نص الشبهة:
هل يعقل أن يكون النبي « صلى الله عليه وآله » قد فشل في اختيار أصحابه في مقابل نجاح الخميني في ذلك ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فإن ما فعله رسول الله «صلى الله عليه وآله» في نطاق هداية الأمة ، وإخراجها من الظلمات إلى النور ، لا يقاس به عمل أحد من الأولين والآخرين ، من الأنبياء والأوصياء ، والصالحين . .
وقد لاقى « صلى الله عليه وآله » من الأذى ، وبذل من الجهد ، ما لا يقاس به أحد سواه . أما السيد الخميني ، فإنما جاء إلى أمر ممهد ، وطريق معبد . . فالشعب مسلم ومؤمن بربه ، قد تربى بجهود العلماء والصالحين على خصال الخير والصلاح ، وقطع أشواطاً كبيرة في الالتزام بأحكام الله وشرائعه ، ولديه الإستعداد النفسي لطاعة أهل الإستقامة والتقوى . والإنقياد لهم ، ورفض الباطل وأهله ، فدعاه السيد الخميني فأجاب .
وأين هذا من حال عصر النبوة ، الذي كان الناس فيه مشركين بربهم ، والأرحام فيهم مقطوعة ، والأصنام فيهم معبودة ، في بلاء الجهل ، وزلزال من الأمر . فدعاهم النبي « صلى الله عليه وآله » فعصوه ، وحاربوه وآذوه . . وبعد جهود جبارة ومضنية تمكن من نشر نور الحق ، ومن إزاحة ظلمات الباطل ، وأثمرت جهوده تربية صفوة خالصة من أهل التقوى والاستقامة على طريق الخير والحق . .
وقد وصفهم علي « عليه السلام » في بعض خطبه في نهج البلاغة بأوصاف جميلة وجليلة ، فراجع الخطبة رقم 117 وغيرها . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . 1 .
- 1. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م . ، الجزء الثاني ، السؤال رقم (51) .