
و الآيتان التاليتان كنتيجة عامّة و شاملة لقضية (بلعم) و العلماء الدنيويين فتقول أولاهما سٰاءَ مَثَلاً اَلْقَوْمُ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا وَ أَنْفُسَهُمْ كٰانُوا يَظْلِمُونَ .
فما أفحش ظلم الإنسان لنفسه و هو يسخّر ملكاته المعنوية و علومه النافعة التي بإمكانها أن تعود عليه و على مجتمعه بالخير و يضعها تحت اختيار المستكبرين و أصحاب القدرة الدنيوية و يبيعها بثمن بخس فيؤدي ذلك إلى سقوطه و سقوط المجتمع و الآية الاخيرة تحذّر الإنسان و تؤكّد له أن الخلاص من مثل هذا الانحراف و ما يكيده الشياطين لا يمكن إلا بتوفيق و تسديد من اللّه عز و جلّ مَنْ يَهْدِ اَللّٰهُ فَهُوَ اَلْمُهْتَدِي وَ مَنْ يُضْلِلْ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْخٰاسِرُونَ .
و تقدم كرّات بأنّ (الهداية) و (الإضلال) الإلهيين لا يعدان إجبارا و لا بدون حساب أو دليل، و يقصد بهما إعداد الأرضية للهداية و فتح سبلها أو إيصادها، و ذلك بسبب الأعمال الصالحة أو الطالحة التي صدرت من الإنسان من قبل، و على أية حال فالتصميم النهائي بيد الإنسان نفسه…
فبناء على هذا فإنّ الآية محل البحث تنسجم مع الآيات المتقدمة التي تذهب إلى أصل حرية الإرادة… و لا منافاة بين هذه الآية و تلكم الآيات بتاتا…
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج٥ ص٢٩٧.
__
الظلم
مدرسة أهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT



