
- 5. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م . ، الجزء الثاني ، السؤال رقم (69)