تمر الصَّرَفان هو من أجود أنواع التمور، فيه شيء من الصلابة، و هو نوع من العجوة 1، و التي هي من أجود تمور المدينة المنورة.
و الصرفان تمر مبارك فيه الشفاء و فيه قيمة غذائية عالية.
قال في القاموس: الصَرَفان (محركة) تمر رزين صلب المضاغ 2.
الصرفان سيد التمور
ذكر تمر الصرفان في الأحاديث و الروايات بالمدح و الثناء، و اليك بعضاً منها:
رُوِيَ عن الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام أنَّهُ قال: “أَشْبَهُ تُمُورِكُمْ بِالطَّعَامِ الصَّرَفَانُ” 3.
و عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا 4 عليه السلام: “أَ تَدْرِي مِمَّا حَمَلَتْ مَرْيَمُ عليها السلام”؟
فَقُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي.
فَقَالَ: “مِنْ تَمْرِ الصَّرَفَانِ، نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ فَأَطْعَمَهَا فَحَمَلَتْ” 5.
رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: “الصَّرَفَانُ سَيِّدُ تُمُورِكُمْ” 6.
الصرفان هي العجوة
يظهر من مراجعة الاحاديث و الروايات أن الصرفان و العجوة تسميتان لنوع واحد من التمر، فكانت العجوة تُعرف في الكوفة و بعض المناطق الأخرى بالصرفان، و تعرف بالحجاز و المدينة بالعجوة، و عليه تدل الاحاديث و الروايات التالية:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَرْبٍ صَاحِبِ الْجَوَارِي قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 7 عليه السلام وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ رحمه الله بَعَثَنِي هُذَيْلُ بْنُ صَدَقَةَ الْحَشَّاشُ فَاشْتَرَيْتُ سَلَّةَ رُطَبِ صَرَفَانَ مِنْ بُسْتَانِ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمَّا جِئْتُ بِهِ قَالَ: “مَا هَذَا”؟
قُلْتُ: رُطَبٌ بَعَثَهُ إِلَيْكُمْ هُذَيْلُ بْنُ صَدَقَةَ.
فَقَالَ لِي: “قَرِّبْهُ”.
فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَلَّبَهُ بِإِصْبَعِهِ.
ثُمَّ قَالَ: “نِعْمَ التَّمْرُ هَذِهِ الْعَجْوَةُ لَا دَاءَ وَ لَا غَائِلَةَ” 8.
و في رواية سَعْدَان بْنِ مُسْلِمٍ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 7 عليه السلام الْحِيرَةَ 9 … وَ نَظَرَ إِلَى الصَّرَفَانِ، فَقَالَ: “مَا هَذَا”؟
قَالَ: الصَّرَفَانُ.
قَالَ: “هُوَ عِنْدَنَا الْعَجْوَةُ وَ فِيهِ شِفَاءٌ” 8.
و عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قَالَ: “الصَّرَفَانُ هِيَ الْعَجْوَةُ، وَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ الدَّاءِ” 10.
- 1. تمر العجوة هو من أجود أنواع تمور المدينة المنورة، كروي الشكل ، و طمعه جيد، يكون بُسْرُهُ أصفر اللون، و عندما يتحول رطباً يصبح لونه غامقاً، ثم يضرب إلى السواد فيصبح تمراً.
- 2. أي له صلابة حين المضغ.
- 3. المحاسن: 2 / 537، لأحمد بن محمد بن خالد البرقي، المتوفى سنة: 274 أو 280 هجرية، الطبعة الثانية، دار الكتب الإسلامية، قم/إيران، سنة 1371 هجرية.
- 4. أي الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام) ثامن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 5. المحاسن: 2 / 537.
- 6. المحاسن: 2 / 535.
- 7. a. b. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 8. a. b. المحاسن: 2 / 536.
- 9. الحِيرة: هي البلد القديم بظهر الكوفة. أنظر: مجمع البحرين: 3 / 281، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي، المولود سنة: 979 هجرية بالنجف الأشرف/العراق، و المتوفى سنة: 1087 هجرية بالرماحية، و المدفون بالنجف الأشرف/العراق، الطبعة الثانية سنة: 1365 شمسية، مكتبة المرتضوي، طهران/إيران.
- 10. نفس المصدر.