مقالات

القول بأن الله أذهب الرجس عن الصحابة افتراء على الله …

القول بأن الله أذهب الرجس عن الصحابة افتراء على الله.

 ثم أن صاحبنا أضاف في قوله هذا مزعومة أخرى إلى مزاعمه السابقة وهي دعواه بأن الله قد أذهب الرجس أيضا عن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا افتراء على الله سبحانه وتعالى، وهو بهذا الزعم يثبت لهم العصمة وهذا لا قائل به، ولا يوجد دليل يمكن الركون إليه لإثبات ذلك وما أحال إليه من آيات فقد سبق وأن أبطلنا الاستدلال بها، وأثبتنا عدم دلالتها على شيء مما أراد إثباته، بل إن سيرة هؤلاء الصحابة وما مارسه الكثير منهم من مخالفات شرعية لهو أبرز دليل على بطلان هذه المزعومة، كما أن هناك الكثير من الروايات في مصادر أهل السنة تفيد أن جماعة ليست بالقليلة من هؤلاء الصحابة سيغيرون ويبدلون بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ثم سيردون النار يوم القيامة، أذكر نماذج منها على سبيل المثال:
فقد أخرج البخاري البخاري في صحيحه(1)والشاشي(2)في مسنده بسنديهما كلاهما عن أبي وائل قال – واللفظ للبخاري -: (قال عبد الله قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب أصحابي! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة الدوسي أنه كان يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون على الحوض، فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)(3).
وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده(4) وأبو يعلى في مسنده(5) عن عبد الله بن مسعود – واللفظ لأحمد – عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأصحابه: (أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزتكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها) (6).
فكيف يكون هؤلاء مطهرون من الرجس ويدخلون النار؟!!!.
**********************************
(1) صحيح البخاري 6/2587.
(2) مسند الشاشي 2/42.
(3) صحيح البخاري 5/2407.
(4) مسند أحمد 1/384 و 406 و 425.
(5) مسند أبي يعلى 1/126.
(6) صحيح مسلم 4/1789.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى