مقالات

العَلاقةُ بين الراحة والتَّعب وبين البُؤس والنَّعيم

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

✍🏻 زكريَّا بركات
7 إبريل 2022


في “الكافي” الشَّريف للشيخ الكليني (رض) ، بسنده عن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، أنَّه قال:

“ما أَقربَ الرَّاحةَ من التَّعبِ، والبؤسَ من النَّعيمِ”.

🔸🔸🔸

الإنسانُ ميَّالٌ – بطبعه – إلى الراحة، ولكنَّ كثيراً من الراحة قد لا يحصل إلَّا بالمعصية، وقد تكون بعضُ صور الرَّاحة معصيةً في حدِّ ذاتها، وبالتالي فإنَّ مآل الرَّاحة (الفانية المؤقَّتة) سيكون التعب الأخروي (الأبدي الدائم) .. بينما كثير من الطاعات تتطلَّب تحمُّل المشقَّة، وربما البؤس والمعاناة أيضاً، ولكن هذه المعاناة (المؤقَّتة) سوف تؤدِّي بالإنسان إلى نعيم دائم لا ينتهي وراحة أبديَّة لا تنقضي..
على الإنسان أن يقيس الأمورَ بما تؤول إليه، فهذا هو بُعد النَّظر.. فالإنسان ضعيف النظر هو الإنسان الذي يغفل عن العواقب.. بينما الإنسان الذي يستمع لنداء العقل فيجعل العواقب والنهايات نُصب عينيه، يستسهل كثيراً من المعاناة لأنه يراها تنتهي به إلى الجنَّة، ويمتنع عن كثير من الأمور التي يَعُدُّها الآخرون خيراً؛ لأنَّه يراها تنتهي إلى عقاب أليم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونَ إلاّ من أتى الله بقلب سليم..

وحين تكون المشقَّة التي يتحمَّلها الإنسان استقامةً وجهاداً في سبيل الله، فإنَّه يجني ثمار ذلك في الدنيا قبل الآخرة، لأنَّ الناصر للّٰه تعالى موعود من قبل اللّٰه بالنصر والغلبة في الدنيا، ومن أعظم ثمار الجهاد في سبيل الله: ما يحظى به محورُ المقاومة من عزَّة وكرامة، كما نشهده في زماننا هذا في إيران ولبنان والعراق واليمن.. فالمقاومة والجهاد ضد المستكبرين وعملائهم سبب رئيس لحفظ الأنفس والأعراض والمقدَّسات..

بينما نلاحظ أنَّ المنبطحين الذين اختاروا الرَّاحة ولم يسلكوا طريق التضحية في سبيل اللّٰه، يتجرَّعون كؤوس الذلِّ والمهانة والتبعية لليهود والنصارى وعملائهم..

ولا حول ولا قوَّة إلَّا باللّٰه العلي العظيم، والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى