مقالات

(وقفة تدبُّر)

قال الله تعالى: { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ } [سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠٠]

وقال الله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ خَیۡرُ ٱلۡبَرِیَّةِ (٧) جَزَاۤؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَنۡ خَشِیَ رَبَّهُۥ (٨) } [سُورَةُ البَيِّنَةِ: ٧ ـ ٨]

نلاحظ ـ بالمقارنة بين الآيات ـ أن (رضي الله عنهم ورضوا عنه) مرتبط بالخشية، ومن ذلك نفهم أن السابقين الأولين والذين يتبعونهم بإحسان هم من أهل الخشية برابط الرضى المتبادل بينهم وبين الله تعالى.
وحينئذ، يمكننا القول بأن قضية الترضي لا ترتبط بمجرد انتماء شخص إلى جيلي الصحابة والتابعين، كما يتصور كثير من المسلمين.. بل ترتبط بتحقق صفة الخشية في نفوسهم، وإذا كنا لا نستطيع الجزم بتحقق هذه الصفة؛ لكونها باطنية خفية، بالإضافة إلى ندرتها، وثبوت انتفائها في كثير من الصحابة، فمن أين جاءت فكرة الترضي على جميعهم، فضلاً عن الترضي على التابعين لهم؟!

والله ولي التوفيق.

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى