نص الشبهة:
تعارفَ بين الناس أنهم إذا وجدوا جسد ميت من العلماء و غيرهم بعد سنوات من دفنه طرياً لم يتغير فإنهم يعدون ذلك من الكرامات له ويحسبونه من أهل السعادة. هل لهذا الاعتقاد مستند شرعي؟ مع أننا نجد بالوجدان والعيان ظهور جسد بعض الفساق بل ومن هو أسوأ حالاً منهم أيضاً بعد أعوام كثيرة من موته طرياً لم يتغيّر. ما هو الحلّ لهذه المعضلة؟
الجواب:
أولاً: إن النصوص الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) تقول: إن من يداوم على غسل الجمعة مثلاً، فإن جسده لا يفنى، في أي أرض دفن، ومهما كانت طبيعة جسده، وطبيعة الجو والحالات، والتقلبات التي يواجهها ذلك الجسد..
فلا يصح قياس هذا على الحالات الخاصة التي يدّعون أن الجسد يحافظ على تماسكه فيها .. فإن تلك الحالات مرهونة بالظروف والحالات التي اقتضت ذلك، وأما الوعد الإلهي لأهل الإيمان، فلا يلحظ فيه شيء من ذلك. بل هو وعد غير مكذوب لكل من يعمل بأمر الله سبحانه وتعالى في أي زمان، وأي مكان، وفي جميع الأحوال.
ثانياً: إن الحفريات القائمة على قدم وساق في جميع أرجاء المعمورة، لم توفر قبراً، ولم تترك شبراً تحتمل أن يكون فيه بقية إلا وأقدمت على استخراج خفاياه، ونبش وتفتيش زواياه ..
فلم تجد من مخلفات تلك العصور الخالية إلا الرمم البالية، فلماذا لم تعثر من بين تلك الألوف من الرمم على جثة لم تنلها يد الفناء؟!
ولماذا انحصرت مكتشفاتها للأجساد الباقية على حالها فيما تزعم بأجساد أناس لم يطل عليهم الزمن، ولم تتقادم عليهم العهود .. بل ترجع إلى بضع سنوات أو إلى بضع عشرات وحتى لو كانت مئات من السنين حسب دعواهم؟!!
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. 1.
- 1. مختصر مفيد (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثالثة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (154).