نور العترة

رفع الظلم والشرّ عن الناس…

نص الشبهة: 

الهدف من تنصيب الإمام هو رفع الظلم والشرّ عن الناس ، ولكن نحن نرى أنّ تنصيب عليٍّ وأبنائه للخلافة لم يرفع ذلك الظلم وذلك الشرّ ؟!

الجواب: 

لقد بعث الله جميع الأنبياء والرُّسل من أجل ذلك الهدف (رفع الظلم والشرّ) حيث يقول جلّ وعلا : ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ … ﴾ 1 .

ونحن نسأل الكاتب: هل تحقّق هذا الهدف الإلهي، بحيث صار فعليّاً وعمليّاً، وهل رُفع الظلم والشرّ عن العالم، بعد إرسال كلّ هؤلاء الرسل وإنزال كلّ هذه الكتب؟! فما هو جوابه في مدى نجاح الأنبياء، هو جوابنا في مورد نجاح الأئمة.
اعلم أنّ الإمام المنصوب من قِبَل الله تعالى يتمتّع بكلّ وظائف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ما عدا تلقّي الوحي، فهو يبيّن ما استجدّ من حوادث، ويدفع شبهات المعاندين، وينفذ تطبيق الأحكام الإلهيّة بكلّ ما أُوتي من قوّة. ومن جهة أُخرى فإنّ تنصيب الإمام من قِبل الله تعالى يُعتبر حجّة إلهيّة بالغة على جميع عباده.
أمّا رفع الظلم والشرّ ونشر العدالة والقسط فقد تجسّد في أيّام خلافة الإمام عليّ (عليه السلام)، حيث كانت مرحلة حكومته القصيرة نموذجاً فريداً في العمل بتلك الأوامر الإلهيّة والاضطلاع بوظائف الإمام المنصوب من قِبله عزّ و جلّ.
وأمّا الأئمة من بعده فلم يتسنَّ لهم الأخذ بزمام الحكم في حياتهم إلاّ الحسن بن علي في شهور قصيرة، فلو كان هناك قصور فيرجع سببه إلى الأُمّة الّتي لم تساند الأئمة (عليهم السلام).
وأخيراً نتساءل: أيّ النظريّتين يمكن الاعتماد عليها في إيصال البشرية إلى كمالها المنشود؛ أهي نظريّة انتخاب الخليفة من قِبل الناس بحيث يكون ذلك الخليفة إنساناً عاديّاً عرضة للوقوع في الخطأ والمعصية، أم هي نظرية تنصيب إمام معصوم من قِبل الله تعالى ليطهّر العالم من الذنوب والمعاصي ويسير بهم نحو الكمال؟! 2

  • 1. القران الكريم: سورة الحديد (57)، الآية: 25، الصفحة: 541.
  • 2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى