مقالات

الشيعة شبهات وردود…

نص الشبهة: 

*سمعنا أن فاطمة الزهراء ذهبت إلى أبي بكر تطالبه بفدك ، وأبو بكر في عقيدتكم غاصب ظالم ، فهل يجوز في الشرع الذهاب إلى الظالم والشكوى له والأمل بأن ينصف خصمه ؟ *وهل ذهبت فاطمة لأخذ حقها من أبي بكر بإجازة زوجها حيدر الكرار أم بدون إجازته ، فإن قلتم ذهبت بإجازته فأعطونا دليلاً من كتاب ، بالصفحة و السطر و الطبعة . *وإذا قلتم ذهبت بدون إجازته أليس ذلك طعناً في كرامة سيدة النساء ؟!

الجواب: 

1 أولاً : الجميع يعرف زهد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام وأنها كانت هي وزوجها وأطفالها يؤثرون بطعامهم المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم ، وفيهم نزل قوله تعالى : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ 2 .
والجميع يعرفون أن النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله قد أسرَّ إلى ابنته الزهراء عليها السلام في مرضه الذي توفي فيه أنها ستلحق به عن قريب ، وأنها أول أهل بيته لحوقاً به 3 .
من هذا يتبين أن هدفها من المطالبة بمزرعة فدك ليس الحصول على المزرعة ! بل هدفها أن تثبت للمسلمين أن الذي جلس في مكان النبي صلى الله عليه وآله يخالف أحكام الإسلام ويغصب مزرعة أعطاها النبي صلى الله عليه وآله الى ابنته ووارثته الوحيدة ، فإذا كان أبو بكر يظلم بنت النبي صلى الله عليه وآله في أول يوم من خلافته ، فياويل بقية المسلمين من ظلمه وظلم من سيجلس بعده مكان النبي صلى الله عليه وآله ؟!!
ثانياً : أنها عليها السلام لم تذهب إلى أبي بكر بصفته قاضياً تعترف به وبعدالته ، فهي لم تبايعه ولم تعترف به خليفة ، فكيف تعترف به قاضياً عادلاً ؟

ثالثاً : أن الزهراء عليها السلام لم تذهب إلى بيت أبي بكر ، بل ذهبت إلى المسجد ، عندما كان أبو بكر والصحابة مجتمعين فيه ، وخطبت خطبتها العظيمة ، وأقامت عليهم الحجة في غصبهم لخلافة أمير المؤمنين عليه السلام وبينت ظلمهم لها في مصادرة فدك .
ومما أجمع عليه المسلمون أنه يجوز للإنسان أن يذهب إلى ظالمه ويحتج عليه أمام الناس ، حتى لو كان ظالمه كافراً .
رابعاً : الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام معصومة بنص آية التطهير ، و المباهلة ، فآية التطهير وحدها كافية للجزم بأنها لم تكن لتعصي ربها وتخرج من بيتها بغير إذن زوجها أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله .
وكذلك يدل على عصمتها حديث إن الرب يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها الذي رواه الحاكم وصححه : 3 / 154 .
فدليلنا على أن خروجها بإذن زوجها صلى الله عليه وآله هو عصمتها عليها السلام ، والذي يزعم أنها خرجت بغير إذنه يحتاج إلى دليل 4 !

  • 1. كتب سماحة الشيخ الكوراني في مقدمة كتاب “أجوبة على بعض علماء الطالبان” : وصلتنا رسالة على شكل منشور من بعض علماء الوهابية في باكستان ، تتضمن خمسين سؤالاً أو إشكالاً ، وقد جمعوا فيها بعض الأحاديث والنصوص من مصادر مذهبنا ، وبعض كلمات من مؤلفات لعلماء شيعة ، وأكثرها مؤلفات غير معروفة ، وأرادوا أن يثبتوا بها كفر الشيعة ! وجعلوا عنوانها : هل الشيعة كفار.. ؟ أحكموا أنتم !
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى