للمسجد في عقيدتنا الإسلامية أهمية خاصة جداً، تبدأ من مكانته المرموقة وتنتهي بدوره الفعال في حياة الأمة.
أما عن مكانته فيمكن اختصارها فيما يلي :
أولاً وجوب تقديس المسجد واحترامه لأنه مكان انطلاق بين المرء وربه وجسرعبور الانسان الى المراتب الإيمانية النامية.
ثانياً حرمة تنجيسه وجعله مكاناً للقاذورات والأوساخ ووجوب إزالتها عنه فوراً مقدّماً على سائر الأفعال العبادية فيه.
ثالثاُ : وجوب مراعاة الآداب والأخلاق داخل المسجد لمنافاة رذائل الأخلاق للمكانة السامية في شرعنا وعقيدتنا.
رابعاً : الشعور بالهيبة والرهبة من المسجد وعدم الاستهتار بشأنه في حياة المسلم ونبذ الفوراق فيه.
أما عن دوره فيمكن اختصاره فيما يلي :
أولاً : أنه مكان سجود المسلم لربه ودعائه وقراءته للقرآن واعتكافه.
ثانياً : مكان اجتماع المسلمين للتعارف والتقارب وزيادة الالفة والمحبة وأواصر التآخي بينهم.
ثالثاُ : هو المكان الذي يتعلمون فيه أحكامهم وشرائع دينهم لما في ذلك من دور في تقوية العقيدة في نفوسهم.
رابعاً : هو المكان الذي يأنس به المسلم ويرتاح فيه بعد تعبه مع مستلزمات حياته ليأخذ منه القوة المعنوية الكافية.
إن بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة.
عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها طهره الله من ذنوبه وكتبه من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء..
عن أبي ذر : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف تعمر المساجد ؟ قال : لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع واترك اللهو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك.
من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يسمع كلمة تدل على هدى، أو يترك فيها ذنباً خشية أو حياءً.
لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة، وإما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء، وإما أخ يستفيده في الله عزوجل. 1
- 1. نُشرت هذه المقالة على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد.