بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريَّا بركات
سأل بعض القُرَّاء الكرام عن وجه تسمية غير الأئمَّة الاثني عشر (ع) بالإمام، متسائلاً عن مصدر هذا الاصطلاح؟
فالجواب ـ ومن الله التوفيق ـ :
أنَّ هذا ليس اصطلاحاً، بل هو استعمال للكلمة في معنى، وهذا الاستعمال يكفي في صحَّته أنَّه ملائم لوضع مادَّة (الإمام) في اللغة العربية، فكلُّ متقدِّم ـ في اللُّغة ـ إمامٌ، سواء كان بحقٍّ أو بغير حقٍّ. ولم يرد في الشرع منعٌ عن استعمال كلمة الإمام في غير الأئمة الاثني عشر (ع) إذا كان المقصود بالإمامة ما لا يتنافى مع إمامتهم.
وقد ورد عنهم (ع) استعمال كلمة الإمام في إمام الصلاة، كما في رواية من لا يحضره الفقيه 2 : 623 ، واللفظ هكذا: “وأمَّا حقُّ إمامك في صلاتك…”، وكذا في رواية الخصال 2 : 347 : “إذا كنتَ إماماً فإنَّه يُجزيك أن تُكبِّر واحدةً وتُسرَّ ستًّا”.
كما ورد عنهم (ع) ـ في حديث الحقوق ـ في الخصال 2 : 564 ، التعبيرُ عن كلٍّ من الحاكم والمعلِّم وغيرهما بـ “الإمام” ، ولفظ الرواية: “فحقوق أئمَّتك ثلاثة أوجبها عليك، حقُّ سائسك بالسُّلطان، ثم حقُّ سائسك بالعلم، ثمَّ حقُّ سائسك بالمِلْك، وكلُّ سائس إمام…”.
وسيرة المؤمنين ـ من العلماء والعامَّة ـ جاريةٌ على إطلاق لقب الإمام ـ بمعنى التقدُّم في الخير ـ على مستحقِّيه من السادة والقادة الأبرار والعلماء الأخيار.
فمن ذلك ما شاع بين العلماء والعامَّة من إطلاق لفظ “الإمام” على زيد الشهيد رحمه الله، كقول الشيخ المفيد ـ كما في “الفصول المختارة” (ص340) ـ : “إنَّ زيداً ـ رحمة الله عليه ـ كان إماماً في العلم والزُّهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. إلخ كلامه. وانظر المتن نفسه في المناقب لابن شهر آشوب 1 : 260 ، وبحار الأنوار 10 : 451 .
وكذلك عبَّر السيد محسن الأمين في “أعيان الشيعة” 7 : 124 و 125 ، عن زيد الشهيد بـ “الإمام”.
وقد شاع التعبيرُ بـ “الإمام” عن العديد من العلماء الأعلام في الحوزة العلمية، فمن ذلك تعبير المحقِّق الكركي بـ “الإمام” عن العديد من علماء الطائفة في إجازته التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج105 ص40 .
ومن ذلك تعبير الميرزا الغروي عن السيِّد محمد كاظم الطباطبائي بـ “الإمام الفقيه” في مقدِّمة كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى.
وقد عبَّر آيةُ الله الشيخ محسن الأراكي في كتابه “ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة” بـ “الإمام” عن السيد الخوئي والشهيد الصدر والسيد السيستاني.
ومن ذلك تعبير الشيخ محمَّد مهدي نجف (مدير مركز البحوث والدراسات العلميّة التابع لمجمع التقريب بين المذاهب) في مقدمة كتاب “تحرير المجلة” عن الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بالإمام. علماً أنَّ العمل على الكتاب تم تحت إشراف آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله.
وهكذا اشتهر على ألسُن العلماء والعامَّة من المؤمنين تسميةُ السيد روح الله الخميني بالإمام، وكذا خليفته السيد علي الخامنئي.
والأمثلة كثيرة جدًّا..
