قبل سنوات حصل بيني وبين أحد علماء أهل السنة حوار، التقينا في الحج، وهو من المغرب، وكان الحوار في المسجد الحرام..
قلت له: هل تقول إن حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) صحيح؟
أجابني: نعم .
قلت له: هل تقبل أنه دال على لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام؟
أجابني: نعم .
كانت مفاجأ لي؛ لأنني لم أتوقع أن يجيب بنعم على السؤالين، فقد كنت محضراً نفسي لأثبت له الصحة إذا رفضها، والدلالة على وجوب التمسك إذا رفضها..
وبينما أنا منهمك في لحظة المفاجأ لعدة ثوان أفكر كيف أواصل معه.. إذا به يفاجئني بسؤاله: في أي شيء خالف أهل السنة أهل البيت عليهم السلام؟
قلت له مباشرة ـ والتوفيق من الله ـ : تريد عشر مسائل أو يكفيك مثال واحد؟
أجابني: يكفيني مثال واحد.
ذكرت له مثال حي على خير العمل، وكيف أن الشوكاني اعترف أن الأذان بحي على خير العمل هو مذهب أهل البيت عليهم السلام، وأهل السنة أجمعوا على رفض جزئيتها، بل قالوا إنها بدعة..!
كان العالم السني المغربي يستمع.. وبعد أن ذكرت له هذا المثال، لم يعلق بشيء.. واستأذن للانصراف..
لم أسأله بعد ذلك، واحتملت أنه إما محرج يريد أن يتخارج (كما في التعبير اليمني) أو أنه يريد فرصة ليفكر..
الله يهدي الجميع.