بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريا بركات
لا بدَّ من (البراءة) بالابتعاد عن ولاية اليهود والنصارى (لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء) ؛
حتى يكون الإنسان مُستعدّاً للانتماء إلى ولاية الله تعالى، وإلاّ فإنَّ (من يتولهم منكم فإنه منهم) .
فإذا نجح الإنسان في خطوة البراءة، وامتلك الاستعداد للانتماء إلى ولاية الله تعالى، فإنه بالتولِّي لله تعالى يكون أهلاً للخروج من الظلمات إلى النور: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور…) ،
والذي يتولَّى تنفيذ هذه المهمة هو النبي الأكرم (ص) : (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور…) ؛
وهذا لأنَّ رسول الله (ص) وليٌّ في طول ولاية الله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ، ومن هذه الآية يتبين أن هناك أولياء يتولون هذا الدور بعد رسول الله (ص) بإخراج المؤمنين من الظلمات إلى النور، وهم أهل البيت (ع) كما يُستفاد من أسباب نزول آية الولاية.
وهذا النور هو علامة الحياة الطيبة التي يمن بها الله تعالى على المؤمن ببركة الولاية: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس…) .
ومن ذلك يتبيَّن أنَّ المسار الذي يبدأ بالبراءة والولاية ينتهي بالمؤمن إلى الحياة الطيِّبة في الدنيا قبل الآخرة،
وهو ما يفيده أيضاً قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم…) ، فالاستجابة لله وللرسول هو تجسيد للولاية بعد البراءة، والحياة الطيبة هي الثمرة..
وكذلك قوله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينَّه حياةً طيِّبة…) ، فبالمقارنة بين الآيات الكريمة يظهر أن (العمل الصالح) هو تجسيد للاستجابة العملية، والإيمان هو الولاية العقدية القلبية التي تقتضي الاستجابة.
هذا باختصار، والحمد لله رب العالمين.