محاسن الكلام

البرنامج العملي لبناء الذات

🔸القسم الأوّل: المساعي الإيجابيّة

  1. الإنفاق والإيثار:

لا شكّ في أنّ الإنفاق والإيثار والتصدّق بالشيء المحبوب من أهمّ وسائل إزالة التعلّق بالماديّات والإعراض عن اللذائذ الماديّة وتصفية القلب وصَونه من التلوّث بالدنيا.

يقول تعالى ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. ويقول أيضًا ﴿لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. ويقول أيضًا ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها﴾.

ففي هذه الآية الكريمة لا يطلب الله تعالى من نبيّه الكريم أن يأخذ من المؤمنين الزكاة كي تتطهّر أموالهم إن كان فيها مال مغصوب أو حقّ لفقير أو أيّ ذي حقّ آخر، بل يطلب منه أن يأخذ الزكاة منهم كي تتطهّر نفوسهم وتتزكّى.

ولعلّ في الآيات الشريفة نكتة مخفيّة، وهي أنّ التعلّق بالمال والدنيا يلوّث روح الإنسان وقلبه، ويجعل الإنسان مريضَ الروح والقلب، أمّا علاج هذا المرض فهو دفع الصدقة والزكاة، الأمر الذي يُضعف تعلّق الإنسان بالمال والدنيا، وبالإضافة إلى تطهيره أموالَ الإنسان، فإنّه يُطهّر روحه وقلبه أيضًا.

وهذا التوجيه لا يتنافى أبدًا مع ما ذُكر في بيان وجه تسمية الزكاة بهذا الاسم من أنّها سمّيت كذلك لأنّها تُزكّي المال وتُطهّره.

ولا ينبغي أن يبعد عن أنظارنا أنّ الصلاة والإنفاق يُكمّلان بعضهما، ولعلّ هذا هو السرّ في اقترانهما معًا في أغلب الموارد في الآيات القرآنيّة ﴿وَجَعَلَنِي مُبارَكًا أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا﴾.

📖 نحو بناء الذات
📝 الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
__

صفر١٤٤٦
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى