عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1 عليه السلام، قَالَ: سُئِلَ عَنْ خَلْقِ النَّخْلِ بَدْءاً 2 مِمَّا هُوَ ؟
فَقَالَ: “إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مِنَ الطِّينَةِ الَّتِي خَلَقَهُ مِنْهَا فَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَخَلَقَ نَخْلَتَيْنِ ذَكَراً وَ أُنْثَى، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنَّهَا خُلِقَ مِنْ طِينِ آدَمَ تَحْتَاجُ الْأُنْثَى إِلَى اللِّقَاحِ كَمَا تَحْتَاجُ الْمَرْأَةُ إِلَى اللِّقَاحِ، وَ يَكُونُ مِنْهُ جَيِّدٌ وَ رَدِيءٌ وَ رَقِيقٌ وَ غَلِيظٌ وَ ذَكَرٌ وَ أُنْثَى وَ وَالِدٌ وَ عَقِيمٌ”.
ثُمَّ قَالَ: “إِنَّهَا 3 كَانَتْ عَجْوَةً 4، فَأَمَرَ اللَّهُ آدَمَ أَنْ يَنْزِلَ بِهَا مَعَهُ حَيْثُ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ فَغَرَسَهَا بِمَكَّةَ، فَمَا كَانَ مِنْ نَسْلِهَا فَهِيَ الْعَجْوَةُ، وَ مَا غُرِسَ مِنْ نَوَاهَا فَهُوَ سَائِرُ النَّخْلِ الَّذِي فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا” 5.
- 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 2. أي ابتداءً.
- 3. أي إن تلك النخلة.
- 4. العجوة: ضَرْبٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ بِالْمَدِينَةِ ، وَ نَخْلَتُهَا تُسَمَّى لِينَةً .
- 5. المحاسن: 2 / 528،لأحمد بن محمد بن خالد البرقي، المتوفى سنة: 274 أو 280 هجرية، الطبعة الثانية، دار الكتب الإسلامية، قم/إيران، سنة 1371 هجرية.