فالخلاصة أنَّه لا محذور من إطلاق وصف “الإمام” على من ثبت له التقدُّم في مجال ما، بل قد يحسن ذلك من باب الإشادة والتنويه بأهل الفضل والتأدُّب مع القادة الأخيار والعلماء الأبرار، بشرط ألَّا يكون ذلك بقصد خلع معنى الإمامة الخاص (الملازم للعصمة والنصِّ) على غير أهله.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
حول إطلاق عنوان الإمام على غير الأئمة الاثني عشر عليهم السلام
بقلم: زكريَّا بركات
سأل بعض القُرَّاء الكرام عن وجه تسمية غير الأئمَّة الاثني عشر (ع) بالإمام، متسائلاً عن مصدر هذا الاصطلاح؟
فالجواب ـ ومن الله التوفيق ـ :
أنَّ هذا ليس اصطلاحاً، بل هو استعمال للكلمة في معنى، وهذا الاستعمال يكفي في صحَّته أنَّه ملائم لوضع مادَّة (الإمام) في اللغة العربية، فكلُّ متقدِّم ـ في اللُّغة ـ إمامٌ، سواء كان بحقٍّ أو بغير حقٍّ. ولم يرد في الشرع منعٌ عن استعمال كلمة الإمام في غير الأئمة الاثني عشر (ع) إذا كان المقصود بالإمامة ما لا يتنافى مع إمامتهم.
وقد ورد عنهم (ع) استعمال كلمة الإمام في إمام الصلاة، كما في رواية من لا يحضره الفقيه 2 : 623 ، واللفظ هكذا: “وأمَّا حقُّ إمامك في صلاتك…”، وكذا في رواية الخصال 2 : 347 : “إذا كنتَ إماماً فإنَّه يُجزيك أن تُكبِّر واحدةً وتُسرَّ ستًّا”.
كما ورد عنهم (ع) ـ في حديث الحقوق ـ في الخصال 2 : 564 ، التعبيرُ عن كلٍّ من الحاكم والمعلِّم وغيرهما بـ “الإمام” ، ولفظ الرواية: “فحقوق أئمَّتك ثلاثة أوجبها عليك، حقُّ سائسك بالسُّلطان، ثم حقُّ سائسك بالعلم، ثمَّ حقُّ سائسك بالمِلْك، وكلُّ سائس إمام…”.
وسيرة المؤمنين ـ من العلماء والعامَّة ـ جاريةٌ على إطلاق لقب الإمام ـ بمعنى التقدُّم في الخير ـ على مستحقِّيه من السادة والقادة الأبرار والعلماء الأخيار.
فمن ذلك ما شاع بين العلماء والعامَّة من إطلاق لفظ “الإمام” على زيد الشهيد رحمه الله، كقول الشيخ المفيد ـ كما في “الفصول المختارة” (ص340) ـ : “إنَّ زيداً ـ رحمة الله عليه ـ كان إماماً في العلم والزُّهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. إلخ كلامه. وانظر المتن نفسه في المناقب لابن شهر آشوب 1 : 260 ، وبحار الأنوار 10 : 451 .
وكذلك عبَّر السيد محسن الأمين في “أعيان الشيعة” 7 : 124 و 125 ، عن زيد الشهيد بـ “الإمام”.
وقد شاع التعبيرُ بـ “الإمام” عن العديد من العلماء الأعلام في الحوزة العلمية، فمن ذلك تعبير المحقِّق الكركي بـ “الإمام” عن العديد من علماء الطائفة في إجازته التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج105 ص40 .
ومن ذلك تعبير الميرزا الغروي عن السيِّد محمد كاظم الطباطبائي بـ “الإمام الفقيه” في مقدِّمة كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى.
وقد عبَّر آيةُ الله الشيخ محسن الأراكي في كتابه “ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة” بـ “الإمام” عن السيد الخوئي والشهيد الصدر والسيد السيستاني.
ومن ذلك تعبير الشيخ محمَّد مهدي نجف (مدير مركز البحوث والدراسات العلميّة التابع لمجمع التقريب بين المذاهب) في مقدمة كتاب “تحرير المجلة” عن الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بالإمام. علماً أنَّ العمل على الكتاب تم تحت إشراف آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله.
وهكذا اشتهر على ألسُن العلماء والعامَّة من المؤمنين تسميةُ السيد روح الله الخميني بالإمام، وكذا خليفته السيد علي الخامنئي.
والأمثلة كثيرة جدًّا..
فالخلاصة أنَّه لا محذور من إطلاق وصف “الإمام” على من ثبت له التقدُّم في مجال ما، بل قد يحسن ذلك من باب الإشادة والتنويه بأهل الفضل والتأدُّب مع القادة الأخيار والعلماء الأبرار، بشرط ألَّا يكون ذلك بقصد خلع معنى الإمامة الخاص (الملازم للعصمة والنصِّ) على غير أهله.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.